المقالات
السياسة
سوار الدهب والمجلس العسكري الحالي ،، الاتنين حركات حركات!.
سوار الدهب والمجلس العسكري الحالي ،، الاتنين حركات حركات!.
04-19-2019 07:19 PM


حسن الجزولي


* بمجرد السقوط المدوي لدولة السفاح نميري ونظام مايو الديكتاتوري العسكري في صبيحة السادس من أبريل 1985، ظلت حناجر الجماهير وهتافاتها الداوية في كل محفل ومناسبة تنادي وتطالب بعلو الصوت بحل جهاز أمن الدولة وضرورة نشر كشوفات كل أسماء عناصر ذاك الجهاز القمعي الذي أذاق الجماهير مر العذاب ونكل بالمناضلين في أقبية أجهزته قبل أن يودعهم المعتقلات والسجون طويلة الأمد.
* ولقد ظل المجاس العسكري الانتقالي برئاسة المشير الراحل عبد الرحمن سوار الدهب - وبعد أن أُجبر على إعلان حله للجهاز - يناور ويحاور ويداور حول نشره لكشوفات عملاء الجهاز والمتعاونين معه، من أولئك الذين راحت مجالس المدن تتناول بشأنهم بعض الشخصيات الشهيرة من مطربين وكتاباً ورجال مجتمع مرموقين بأنهم من ضمن أفراد الجهاز والمتعاونين معه!.
* وهكذا ظل أمر المطالبة بنشر تلك الكشوفات يراوح مكانه إلى أن إنقضت فترة السنة الانتقالية وأحيل أمر الدولة السودانية بغضها وغضيضها لحكومة منتخبة، ليفاجئ نائبها العام الجماهير بأنه لا كشوفات ولا يحزنون!، حيث وفي ظل تلك المماطلة من المجلس العسكري السابق وتلكؤه في نشر أسماء عناصر جهاز أمن الدولة البغيض، راحت الكشوفات "شمار في مرقة" وقال سوار الدهب للمطالبين "بباح" ،، فأسقط في أيدي المنتفضين!.
* والآن ها هو المجلس العسكري الجديد بقيادة برهان نراه وكأنه يحث الخطى على منوال سابقه فيما يتعلق باعتقال الطاغية البشير وأعوانه من وزراء ومسؤولي الانقاذ وحزب المؤتمر الديكتاتوري وحاشيته من أشقاء وأهل ومقربين!.
* فقد ظل صامتاً حيال هذه الاعتقالات بينما هو يتابع الاشاعات التي راحت تنطلق بهذا الشأن في كل اتجاه، ومكث ما تبقى من إعلام الانقاذ المخادع يبث سموم التكهنات قصداً حول أماكن إحتجاز البشير وبطانته، فمنهم من يقول أنهم بسجن كوبر ومنهم من يشير لبيت الضيافة الملحق بالقصر الجمهوري ومنهم من يظن أنهم بقاعدة عسكرية روسية بالبحر الأحمر، وهكذا، بينما رقاب الثوار المحتشدين بساحة الاعتصام وملايين الثوار في كل مدن البلاد تتلفت "كمروحة التربيزة" تارة نحو اليمين وأخرى نحو الشمال بينما أعناقهم تشرئب بحثاً عن حقيقة ما إن تمت تلك الاعتقالات بالفعل أم أن الأمر لا يعدو وأن يكون ضمن خدع " التلاعب بالزمن وإهداره"!.
* ورغم التأكيد تارة والنفي أخرى والبلبلة الحادثة حول هذا الأمر، فلم يفتح الله على المجلس العسكري ولو بكلمة تخفف من وطأة البلبال والمحنة التي تلف وضع الناس بشأن هذه الاعتقالات!.
* إن هذا الأمر ليس - كما يتصور المجلس العسكري – بأنه يمكن أن يمر مرور الكرام!، حيث أنه يشكل أحد المطالب الأساسية التي من أجلها خرجت الجماهير للشوارع وانتفضت، وعليه أن يعلم بأن مصداقيته ستكون في المحك مستقبلاً، حيث ستقيس الجماهير أي فعل له بمقدار صراحته معها بخصوص الاعتقالات!.
* على المجلس العسكري أن يبين أين الحقيقة بشأن إعتقال البشير وبطانته، من تم اعتقاله ومن لم يعتقل بعد ولماذا وأين يتواجد الذين تم اعتقالهم!.
* وقبل مبارحتنا هذه النقطة للأخيرة نسأل المجلس العسكري ،، من فوضكم في الأساس لتقرروا بشأن رفضكم أو قبولكم إرسال المجرم البشير لمحكمة الجنايات الدولية؟!.
* وعليهم في المجلس العسكري أن يعلموا بأن الشعب السوداني يستند في تعامله معهم على خبرات وتجارب يجعله مفتح الأعين، وقد اكتوى ما فيه الكفاية من تجربة سوار الدهب ومجلسه في انتفاضته السابقة، وأخوف ما يخشاه هو أن يفاجأ بأن البشير وبطانته ليسوا متواجدين في الأساس بالسودان ،، فشنو؟! ،، بطلوا "حركات"!.





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 610

خدمات المحتوى


التعليقات
#1824557 [سارة غبدالله]
5.00/5 (1 صوت)

04-19-2019 07:56 PM
سوار الدهب كما اشار له ابنعوف او زميله فى المجلس الانتقالى العسكرى العالى . نحن سوار الدهب اشير لهذه المقارنه لكن اود ان اشير الى سوار الدهب
عبر الكليه الحربيه ليس هذا سيره ذاتيه ولكنها تلقيتها من أحد الضباط كان من ضمن مدرسيه فى الكليه الحربيه كان ابى . كان رجل ورع يتحدث الانجليزيه بطلاقه كماها له باع فى معاجم اللغه العربيه رجل ديت ل من الخلفيه الدينيه التى تربى عليها
فى امتحان التخريج كان أول الدفعه تقلد نوط الجداره الاولى سوار الدهب كان دهب الكليه الحربيه رجل عظيم ولكن دخل فى معترك السياسة ةتخضب اسمه وتناولوه فى امثله ومقارنات هم بعيدين كل البعد عته
نرجو ان تكونو اوفياء كما اوفى سوار الدهب لشعبه وترك السلطه
الا رحم عمى عبدالرحمن سوار الدهب رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته
ساره عبدالله انصاريه


#1824551 [عدو التتار]
3.00/5 (2 صوت)

04-19-2019 07:34 PM
يا أخي هذا المجلس العسكري هو امتداد خجول للنظام البائد ولا تتوقع من أعضائه التعاطف مع المعتصمين ومع الشعب بقدر تعاطفهم مع المخلوع حتى وإن تظاهروا بخلعه واعتقاله، فأمام المجلس العسكري طريقين لا ثالث لهما: إما تسليم السلطة كاملة لأهلها أو يواصل مشوار النظام البائد بفساده وجداده.


حسن الجزولي
 حسن الجزولي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة