عودة النقابة !
04-20-2019 09:28 AM
اثار انتباهي مقال مبذول على مواقع و صفحات منصات التواصل الإجتماعي للكاتبة الأستاذة الفاضلة/ إلهام عبدالخالق من نواحي مدينة تورنتو بكندا ؛ وددت أن أضيف إلى ما طالبت به في آخر مقالها بأنه قد آن الأوان "لقلع النقابات " وعودتها للعمل، وتنبيها مني لأهمية النقابة في الحياة الإجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية في السودان : اولا ، النقابة اول مؤسسة او منظمة من مؤسسات او منظمات المجتمع المدني التي ظهرت في السودان وذلك منذ أربعينيات القرن الماضي ، وتميزت ونجحت ، ولأول مرة في تاريخ السودان الحديث بالمساواة في الحقوق والواجبات لكل أعضاء النقابة وبغض النظر عن القبيلة أو العرق او اللغة او اللون او الدين ، ومن ثم ساهمت في صهر جميع قبائل السودان في بوتقة واحدة ، وكلمة السر في ذلك انها الاقرب من غيرها للمزاج النفسي الإجتماعي للسودانيين جميعا ؛ ثانيا ، قامت النقابات ببناء وتشييد المدارس و المستشفيات و التعاونيات وتقديم معظم الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية لجميع اعضاء النقابة، ولغير اعضاء النقابة ؛ثالثا، لعبت النقابات دورا هاما في ثورتي اكتوبر وابريل الأولى، وقد كان القدح المعلى في ثورة أبريل الأولى لنقابة أساتذة جامعة الخرطوم في التخطيط و التنظيم والتنسيق للانتفاضة، وما أن انجزت مهمتها حتى عاد الأساتذة الأجلاء لمحاضراتهم وطلابهم بالجامعة رافضين اي منصب سياسي او تشريعي أو تنفيذي ( وعلى سبيل المثال لا الحصر د. عدلان الحاردلو و د. مروان حامد الرشيد ود. على عباس عبدالله ) ؛ رابعا ، حاربت الجبهة الإسلامية القومية النقابات حربا شعواء ابان حقبة الديمقراطية الثالثة وشوهت صورتها عمدا أمام الرأي العام المحلي السوداني و الإقليمي والدولي وذلك لعدم تمكنها من السيطرة عليها، ولاحقا عقب انقلابها في 30 يونيو 89 ، قامت ظلما وتعسفا بالغاء جميع النقابات والاستيلاء على دورها واموالها واعتقلت و عذبت ، بل وقتلت بعضا من قادتها ، واتت بمسخ مشوه إسمه "نقابة المنشأ"، وما ادراك ما " نقابات المنشأ" ؛ رابعا، تجمع المهنيين السودانيين الذي خطط وقاد ونفذ بنجاح مبهر ثورة أبريل الثانية الحالية في جوهره تجمع نقابات ؛ خامسا، بما ان الجيل الحالي الذي قاد ثورة أبريل الثانية معظمة من الشباب والشابات فتوقعاتي بانهم اذا ما انتظموا في عضوية نقاباتهم فسيحدثون ثورة في تطويرها و نقلة هائلة في أدوار ومهام النقابات الإجتماعية و السياسية والإقتصادية والثقافية والرياضية في المستقبل، ومع تصحيح أخطاء الماضي إن وجدت. قوموا إلى نقاباتكم يرحكم الله. و ما قل ودل : " الما عندو نقابة ما عندو الحبة" ..تماما مثل "الما عندو محبة ما عندو الحبة". مجدي إبراهيم محجوب، مستشار قانوني.
|
خدمات المحتوى
|
مجدي إبراهيم محجوب
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|