نباركها بتتبارك
04-20-2019 09:58 AM
منى الفاضل
فى بدء حديثنا لنبارك النصر المشرف للثورة السودانية ديسمبر2018م
المجيدة الخالدة التى ظهر ثمارها فى ابريل 2019م ورسخت فى اذهان العالم
وستظل قبل اذهاننا لاننا صناعها وهم شاهدين عليها ، ولنترحم على شهداء
هذه الثورة العظيمة التى كان مهرها ارواحهم ولنهنئ كل من خرج من معتقلات
سجون الضلال بأن حبسه لم ولن يضيع ُسدى فها نحن نطيُر فرحاً بهذا الوطن
الجريح المُسترد بعد غياب ثلاثة عُقُود حالكة عليه وعلينا ، وتحية كبيرة
عظيمة للثوار المرابطين تحت هجير الشمس يلتحفون العراء ويتغطون بحلم
الوطن الجميل الذى تملأه ترانيم الحب ويلفه السلام الآمن من بعد غياب
الأمن الجائر والذى لم نشعر معه بالأمن و ذهب الى ما لا عودة طالما يحرسه
ثوار عظيمين بهذا القدر ، كذلك التحية لكل المناضليين خارج حدود الوطن
والذين لم ينعمون بالنوم ولا الطمأنينة طيلة اشهر الثورة واسمحوا لى أن
اهنئي نفسى من ضمنكم وابارك لها ففرح الوطن ورجوعه لنا سالما وإن كان
منتقص بعض اراضيه إلا أن سعادتنا لا يضاهيها قدر من التعبير ولكن سعدنا
جميعا وسيكتمل فرحنا قريبا بإعادة ترتيب اوضاعه عاليا بين الدول العظيمة
ولا نربو الا لذلك فهو يستحق وشعبه أن يكونا دولة عظمى قوية جبارة ويكفى
أن من يحملون همها من عقول نيرة ومنهم علم وتفوق وجميعهم جلد وصبر وسعى
ونضال وعمل دؤوب فى كل جوانب العمل قادرون على أن يعلو شأنه ليرفرف فى
فضاءات العالم من ذكر طيب ودولة قادرة أن تكون منتجة صناعية و أن تنافس
كل دولة ناجحة ، فلا ينقصنا سوى إدارة رشيدة ووعى شعب وها قد اتى الوعى
وسننرسخه بالعمل وسنصمد ليصبح لدينا إدارة حكيمة واعية مدركة ماذا تفعل
تخطط وتنفذ بدراية تامة لتحقق مطالب شعب لا يعرف الهزيمة فى يوما من
الأيام ولن يعرفها بعد أن إمتلك إرادته فى يديه .
كل تلك النضالات والتضحية حتى بالأرواح الغالية النفيسة تستحق حقا نجاح
تلو نجاح ، فالتطبيق العملى والبعد عن المهاترات والقبض على جمرة الحرية
بيد من حديد ، سيجعلنا جميعا نعى تماما الدروس القاسية التى تعلمناها من
كل الدكتاتوريات السابقة ، والسبيل الى تحقيق احلامنا يتطلب التركيز
والعمل أكثر مما كنا عليه فى السابق ، فقد كنا لا نحلم ولا نؤمل بأن يكون
لدينا وطن ولكن بعد أن أصبح بإمكاننا الحلم فلابد أن يكون بأمكاننا
تحقيقه وغصبا عن كل طموح نفسى وذاتى وحزبى ، فما نتفق عليه جميعا ويجب ان
لا ننساه أننا لم نكون نشعر بقيمة انفسنا ولا نعرف من نحن والى اين نتجه
من قبل ، هذا الإحساس وبلا مكابرة مررنا به جميع بما فينا معارضينا
واحزابنا ، فقد كنا نفتقد وجودنا وتأثيرنا حتى فى قرارات حياتنا الخاصة ،
فهذا يعنى أننا جميعا مسئولين تمام المسئولية فى الحفاظ على هذه الحرية
والديمقراطية فهى كقبضة الجمر تماما إن لم نستطيع تحملها وإحكام قبضة
يدنا عليها سنفك القبضة وستسقط هذه الحرية بعد أن أخذت منا الكثير لكى
توقد ونزيدها اشتعالا لتضئ لنا حاضرا ومستقبلا يعيب علينا تركه او تجاوزه
.
لا يأتى تماسك اى مجتمع ودولة إن لم يكن الشرط الأول وابجديات التعامل
فيه هو الإحترام لنفسك ولغيرك ، فهو ليس منحة وليس هبة بل حق وواجب ولا
يمكن تجاوزه ، فحق نفسك عليها أن تعطيها قدرها وإحترامها وكذلك حق غيرك
لديك أن تحترمه وطالبه بإحترامك، والإحترام فى مثل هذه الظروف التى
نعيشها يبدأ من إحترام الرأى وإحترام التوجه وإحترام الإتجاهات بكل
انواعها والوانها ، عقائدية حزبية قبلية مكانية حتى السلوك الشخصى له
الإحترام التام طالما أنه لا يأذى غيرك ولا يأذيك ولا يخرج عن حدود
المقبول للغالبية ولا يتعارض مع مصلحة الآخر .
من هذا المبدأ المهم ومهم جدا نستطيع ان نبنى اللبنة الأولى فى بناء
المجتمع المتحضر الواعى الذى لا يوصف بالسذاجة والسبهللية والبساطة
الغير منطقية التى تضر صاحبها قبل أن يضر بها مجتمعه وبالتالى دولته .
الاوطان يبنيها بنوها ، فلا نعول ولا نؤمل ولا ندع فرصة لغيرنا من الدول
مهما كانت مكانتها لدينا بان تحدد لنا سياسة كيف ندير بلادنا ، بل لا ندع
فرصة لتدخل اى دولة مهما كان نفوذها أن تعتبر نفسها وصية علينا ، فنحن
شعب لا يستهان به وبعد ما حققناه من ثورات وإنتصارات سابقة وثورتنا
المجييدة الأخيرة التى نحن ننعم الآن بنجاحها بعد ذلك تاتى هذه الشعوب
وتتعلم منًا كيف الصمود وكيف الثبات وكيف التصميم ، فمن يرسخ مثل هذه
المفاهيم للعالم اجمع ، كفيلا بان يقود بلاده ويكون السبب فى نمائها
ونجاحها فقط بسواعدنا والبعد عن المهاترات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع
، قوموا الى تعمير بلادكم ومستقبلكم حفظكم الله ولا نترك ثغرة لدخول اى
شيطان بين تراصنا وصفوفنا ، فمن يتعود على العواء كثيرا عندما تتركه
سيتعب وسيجد نفسه وحده لا يجد من يسمعه لأن من يكون فى وقت العمل الجاد
ليس لديه الوقت ليسمع اصوات تؤذى اذنيه وغير انها تأخذ من زمن إنجازه لا
تفعل غير ذلك ، وبناء الحضارة والشموخ الإنجاز وكسب الوقت لتترك بصماتك
واضحة عبر تراص بنيان لتاريخ عظيم ستقرأه الأجيال القادمة وسيضيف لتاريخ
العالم اسطورة جميلة ولوحة فنية رائعة إسسمها السودان كان وسيظل عاليا
واسمه من الدول التى يشار عليها بالبنان وجميعنا سنتذكر هذه الحروف لأننا
سنحولها الى عمل ورباطة جأش ستحكيها نتائجه ونجاحاته عاجلا وليس آجلا
لمستقبل جميل ينتظرنا ويضحك لنا بالفرح القادم .
ودمتم .........
|
خدمات المحتوى
|
منى الفاضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|