المقالات
السياسة
ما بين الثوار والمجلس العسكري مسافة طويلة
ما بين الثوار والمجلس العسكري مسافة طويلة
04-19-2019 08:06 AM

د. زاهد زيد
يعجبني وعى الشباب بحقوقهم واصرارهم على نيلها كاملة غير منقوصة ، هذا الوعي لا يتوفر في كثير من البلاد العربية والافريقية إلا عند قلة قليلة جدا في هذه المجتمعات .
أعترف أن الشباب المعتصمين أمام القيادة العامة أذهلوني بقوة قناعاتهم واصرارهم على أن يعودوا إلى بيوتهم وقد نالوا حقوقهم كاملة . ربما نحن فرطنا في الماضى عندما اكتفينا باسقاط النظام المايوي ورجعنا غلى بيوتنا نشاهد عبث الاحزاب بالثورة وتطاحنهم وهي تموت بين ايديهم ، لا أنكر أننا كشباب في ذلك الوقت حاولنا أن نفعل شيئا فعن نفسي ومعي إخوة عملنا ما استطعنا بدعمنا لسياسة الدكتور ابو حريرة . وخزلنا السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء وأتم الخزلان محمد عثمان المرغني الحزب الذي ينتمي إليه الدكتور أبو حريرة . وتوالى الخزلان إلي أن جاءت الاإنقاذ لتأكل الاخضر على اليابس .
فلو أننا بقينا في الشارع واصررنا على إكمال ثورتنا لما وصل الحال بنا إلى درك الكيزان الاسفل .
ولما استطاع الكيزان أن يفلتوا من المحاسبة ولسقطوا مع النميري فهم إلى أربعين يوما مضت من السادس من أبريل كانوا في قمة هرم السلطة ، وقد بدا فسادهم يظهر للعيان وبدأت تطلعاتهم المريضة نحو السلطة تطل بعينيها النهمتين .
فللشباب ألف حق في عدم ترك مواقعهم والتمركز حماية لثورتهم التي دفعوا مهرها دما غاليا وارواحا عزيزة ، خاصة وهم يرون رموز النظام وجلاديه يسرحون ويمرحون وكأن لا شيء تغير ولا تبدل .
حتى رؤوس الفساد لازالت حرة طليقة بلا حساب أو عقاب ، أناس مشبوهة مصادر ثرواتهم بل يكاد المريب منهم يقول خذوني ولا يتعرض له أحد ، بل والادهي من ذلك رأس النظام لا يعرف له مكان إلا من قبل أناس محددين وأصحاب الوجعة ومن لهم حقوق عليه وهم جميع أفراد هذا الشعب لا يعرفون مكانه . هل هو محتجز وأين ماهي حالة الاحتجاز وظروفه فمن الممكن أن يكون في فندق خمسة نجوم يأكل الهوتدوق . أو في مزرعة يسبح يمارس هوايته القديمة في الزراعة . فلماذا لا يعرف أحد .
لا أقصد السخرية من أحد ولكن مادام الامور المهمة لم تحسم فالثورة في خطر كبير .
وحسم الامور يأتي أولا من الوضوح فإلى الآن لا يعرف أحد مصير المؤتمر الوطني . ولماذا لم يتم حله ولا يعرف مصير القتلة والمجرمين من أمثال عطا وقوش وعلى عثمان . والقطط السمان مرضى المال الحرام من إجوة البشير ولاتزال امبراطيتهم المالية والاعلامية تعمل وغيرهم ممن لايزالون يمرحون ويمارسون حياتهم العادية كأن هذا الذي يحدث لا يخصهم في شيء .
كما استهان المتأسلمون في اول الامر فإن المجلس العسكري لم يحس بعد بقوة وجدية الشباب الثائر ، ولا أظنهم إلا كحكومة الكيزان لا يستبينون النصح إلا ضحى الغد .
هذه التلكؤ والتباطؤ في تنفيذ الطلبات العاجلة والملحة من قبل المجلس العسكري والذي جعله لا يقوم باعتقال رئيس النظام ورؤوسه إلا بعد ضغوطات كثيرة يجعل المرء يتساءل عن نية هؤلاء وعن عدم قناعتهم بما يقمون به مع عدم الشعور والاحساس بالدفق الثوري الذي اوصلهم لما هم فيه .
فالثوري لا ينتظر لتملى عليه واجباته الثورية ، وكل هذا يوسع الشقة بين الشارع والقيادة العسكرية .
فإما أن يرتفع هؤلاء إلى مستوي الشارع فيتجاوبون مع طلباته وإما يذهبون إلى بيوتهم ويتركون الامر لمن هو أجدر به .





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 360

خدمات المحتوى


د زاهد زيد
د زاهد زيد

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة