كانت من اكبر مخازي النظام البائد منظومة الخدمة الالزامية التي سموها خدمة وطنية زوراً وبهتاناً، فقد ارتبطت في أذهان الكثيرين من الشباب بالرعب والتخويف والقسوة والفساد
خصوصاً في فترات الكشات التي جعلت من الشباب مثل عبيد البازنقر الذين كان يصطادهم الزبير باشا في حملات الاستعباد في أعالي النيل ليستخدمهم في حروبه التي جعلت منه ثرياً على رؤوس الأشقياء من أبناء البلاد الذي يعملون سخرة غصباً عنهم حين يطاردهم ويقبض عليهم.. هكذا كانت كشات الخدمة الوظنية في فترة من الفترات تقبض على الشباب على حين غرة فتداهمهم في اماكن عملهم وفي مزارعهم وفي مواصلاتهم وتقتنقصم من الشوارع وجلساتهم ثم تقفذف بهم لأتون الحرب بلا تدريب ليكونوا مصدات بشرية وخسر الكثيرون أرواحهم وأصيب الكثيرون واختبأ الكثيرون كذلك وتعطلت مصالحمن هرباً من مصير غير معروف وظلم وضيق فعله هؤلاء المنسقون في أبناء جلدتهم تحت دعاوي الخدمة الوطنية.
اما المعسكرات فحدث ولا حرج أسوأ المعاملة للشباب وللطلاب وضرب وإهانة وتعطيل للمصالح بل بعض الطلاب تركوا الدراسة وبعضهم ماتوا أثناء التدريب وبعضهم وقعوا فريسة المرض في المعسكرات الموبوءة ويتذكر الناس مأساة معسكر العيلفون التي لا تزال بحاجة لفتح الملفات ومحاكمة المتسببين من أكبرهم لأصغرهم الذين استباحوا دماء الشباب مثل دم الطير.
اما ما كان يجري داخل المنسقيات من تعطيل وتأخير وممارسات سالبة يفعلها الكيزان الذين يستمتعون بتعذيب الىخرين من طالبي تكملة اجراءاتهمك فهذه قصة تطول ولكل شاب في السودان حكاية مؤلمة في منسقيات الخدمة الوطنية المملوءة بالجرجرة والغساءات والاستهبال والمحسوبيات فكم من طلاب أضاعوا لهم أوراقهم وكم من طلاب عطلوهم عن مدارسهم وجامعاتهم وكم من شباب أضاعوا عليهم فرص العمل او السفر بسبب تعنتهم العقيم وحقدهم الذي كانوا يمارسونه عند التنسيب او استكمال الاجراءات
ثم ماذا كانت النتيجة؟؟
تخبط وفساد فالاموال التي كانوا يجنونها من الطلاب لم تكن ضمن الدورة المعروفة لوزارة المالية بل كانت بأوراق مطبوعة داخلية ولا احد يعرف أين تذهب ولا كيف يتم التصرف فيها أتحدث عن المنسقيات وما فيها من فوضى ادارية ومحسوبية وتضييع للزمن وغهانة لأبناء البلد أما التخبط الذي اعنيه فالخدمة بدأت بالحرب وزج الأطفال وصغار السن فيها بل قبضت عشوائياً شباب يعولون أسرهم وأقحموهم في حرب الجنوب دون ان يعطوهم فرصة للاتصال بأسرهم أو من يعولونهم والكثيرون فقدوا أرواحهم هناك دون أن يلقوا النظرة الاخيرة وكلمة وداع لأبنائهم وأهلهم ثم تحولت الخدمة في تخبطها للتشجير ثم لمحو الامية وفي كل تخبطاتها كانت غير منتجة بل كانت تتعطل فيها طاقات الشباب بينما منسوبو المنسقيات من المنسقين يتمتعون بإهانة الشباب وإضاعة فرصهم وتجد العشرات في الصفوف بينما المنسقون يغلقون عليهم المكاتب ليتضاحكوا داخلها ويتناولون الوجبات على نفقة الدولة المسكينة ومن أموال يدفعها المساكين المنتظرين في صفوف المعاملات التي لن يجدوها وإن وجدوها فبشق الانفس.
الخدمة الوظنية في السودان والمنسقيات لها تاريخ حافل وأسود ويجب إلغاؤها فوراً ومحاسبة كل المتسببين فيها وفيما طال هذا الشباب الصابر الذي انتفض مزمجراً ليأخذ حقوقه بقوة يد.
أين الاموال التي كانت تتحصلها المنسقيات؟؟؟
أين سجلات الشباب والطلاب؟؟
ماهي الخلفية الفكرية للمنسقين ولماذا يختارونهم من الكيزان المتزمتين؟؟؟؟
قائمة الأسئلة طويلة
لكن تظل الممارسة في المنسقيات ذات ظلال سوداء في نفوس آلاف الشباب والطلاب في الشارع المغبون.
ألغوها ثم حاكموهم
وقد دقت ساعة الحقيقة وسينال الشعب حقوقه على داير مليم.
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.