شيخ عبد الحي ; يآيُّها المُدَّثِر بالوَهْم
04-21-2019 08:17 PM
.
أقْنَعَ بعضُ المحتالين الامبراطور بأنَّهُم سينسجون لهُ ثياباً جميلة من الذهب كيما يتَدَثَّر بها .وأنَّ هذه الثياب الجميلة لا يستطيع رؤيتَها إلا الأذكياء ، ولم يكن هناك ثياب ولا حاجة ،ولكن رجال القصر لم يكن بمقدورهم نكران ذلك حتى لا يُوصَفُوا بالغباء .وكانَ الامبراطور يتبختر في ثيابه الذهبية الجديدة ، إلى أنْ صَرَخَ طِفْلٌ صغير ; أنَّ الامبراطور عاري.
أمام قهوة أتنيه بالسوق الأفرنجي ، جلسَ بجانِبي طفلٌ صغير ، هُوَ ابن أخ العم عمر صاحب القهوة، فمَرَّ أمامنا بهدوء خواجة وخواجية ، بسحنات هادئة ، وملابس بألوان هادئة ، يتكلّٓمان مع بعضهما بصوت هادئ ، فجعلَ الطفلُ ينظر إليهما .فقُلْتُ له ; اسمك منو.? .قال ; شهاب .فقُلْتُ ; طيب يا شهاب , في زول كده كذاب ومنافق ، فاجر وعاهر ، سارق وفاسد .ده يكون شنو .?. قال , بدون تردُّد ; ده بكون مسلم .! .
إنَّ الشيخ عبد الحَي الذي يقول ; سنحشد لهم مثل ما يحشدون ، لا شَكَّ في أنَّهُ كائِنٌ لا حضاري مُتَدَثِّر بالوَهْم ،يعيش خارج التاريخ ، ويتحدَّث بلُغَة خُنْثَى لم تعُد صالحة حتى لمخاطبة الأطفال .إنَّ عملية الوعي قد تطوَّرت بوتيرة لا تسمح لأمثال عبد الحي من مسايرتها.لقد جَرَتْ تحت الجسر مياهٌ كثيرة ، ونهَضَ كُلُّ كسيحٍ من مراقِدِه ، واستطابَ كُلُّ مريضٍ من مواجِعِه .ونَشِطَت العقول وصارت قادرة على الوقوف إزاء الأحداث بذهن متفتح باحث عن الحقيقة .لقد حَصْحَصَ الحَقُّ وزَهَقَ الباطل وناس عبد الحي في سَكْرَتِهِم يعمهون.
إنَّ عبد الحَي , نموذج من البشر صُنِعَ على عَجَل واهمالٍ واضح ، برأسٍ ثقيلٍ جاف ،محْشُوٍّ ببعض المُجرًّدات البائسة.وهيكل فارغ من أيِّ مضمون ،ودواخل خالية من أيِّ ذات يمكن اصلاحُها.ومع ذلك يتظاهر بأنَّه كُلُّ شئ .ويُؤمن أنَّ لهُ حقوق فحسب، ولا يؤمن بأنَّ عليه واجبات.لكن المُؤكَّد أنَّ لديه شهوات فقط ...
لقد أدركت جماهيرُ شَعْبِنا كُنْهَ الدين خلال الثلاثين سنة المنصرمة من حُكْم الشرذمة من أبناء الخطيئة , رَهْط عبد الحي.ولذلك أدرَكَتْ عَوارِضَها. وعبد الحي عارِضٌ من عوارض الدين الذي هُوَ , بِكَلِمَةٍ واحِدة , مدخل للهيمنة الاقتصادية والسياسية .وما عادَ الناسُ على استعداد لتَلَقِّي المزيد من التشويش الديني الذي تَنْبَهِمُ معْهُ المسالك ويَضِلُّ السالِك .ف اصحى يا بريش .إنَّ الناس قد اختاروا الحُرِيَّة والسلام والعدالة .وحاوِلْ أنْ تفهم أنَّ البقاء على العبودية مُتَوَقِّف على إرادة العبيد أنْ يكونوا عبيداً ، تماماً كما أنَّ الحُرِيَّة مرهونة بإرادة الناس أنْ يكونوا أحرارا.
صحيح , أنَّ الظروف - في تفاصيلها لا في إطارها العام - لم تنضج بعد لثورة جذرية - في آخِر تحليل ، ولكن المكسب الأعظم هُوَ كَنْس تُجَّار الدين إلى مراحيض التاريخ ..
إنَّ تاريخ الدين في حياة الشعوب دائماً يُجَلِّلُه العار ، وشهواتٌ دنيئة لا تخْمُد .لذلك وجب التصدِّي لهُ أوَّلاً بأوّل ،ووَضْعِه في مواعينِه حتى لا يُضِيفَ إساءةً على الأذَى.كما فَهِمَ وفَعَلَ تيودروس .ففي القرن الثامن عشر وَفَدَ القنصل الفرنسي في جيبوتي على الامبراطور تيودروس ليستأذنه في استقدام بعض المبشرين إلى إثيوبيا ، ليُعَلِّموا الناس الدين ما دام الإثيوبيون قد ارتضوا المسيحية ديناً. فكانَ رَدُّ تيودروس ; { سعادة القنصل , أرجو أنْ لا تَظُنَّ أنَّني مثل مهراجات الهند .فأنا أعلم أنَّ المُبَشِّرين سيتبَعُهُم القناصل، وأعرف أنَّ القناصل ستتبَعُها الجيوش.ولذلك دَعْنِي أقُول لك أنَّني أُفَضِّل منذ اليوم ملاقاة الجيوش .}.
"شُكْرِي"
|
خدمات المحتوى
|
شكرى عبد القيوم
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|