صابنها..!!
04-19-2019 11:41 PM

وأنا أتجول في ميدان الاعتصام الذي إنتظم في يومه الـ 11 بمحيط القيادة العامة إستوقفني شعار يردده غالب المعتصمين حاولت أكثر من مرة التأكد من الكلمة التي كانت بعد (سقطت ما سقطت) ، ولكن غلبني ذلك، وبعد تدقيق (شديد) ومحاولات عدة وتساؤلات على شاكلة (ساندنا) (حارسنا) توصلت إلى أن الشعار هو (سقطت.. ما سقطت.. صابنها).

في بداية الأمر لم أتفهم ما المقصود من كلمة (صابنها) تحديداً، وإستدعيت كل مافي قاموسي اللغوي عن معنى (الصب) وفكرت ملياً في حل المعادلة، ولم تنفعني كل النظريات التوليدية (Generative grammar) التي درسناها عن (تشومسكي) ولا علم الدلالة (Simantic) وحفزتني عزيمة الثوار الذين، يتصببون عرقاً وهم يرددون الشعار، فزاد إصراري على معرفة هذا الاشتقاق المأخوذ من الصب.

عدت إلى (الجريدة) ووجدت بعد الزملاء يرددون هذا الشعار ولكن دون شرح لمقاصده أو معناه، وأظنهم كانوا يعرفونها ولكن ظللت على عهدي الداخلي بأنني لن سأجتهد للتواصل لمعرفة المعنى دون سؤال وإن كل ذلك ميسوراً.

وبينما تتقاطر الجموع يوم أمس إلى الميدان تلبية واستجابة للمليونية التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين، ومعظم الشباب يمرون من حولنا وهم يرددون هذا الشعار وشعارات أخرى، وفي ثانية فقط أدركت المعنى المقصود وهو أن الشباب سيحرسون الثورة مهما كلفهم ذلك من تكاليف وأنهم سيرابطون في الاعتصام كالطود شامخين لن يتحركون مالم تنجز كل استحقاقاتهم ومطلوباتهم من أجل التحول الديمقراطي الكامل والجذري ولا مجال لأنصاف الحلول أو محاولات (الطبطبة)، ولذلك لن يبرحون مكانهم وسيظلوا ثابتين مثل (الصبة) القوية لن تزحزج من مكانها.

الاستجابة الواسعة لدعوات قوى الحرية والتغيير أمس تشير بوضوح إلى أنها ما زالت ممسكة بمفتاح تحريك الشارع وأنها قادرة على حشده لأن مطالبها هي مطالب الشباب الذين يقودون مركب المشهد الحالي.

من الواضح أن أكثر من جهة كانت تريد وصولهذه الكتلة (الحرجة) إلى محيط القيادة العامة، وكل كان يعمل على شاكلته ونواياه ، ولكن في نهاية الأمر أطاحت إرادة الشعب بكثير من الطموحات الشخصية وظلت هي الحاسمة، ليصب هذا الاعتصام في ذاكرة الشعب السوداني خالداً ومعبراً على مدى الدهور والأجيال، بأن هناك شباب في السادس من أبريل 2019م صنعوا ثورة مهروها بدمائهم الزكية وحرسوها بصبرهم و(عنادهم) و(سقطت أو ما سقطت صابنها)!!

الجريدة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 953

خدمات المحتوى


أشرف عبد العزيز
أشرف عبد العزيز

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة