في ساحة الاعتصام
04-17-2019 11:37 PM
اليوم كنت كالعادة في الإعتصام أمام القيادة العامة منذ عصر اليوم وعندما هممت بالخروج قبل إنتصاف الليل سمعت بعض الشباب الثوار يقولون : ( الشفاتي ماشي البيت و الكنداكة قاعدة تبيت ) فضحكت من مطاعنتهم لي . أعود بكم إلى نهار اليوم فقد تواترت الأنباء عن إقتحام قوات الدعم السريع لمكان الإعتصام و فضه بالقوة ثم وردتنا أنباء بنفي المعتصمين لذلك و أن حميدتي مع قوات له قد جاءهم بغرض نظافة الميدان و ذكروا له أنهم يقومون بذلك و قال لهم أنه معهم و كل صغار الضباط و الجنود معهم . و أنا عائد من الخرطوم إلى بحري بعد ظهر اليوم مررت بكبري القوات المسلحة عن طريق شارع النيل و صعدت الكبري عن طريق المدخل الشرقي غلى بحري و لاحظت تواجد عربا عدة من ذوات الدفع الرباعي ( تاتشرات ) بمدافعها الكبيرة ( الدوشكا ) في مدخل الكبري من جهة الخرطوم و كذلك نفس الشئ عند المدخل من جهة بحري و كانت السيارات القادمة من بحري تتجه بالمخرج الغربي جهة شارع النيل . أما كبري الحديد فتم إغلاقه ثانية للسيارات و يمر الناس به رجالا . في العصر عند دخولي إلى دويلة الإعتصام وجدتها في نفس حدودها السابقة و بمساحتها الستة كيلومترات مربعة تقريبا و التي يحدها من الشرق شارع عبيد ختم و من الغرب شارع المك نمر و من الشمال شارع النيل و من الجنوب شارع القيادة العامة و قد لاجظت الإنتشار المتزايد لقوات الدعم السريع لحفظ الأمن و لحماية المعتصمين و منطقة القيادة العامة من أي إنقلاب مضاد أو هجوم من مليشيات المؤتمر الوطني كما ظل يحدث و قد حدث ليلا قبل قليل . إدارة دويلة المعتصمين تشمل الحراسة الأمنية و تفتيش الأفراد الداخلين و مراقبة المتاريس و تشمل توزيع المأكولات و المشروبات و قد ذبحت اليوم الذبائح و أتى الناس بعربات محملة بالطعام , و تشمل أعمال النظافة و تشمل العيادات الطبية بجانب تنظيم مسجدين للصلاة , و الطريف هنا أنني مررت بشاب كان يحمل كيسا أسودا و يجمع القمامة و يردد : ( الوساخة من الكيزان ) بدلا عن ( النظافة من الإيمان ) ! أما عن المناشط فتم نصب لوحة تليفزيونية كبيرة لعرض الإرشادات و عرض افلام فيديو عن نضالات الثوار ضد القوات الأمنية , و توجد مناشط المخاطبات التوعوية التي تتخللها أغاني الريقي و الراب تحكي عن الثورة من خلال سماعات مكبرة للصوت و توجد مناشط الضرب على الباقات و الصفيح و الهتاف بالشعارات و الرقص و توجد أيضا جماعة الطريقة الصوفية لأزرق طيبة و ضربهم على النوبة و الذكر .الشئ الجديد الذي شاهدته اليوم هو كثرة البائعين المتجولين بمأكولاتهم المختلفة و كأن قد تمت دعوتهم لتلبية إحتياجات المعتصمين و ربما لزيادة عددهم !! ولكن أقولها حقيقة فإن أعداد المعتصمين مليونية كما كانت في الأيام الماضية . هذه ملاحظات أكتبها لمن هم على البعد منا و لكنهم قريبون منا جدا بقلوبهم و مشاعرهم .
د. عمر بادي
|
خدمات المحتوى
التعليقات
#1824096 [Mamoun Alzain Humaida]
04-18-2019 06:28 AM
|
د. عمر بادي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|