بعد ما لبنت ما تدوها (الطير)
04-18-2019 11:41 AM
كمال الهِدي
· الثورات لا تحتمل الوقوف في منتصف الطريق.
· وكان (باريتوا) الساسة ديل يا ثوار مش بوقفوكم في منتصف الطريق، ديل برجعوكم لي وراء عديل.
· هناك الكثير مما تجاهلناه في الأيام الماضية.
· منذ يوم تسلم مجلس الفريق برهان للسلطة ونحن نتابع (بعض) ما لا يسر.
· لكننا آثرنا الصمت.
· و(لٌكنا) الصبر.
· وقلنا ما في داعي نكتب أي كلام من شأنه أن يشق الصفوف.
· لكن بعد أن تكشفت بعض الأمور ومع استمرار العبث ما عاد التغافل مجدياً.
· طوال فترة الحراك كان الجميع على قلب رجل واحد.
· وقتذاك لم يتجرأ أي سياسي على التعبير عن وجهة نظر تخالف الجماعة.
· الكل كانوا يقولون "نقف من خلف تجمع المهنيين".
· وما زال تجمع المهنيين هذا قائماً حتى يومنا هذا، فماذا أصاب بعضنا؟!
· بدأنا نسمع عن اختلافات تأخذ في التمدد مع مرور الأيام.
· فات على بعض المتلهفين والساعين للأضواء أن الثوار لم يمكسوا حتى اللحظة شيئاً حتى تظهر مثل هذه الخلافات.
· نفس من ضحوا وتعبوا وتعرضوا للضرب والاعتقال ومن فقدوا رفقة طيبة برصاص القتلة والمجرمين.. نفس هؤلاء ما زالوا يكافحون ويلتحفون الشمس أمام مقر القيادة العامة.
· يعني الكعكة التي يتعجل البعض اقتسامها لم تستوي بعد، فعلام الاختلاف والانقسام؟!
· ما سبب هذا الجدل الدائر حول ماهية هذا الكيان أو ذاك؟!
· لماذا صار التهافت والاستعجال لاجتماعات المجلس العسكري سمة للبعض، حتى قبل التشاور مع رفقاء النضال؟!
· لم أتوقع اطلاقاً بعد ثلاثين عاماً من الذل والهوان الذي عشناه جميعاً أن يكون ساستنا على مواقفهم القديمة.
· لكن واضح أنهم لم يتعلموا من أخطاء الماضي.
· ولو أنهم تعلموا لتم تشكيل الوفد المفاوض بطريقة مختلفة ولضم شخصيات غير التي يحتويها حالياً.
· ظللت منذ سنوات سبقت هذا الحراك أدعو لانسحاب كل من تخطى الأربعين وأن يكتفي هؤلاء بدور الاستشاريين للشباب.
· فقد جرب الناس رموز أحزابنا القديمة ولم يسعدوا بأدائهم.
· وبعد الدور الكبير والبارز لكنداكات وشباب السودان في الحراك الحالي وتضحياتهم وجسارتهم التي شهد عليها الجميع توقعت أن يكون قوام أول وفد يتم تشكيله للتفاوض مع الجيش من هؤلاء الشباب.
· لكن الشيء المحزن أن الوفد لم يضم شاباً سوى الدكتور الأصم.
· كما لم يتم تمثيل الكنداكات اللاتي اتفقنا جميعاً أثناء الحراك بدورهن البارز في هزيمة نظام القتلة.
· وجود الدكتورة مريم الصادق ضمن الوفد لم يسرني.
· لا شك لدي في أن ابنة الإمام مناضلة جسورة.
· ولا ننكر أنها شاركت مشاركة فعالة في الحراك وخرجت مع الآخرين للشوارع وتم اعتقالها.
· ولا ننكر الدور المٌقدر لحزبها كمشارك أصيل في الحراك.
· لكن قد تتفقون معي في أنها إن خرجت خمس، ست أو عشر مرات فهناك من ظللن يخرجن كل يوم.
· لذلك أرى أن العديد من الكنداكات الأخريات كن أجدر منها لعضوية الوفد المفاوض.
· الطريقة التي خاطب بها الباشمهندس الدقير الذي احترمه كثيراً هو صنوه الرئيس السابق للحزب إبراهيم الشيخ.. الطريقة التي خاطب بها المعتصمين بعد أول لقاء لهم مع المجلس العسكري الانتقالي لم تعجبني.
· فقد كانت اللغة هتافية.
· قال للثوار بحماس شديد أنهم قد أبلغوا المجلس بطلباتهم.
· وهذا ليس خبراً في رأيي.
· فالطبيعي، بل الواجب هو أن ينقل الوفد المفاوض كل طلبات الثوار.
· كنت سأحتفي بحديث الدقير لو أنه قال للمعتصمين بعد أول اجتماع مع المجلس أنهم وعدوا بتنفيذ كذا وكذا اعتباراً من صباح الغد.
· فالمطلوب لم يكن التنفيذ المتعجل، بل القرارات الجادة التي تضمن للثوار أن جهدهم وتضحياتهم لم تذهب هباءً منثورا.
· أما نقل المطالب فلم يكن يحتاج للغة هتافية لأن هذه اللغة منتحتني الإحساس بالبدء المبكر للحملات الانتخابية.
