الثورة في السودان والقنوات العربية الإخبارية: -
04-21-2019 09:41 PM
اكرم ابراهيم البكري
أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون خطيرة على الوعي العام إذا قصد بها ممارسة التضليل أو العبث بالمحتوى وتوجيهه بطريقة ممنهجية لخدمة أهداف تنحرف عن المصلحة العامة إلى أخرى ضيقة، وهكذا هو التضليل في الواقع يستهدف الحصول على نتائج متعارضة مع الحقيقة، وتكوين واقع محدد في ذهن المتلقي من اجل مصالح او منافع لقوي تريد ان تتحكم في مصير الشعوب،
ويمكننا القول بان الاختلاف والتضاد مع الحقيقة يعنيان تأسيس واقع غير صحيح كما سوف نشير الى ذلك بالتعاطي الخبري للثورة السودانية على القنوات الإخبارية العربية
أن تشكيل الوعي والرأي العام على فرضيات واحتمالات وتكهنات يعني عبثا مباشرا وصريحا بحق المجتمع المتلقي للحقيقة وهذا ما حاولت ان تزرعه القوي الاقليمية العربية من خلال قنواتها الاخبارية على مدي الاربعة أشهر الاخيرة في السودان.
ومن دون المحتوى الإعلامي لا يمكن صناعة رأي عام إيجابي وفاعل ومؤثر يرتكز إلى ثوابت منطقية في معرفته بما حوله الا ان السمة السائدة للتعاطي مع الحراك الثوري في السودان من قبل تلك القنوات كان غارقاُ في الذاتية وتشويه المحتوي الخبري عن عمد بوصف الثورة في السودان بانها ثورة جياع تارة ومن اجل الخبز وضيق العيش تارة اخري.
والحقيقة الشاخصة هى ان وسائل الإعلام العربية لا تجيد ممارسة التضليل حتى بوصفه رذيلة مفضّلة فيكون الخبر فاضحا في النتانة وملتفاً عن الحقيقة الا ان السياقات الأمنية وكسب المعارك من اجل مصالح الدول التي ترعي تلك القنوات يحتم عليها الرضوخ في طريقة التعامل مع الاخبار المتواترة من السودان بالصورة التي تريد هى.
ومن خلال الصياغ الخبري لتك القنوات نجدها في غاية التسطيح وربما السذاجة في بلورة رسالة أو محتوى إعلامي يحتوي على الأقل على حد أدنى من الجرعة المعرفية الحقيقية بواقع الحراك الثوري في لسودان .
وصل التضليل الإعلامي على القنوات الاخبارية العربية مرحلة عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه أخلاقيات المهنة الإعلامية وبالأخص في الأشهر الأولى للحراك الثوري في السودان ويتم تعويض هذا الخلل بحرفية كثيفة تأخذ نوع من تزيّن وتجمّل الكذب.
ونجدها في كثير من الاحيان تنحرف بالمحتوى الاخباري إلى مصالح دول بعينها ولا ادلل على ذلك بأكثر من قناة الحدث او العربية او الجزيرة واسكاى نيوز .
الا ان الوعى الجمعي للسودانيين وهم من اكثر شعوب المنطقة ثقافة واطلاع ، كشف تزييف المحتوى الاخباري بسهولة وبالتالي فضح الوسيلة الناقلة كذب الاخبار بانها غير جديرة بالاحترام المهني أو تتمتع بأقل قدر من الموثوقية وكان ان تم طرد مراسل قناة الجزيرة من قبل الثوار .
ونقف شاهدين على موقف اعلام الاعراب تجاه ثورة السودان المجيدة وما كان من تجاهل متعمد، والامر لم يكن غريبا لنا بحكم النظرة التي يرانا بها من هم دوننا.
وكيف يتثنى لنا ان نطالب بالانعتاق عمن باعنا لهم دون ثمن، ونسي القوم او تناسوا بان لنا ارث قديم والتاريخ يحكي عن عدل ملوك الحضارة النيلية والتي سميت زوراً بالفرعونية وما كان في اكتوبر وابريل حدث عظيماً لم تستوعبه تلك الشعوب وقتها فقد كانت في ضحى من عطش وجوع لندرة الماء والكلاء.
وقفت القنوات العربية بكل اطيافها عاجزة عن نقل اخبار الثورة السودانية بالصورة المهنية المتبعة في مثل تلك الاحداث. ولكن لك ان تعلم عزيزي المواطن السوداني بان جهات التمويل لتلك القنوات تشترط سلفاً التقيد برغباتها وخطها الفكري.
وقد كان واضحاً على المستوي الإقليمي العربي بان القنوات الاخبارية تخدم مصالح ونفوذ بعض الدول التي ترعاها وان كان ذلك على حساب الفقراء والمساكين والكادحين من الدول الاخرى.
ونواصل
|
خدمات المحتوى
|
اكرم ابراهيم البكري
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|