قلت لكم من على منبر ( الراكوبة ) هذا ، تحت عنوان ( أ إفريقي عزيزٌ أم عربي ذليل ؟ ) أن هؤلاء الأعراب لاخير فيهم. ومن لاخير فيه لا يرجى منه خيرٌ ، لأنه ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه . بل ذهبت أكثر من ذلك في مقال سابق أننا لسنا عرباً ويجب أن ننسحب من جامعة الدول العربية . وأكرر الآن ، نحن أفارقة. وتزلفنا الى العرب لن يزيدنا إلا خبالا . أنتم تعلمون أن الأفارقة أصدروا بيانا إيجابياً يحذرون العسكر. ويطالبونهم بسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية. بينما موقف العرب كعهدنا بهم موقف متذبذب يكتنفه كثير من الغموض. ثم هاهم يرسلون الينا وفداً سعوديا إماراتيا مصريا. ذلك لعمري ( مثلث برمودا ) بعينه. وأخشى أن يبتلع سفينة ثورتنا بشبابها. بالله ماذا يعطينا هذا الثالوث الديكتاتوري البغيض غير حفنة من الدولارات تنوي السعودية والامارات شراءنا بها في ( نخاسة ) قميئة. وماذا يفيدنا مندوب حاكم عسكري يحتل جيشه أرضنا. ملك وشيخ وعسكري !! يا أخي ( حميدتي ) ملك وشيخ وعسكري.... ومع احترامي لك أخي حميدتي ، ورغماً عن ثقتي الكبيرة فيك والتي ترجمتها قبل سنتين كاملتين في موضوع نشر على ( الراكوبة ) بعنوان ( حميدتي الرجل )......لماذا تقرر شيئاً هو من صميم خيارات هذا الشعب ؟ لماذا تهديهم بقاء أولادنا في أتون حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل ؟ من أجل ماذا يموت ابناؤنا بالمئات ؟ من أجل ذوي العباءات التي تخفي خناجرا قتل أجدادهم بها ثلاثة خلفاء راشدين. من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحفيدا كان يطيل النبي السجود لكي لا يزعجه وهو جالس على ظهره الشريف. ؟
من يخدعون ؟ أيريدوننا أن نظن أننا ندافع عن الحرمين ؟ وهم ينفضون أيديهم من الحرم الثالث. ويتسابقون لخطب ود من احتله. بل يضايقون عبد الله بن الحسين عقابا على موقفه القوي ضد تهويد بيت المقدس ؟
أخي حميدتي نحن نعتز بموقفك الرائع في صف الثورة. وحمايتك لها. لكن هذا لا يعطيك حقاً في أن تعطي شعب السودان بيد وباليد الأخري تنزع حق قراره في ان يموت ابناؤه في لا قضيةٍ أو ينسحبون. أمن أجل ريالات نبيع فلذات أكبادنا . كان الأجدر أن تقول لهم يتركوا هذا الأمر الجسيم لتبت فيه الحكومة المدنية التي سيؤول لها قرار الشعب. ألم تسأل نفسك أخي حميدتي لماذ لم يقاتل المصريون على أرض اليمن ؟ أليسوا مسلمون ؟ ألا يحجون ويعتمرون الى أرض مقدسة يطلبون منا حمايتها ؟ كبرت كلمة تخرج من أفواههم. هم ثلاثتهم يسلمون بيت المقدس لليهود على طبق من ذهب !
ولتعلم أخي حميدتي أن هذا الشعب أكبر من كل التحديات. وان هؤلاء الشباب ينتزعون حقهم عنوةً. وأن هؤلاء العرب لا يوثق بهم. واننا نعرف ذلك وأننا لن نركن اليهم.
فان أرادوها ندية ومصالحاً مشتركة ، فأهلا وسهلاً. وان ارادوها دونيةً ومحاوراً يرسمونها لنا ، وشراءا لقراراتنا فألف كلا ومليون لا.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.