· وما أعلمه أن حزب المؤتمر السوداني حزب محترم وقيادته تتضمن مناضلين حقيقيين لم يهنوا أو يضعفوا أو يتراجعوا عن الصفوف الأمامية في يوم من الأيام.
· لهذا توقعت من الرجل الرزين الدقير أن يكون أكثر هدوءاً في مخاطبته للمعتصمين في ذلك اليوم.
· فالهدوء يجعلك أكثر تركيزاً.
· وما نلاحظه حتى الآن أن الوفد المفاوض لا يركز كما ينبغي وإلا لما أصبح حالنا كمن يعيشون في كنف حركة تصحيحة قام بها الجيش فيتقدمون له بمطالب ليقبل ويبدأ في التنفيذ وترتيب الأوليات بالطريقة والسرعة التي يراها.
. جعلونا نفرح وهلل كالأطفال عندما نسمع أن فلاناً من رموز نظام السفلة قد تم اعتقاله مع أن هذا أمر طبيعي كان يفترض أن يتحقق منذ اليوم الأول.
· ما قام به شبابنا ثورة غير مسبوقة في البلد.
· وهذا يحتم أن يكون هؤلاء الشباب أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة.
· لا يعني ذلك بالطبع أن تسود الفوضى، أو أن يتوقع الناس من الفريق برهان أن ينفذ كل طلباتهم بين عشية وضحاها.
· فالأمور تحتاج لتروِ وصبر، سيما بعد التغلغل الشديد لنظام الانقاذ في كل مؤسسات الدولة.
· لكن المقصود هو أن يكون هناك المزيد من الصرامة في مخاطبة الجيش.
· ولكي يكون وفد الثوار صارماً وحازماً في تقديم طلباته يفترض أن تكون الغلبة فيه للشباب.
· نريد أكثر من (أصم) في الوفد المشارك، فواحد لا يكفي.
· ونتوق لرؤية أكثر من كنداكة في هذا الوفد لتمثيل من لعبن الدور الأبرز في استفزاز وهزيمة الكجر.
· ما فعله المناضل الجسور البوشي مع وفد قناة تلفزيون السودان عند خروجه من المعتقل بسجن كوبر هو ما يجب أن يكون عليه حال من يفاوضون المجلس العسكري في هذه الأيام.
· بدلاً من تقديم الشكر والتقدير لوفد القناة ذكرهم البوشي بتخاذل الإعلام طوال الثلاثين سنة الماضية وعدم تغطيتهم لمعاناة الناس.
· المطلوب هو أن يضم الوفد المفاوض بعض الشباب الثائر لأنهم أكثر من اكتووا بنيران نظام المؤتمر اللا وطني.
· هؤلاء يعرفون كيف يخاطبوا قادة المجلس من أجل التعجيل بإصدار القرارات الهامة والخطيرة دون مماطلة.
· بالأمس سمعت تسجيلات للدكتور الأصم ركز فيه على ما وراء السطور في عبارات قائد قوات الدعم السريع حين خرج إليهم طالباً فض الاعتصام.
· بعد أن رفض الشباب طلبه، قال لهم حميدتي " ثورتكم تورتنا".
· وقد فسر الأصم حديث حميدتي بأنه دعم مبطن لفكرة استمرار الاعتصام حتى يستطيع حميدتي الضغط داخل القيادة لتنفيذ مطالب الثوار.
· إن سألتموني شخصياً فلا أرى أن الأمر يحتاج أصلاً لمجموعة طلبات تقدم ومناشدات للجيش.
· فهذه الثورة قامت وبذل فيها الناس ما بذلوا من أجل التغيير الجذري لأوضاع بلغت سوءاً لا نظير له في كل بلدان العالم.
· وهو أمر معلوم تماماً للجيش مثلما هو معروف للجميع.
· لكننا وبسبب عدم استعدادنا الجيد، وتعقيدات الوضع وجدنا أنفسنا تحت رحمة الآخرين.
· اتفق مع وجهة النظر التي طرحها الأصم.
· حميدتي يقف مع الثوار نعم.
· ويريدهم أن يستمروا من أجل أن يمارس ضغطاً أكثر على القيادة نعم.
· لكن يبقى السؤال: من أجل ماذا؟!
· طوال فترة الحراك كان الناس يتذمرون من عدم تغطية القنوات الفضائية لما يجري في بلدنا، سيما قناتي العربية والجزيرة.
· وقد كان رأيي دائماً أنه كلما ابتعدت عنا هاتان القناتان تحديداً فنحن في خير.
· ولعلكم لاحظتم جميعاً أن هاتين القناتين تفرغتا تماماً ليومين كاملين بعد تنحي البشير ومن بعده ابن عوف.
· وبالأمس تداول الناس خبر وصول طه الحسين للسودان.
· بالطبع لم يُعتقل طه الحسين، بل تم استقباله عبر صالة كبار الزوار.
· والسبب في ذلك أنه حضر للسودان كموفد للقصر الملكي السعودي وبتابعيته السعودية.
· فهل يحدث كل ذلك مصادفة، أو أن الحسين عاد لبلده للسلام والتهنئة بنجاح الثورة؟!
· بالطبع لا.
· جميعنا نعلم أن قوات من الدعم السريع تشارك في حرب اليمن.
· ونعلم أيضاً أن الإمارات تقف وراء الشركة الفلبينية التي وقعت عقداً طويل الأمد لتشغيل ميناء بورتسودان.
|
خدمات المحتوى
|
كمال الهِدي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|