الشعب السودانى شعب عملاق !!!!
04-19-2019 10:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعب السودانى شعب عملاق !!!!
================
كما هو معلوم فى جميع أنحاء العالم نهاية الانظمة الشمولية المستبدة والتى لا تخدم مصالح شعوبها وأنما تخدم فى الغالب الاعظم أيدلوجياتها الفكرية التى تحملها حسب البيئة التى يعيشون فيها وحسب النظام الذى يخيل لهم أنه يسعى للتقدم و التطور ويصفونه بالمشروع الحضارى وهو الابعد عن الحضارة والفكر القويم البصير الذى ذكره القرآن فى كثير من الآيات (أفلا تتفكرون /أفلا تبصرون/ أفلا تعقلون /أفلا تتدبرون /لا إكراه فى الدين / لست عليهم بمسيطر /من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر/ عليك البلاغ و علينا الحساب لا إكراه فى الدين ) فالدين الاسلامى هو دين العلم و المعرفة و التفكير و الشورى فيما بينهم فيما يخدم منافع ومصالح الافراد و المجتمع الدنيوي هو دين الفطرة هو دين الانسان و الانسانية و إحترام الذات و إحترام حرية الانسان فتركيبة المجتمع العالمى - هذا مسيحى و هذا يهودى وهذا مسلم و ذاك بوذى هى تركيبة المجتمع الانسانى التى إرتضاها رب العالمين لجميع خلقه وجميعهم هم عباد الرحمن لذلك ذكر رب العزة و الجلال فى سورة الفاتحة فى الاية الاولى و التى نقرأها يوميا عشرات المرات (الحمد لله رب العالمين ) ولم يقل الحمدلله رب المسلمين فهو رب كل الخليقة وهورب كل الناس و كذلك حدثنا القرآن فى محكم التنزيل فى الاية 99 فى سورة يونس(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) فالرسول عليه افضل الصلاة و أتم التسليم قد تعامل مع الانسان فى إنسانيته وعندما كان سيدنا عمر بن الخطاب و عمرو بن هشام(أبو جهل ) زعماء فى قبيلة قريش كان الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم يدعو لهم ( اللهم عز الاسلام بأحد العمرين ) لم يقل دمرهم أو أحرقهم أو أرق دمائهم فهو يعلم علم اليقين بأنهم خلقة رب العالمين فهذا هو الاحترام الحقيقى للانسان و الانسانية فى أبهى صورها وكما ذكر اهل العلم فى واقعة آخرى بأن أبو طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب هو عم الرسول (ص) لم ينطق بالشهادتين ولم يسلم علما بأنه دافع عن الرسول (ص) وحماه من أعداء الاسلام ولكنه أصر أن يموت على دين آبائه وقد نزلت الاية فى سورة القصص
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)
و نستشهد من ذلك وفى مواقف كثيرة يحدثنا القرآن وهو دين الفطرة كما ذكرنا وعن محاسبة الناس بكفرهم او إسلامهم هى مسئولية رب العالمين ولذلك قد لا يعنينا إسلام أبوطالب أو كفرة وقد ذكر القرآن فى محاسبة الناس افرادا حيث لاتزر وازرة وزر آخرى ويأتى يوم القيامة فردا او كما ذكر فى سورة مريم (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) .
فهذه العصبية و التشدد الذى ما رسته الطغمة الانقاذية فى الاسلام السياسى متجاوزة كل الافكار الآخرى لا تؤمن بالرأى و الراى الاخر!!!! لا تفهم غير معاملة الشعب بالقبضة الأمنية الباطشة لذلك يحاولون بكلما اتوا من سلطان و قوة لتكريس كل موارد الدولة فى خدمة قبضتهم الامنية مستهدفين فرض آرائهم و سياساتهم بالقوة ، ظنا منهم بأن الحلول فى المقام الاول هى حلول أمنية على حساب التعليم و الصحة ومعاش الناس و فى سبيل تحقيق مآربهم و أهدافهم الخاوية البالية من أى منطق أو علم أو فهم أو رآى لا يتقبلون نصيحة من طرف آخر !!!وفى محاولاتهم البائسة فى سياق سوق الشعوب كالانعام بل هم أضل من الانعام حيث أنهم بطشوا بالسلطة الرابعة التى هى النبراس و الانوار التى تضئ الطريق للحكام وتسلط الضوء على الفساد و المفسدين وهذه الشفافية تمكن الحاكم من اتخاذ القرارات السليمة ولكنهم هيهات قد ضربوا بعرض الحائط كل ماهو جميل متجاوزين كل الفكر والمنطق العقلى .!!
ثلاثون عام عاشها الشعب السودانى العملاق فى الهوان و الذل و الاستخفاف بمقدرات الشعوب . ثلاثون عاما جردوا الدولة من مقوماتها و بنياتها التحتية باعوا و فسدوا و فسقوا ، اضعفوا فيها كل شئ ، بداية بالمؤسسة العسكرية الجيش ، أقالوا و شردوا كفاءآت القوات المسلحة السودانية و آتوا بإناس ضعفاء فى مكوناتهم العلمية و الثقافية لا يدرون بأنهم لا يدرون !!! ، أتوا بإناس لا يدرون و لا يعلمون ماهو دور الجيوش فى العالم ولا يميزون ماهى السياسة و ماهو الذى يهم الاقتصاد !!! منحوهم الرتب العالية وأغدقوا عليهم الاموال والمناصب كرشوة لشراء ذممهم
و ولائهم للنظام ،ولقد شاهدهم العالم أجمع بخوائهم الذهنى وضحالة تفكيرهم وحتى أصبحنا أضحوكة بين شعوب العالم و منهم من ذكر و قال : ( شعب عظيم عملاق يقوده أقزام ) و هؤلاء الطغاة ياليتهم كانوا يتحصلون على الاموال التى ينفقونها على هؤلاء السفهاء دون حسيب او رغيب من كدهم و عرقهم و عملهم ، و لكنهم بكل أسف و حسرة كانوا يضعونها على رقاب الناس فى شكل قروض طويلة و قصيرة وذات أرباح مركبة خرافية سوف تعانى منها الاجيال القادمة سنوات و سنوات !!!! أضف الى ذلك الضرائب و الجمارك و الجبايات على السلع و الخدمات ظنا منهم و جهالة منهم بأنهم يمكن أن يتقدموا بالاقتصاد السودانى للامام علما بأن الضرائب و الجمارك وكل الجبايات ليست بنظريات فى علم الاقتصاد و إنما أموال تؤخذ من المواطن بطرق غير مباشرة تضعف من القوى الشرائية للجنيه السودانى و ذلك لانها أموال لا تنبع من إنتاج حقيقى و إنما هى أموال مغصوبة من الناس لذلك لا تقدم شيئا فى الاقتصاد و أنما حقيقتها إضعاف للاقتصاد من التعافى و الازدهار !!!! وقد أنهكوا بها كاهل الاسر وضربت المسكنة و الذلة و الحوجة ودخلت كل بيت سودانى .!!!!
و فى الختام لا يسعنى إلا ان أهنى جموع الشعب السودانى بهذا الانتصار العظيم و ليطمئن الشعب السودانى البطل بعد زوال هذا الكابوس المخيف بأن الحال وبأي حال لن يكون اسوأ مما كان ...!!!وعلينا ان نترك الخلق لرب الخلق فى امور الدين علينا البلاغ و عليه الحساب فالدين لله و الوطن للجميع !!!!وليلتفت الجميع فيما ينفع الناس فى حياتهم الدنيا أو كما ذكر أهل العلم من الاقتصاديين عندما عرفوا الانتاج(هو أى مجهود عضلى او ذهنى يحقق منافع لحياة الناس ) حرية سلام و عداله و الثورة العلمية و المستقبل خيارات الشعب و قوموا الى صلاتكم يرحمكم الله
بقلم /عبدالمنعم على التوم
الجمعة الموافق 19/4/2019
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
عبدالمنعم على التوم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|