المقالات
السياسة
خماسية في مقام الخاتم عدلان
خماسية في مقام الخاتم عدلان
04-22-2019 08:17 PM

تطل علينا الذكري الرابعة عشرة لرحيل المفكر و المناضل الخاتم عدلان و ارض الوطن تمور بالثورة التي عمل من أجلها طوال حياته...
وهذه القصيدة كنت قد قرأتها في الاحتفال الذي أقيم بواشنطن بعد عام من رحيله.



خماسية في مقام الخاتم عدلان


( عبدالله محمد عبدالله)

1
با صديقي
قلت ُ لك ْ
صوتُك العالي جدير ٌ بالتظاهرِ ِ
لا الغناء ْ
حدقت َ نحوي
طي َ عينيك َ الأماني و العناء ْ
اجبتني :
ليس الغناء ُ سوي حفيف ُ الروح ِ
في بدن ٍ يُعاني
ليس الغناء ُ سوي الجوي
و الحب ُ ينمو في دواخلِنا
و صلصلة ُ الأماني
ليس الغناء ُسوي تظاهرة
تممور ُ من الفؤاد ِ الي اللسان ِ
إنا نغني في تظاهُرنا
و نظهر ُ في الأغاني
قلت َ لي ..
و مضيت َ تُنشد ُ من علي ٍ ما يطيب ْ
( اي ُ المشارق ِلم نغازل شمسَها)
و عرجت نحو ( مداعب ِ الغصن ِ الرطيب ْ )
اطرىبتني
اشجيتني يا صاحبي
و الشجو ُ ليس مهارة َ الحِرْفي
بل هو في انبثاق ِ اللحن ِ من قلب ٍ رحيب ْ

و الآن .. قد جف َ الغناء ُ
و فارق القلب ُ الوجيب ْ
ما اكثر التسآل َ
لكن ...من يُجيب؟؟

2

اتُراك تذكر ُ - في سكونِك َ -
صوتَك الصخّاب َ
إذ دس ً الرخاص ُ رؤوسهم في الرمل ِ
و الأوحال ِ؟
اتُراك تذكر ُ يوم َ أن حدثتني
عن معشر ٍ آووا بلا مَن ٍ
علي صبر ٍ و رقة ِ حال ِ ِ...
عن فتية ٍ صمدوا نهار َ كريهة ٍ و قتال ِ
عن صدر ِ فاروق المثقب ِ بالرصاص ِ..
صحيفة استبسال ِ
عن فارس ٍ يزري بفوهات البنادق ِ شامخا:
(هيا ارعدي ...
لم تعرفي عند الردي أمثالي )
و هتاف ِ عبدالخالق ِ المقدام ِ
يجتاح ُ الصباح َ
مدويا
( الشعب ُ .. عاش الشعب حرا
لا يهم مآلي )
3

اتراك تذكر ليلة ً…
يُمناك إذ كانت تقود يراعك السهران َ
يستجلي الصباح ْ
تنشي بيانا
او تخط ُ رسالة اخرى لسيدة الاقاح
و الشاي
قربك في سكون الليل فاح
و القلب بالتحنان صاح :
تيسورتي
تيسورتي
تيسورتى
سمعتك تيسير ٌ و ردٓت
من أقاصي الأرض :
اهلا خاتمي
فهتفت َ
اسمعها
اعانق ُصوتَها الرنان َ
ما شأن ُالمكان ْ
سأقوض ُ الجغرافيا حتما
و اوقف ُ مِنعة سيْر َ الزمان

ها انت توقفه
و توقفنا بمنتصف ِ الطريق ِ
مجلحلا :
صوتوا مكانكمو فإني ذاهب ٌ
هذي المشارق ُ لن افارق َ شمسها
أرنو الي غدِها
و احرس ُ أمسَها
احيا امانيها
و اسمع ُ همسَها
سأكون ُ بينكمو يقينا
في تخوم ِ النصر ِ
نُحيي عُرسَها
بغنائنا و حدائنا
بالتضحيات ِ نخوضُها
و وفائنا
كونوا خِفافا في السُري
كونوا نجوما للوري
سأراكمو حتما فما فات الأوان ْ

4

و رحلت َ عنا
يا ندي َ القىلب ِ
يا عذب َ الشمائل ِ ، يا مهيب ْ
كيف ارتحالُك
و التراب ُ يمور بالنبت ِ الرطيب ْ؟
الأفق ُ يصدح ُ بالمني
وصدورُنا امل ٌ خصيب ْ
اتراك تعرف كم أثرت من الأسى
و من النحيب ْ؟
أرأيت - و الآلاف تثكل -
ديمة َ الدمع ِ السكيب ْ؟
اتراك تذكر كل َ وجه ٍ من صحابك ْ ؟
كل يوم ٍ من شبابك ْ
كل ايام ِ السجون ٍ
و كل أسباب ِ الشجون ْ؟
اتراك تذكر كل ضيق ٍ عاد من بعد ِالبراح ْ؟
كل لحظ ٍ ناعس ٍ يُبرى الجراح ..
و كل لحن ٍ ساكب ٍ في القلب ِ راح ْ ؟
اتراك تذكر كل مهموم ٍ بمقدمك َ استراح ْ؟

و الآن تمضي ...
كيف يمضي الوقت ُ
خلف الجاذبية ِ و السماوات ِ الشفيفة
و السراب؟
كيف تبدو صورة اللاشئ؟
ما معني الفراغ ْ؟
و في دنا اللاوقت ِ ما معني الطفولة ِ
والكهولة ِ و الشباب ْ؟
ما ستفعل ُ إذ يرين ُ الصمت ُ؟
تجهد ُ ناظرا
في صورة ٍ للحق ِ
اغوتنا كتابا عن كتاب ٍ عن كتاب ْْ
ثم استوت دِينا
تأسس في المطامع ِ
و التخادع ِ و التواجع ِ و التراجع ِ
و الضِراب ْ
دينا تلظي بالهوي و الاضطراب ْ..
أيان دين ُ الحق ِ
اين كياسة ُ الرحمن ِ من نَهم ِ الذئاب ْ ؟

اتراك تغشي منتدي سقراط َ
تجلس لابن رشد ٍ و سبينوزا أو مروة َ
تستضيف ُ الماركسيين الأكابر َ
و المريدين الشباب؟
هل تستكين ُ سفائن ُ العقل ِ التي اشرعت َ
ام ستجوب ُ بحر َ الشك ٌ، أنواء َ الديالكتبك ِ
موج َ الارتياب ْ ؟
أتظل تُجلي حكمة َا لتاريخ ِ
احزان َ الفلاسفة ِالقدامى
دورة َ الافقار ِ ، معني الاستلاب ْ؟
ام سوف تنسي من شئون ِالأرض ِ ما تنسى
و تبحر ُسادرا في اللااياب ْ ؟
اتراك تمضى موغلا ..
ام سوف تأتي بالحقيقة ِ
فكرةً أو وردةً عند المثاب ْ؟


5
إني أراك الآن َ
حيث ُ يمازح ُ النهر ُ الغياب ْ
نِسرا تبوأ قمة ً زرقاء َ
فيها خامر الأمل ُ العذاب ْ
أرنو اليك َ
أود ُ لو أهدي اليك
قصيدة ً من كل ِ باب ْ
آه ٍ صديقي ..
هل سيُجدي الشعر ُ ؟
قد اهديتنا بدرا
و غبت َمع السحاب ْ
اعطيتنا نهرا
و رحت َ بلا شراب ْ
ليت يجدي الشعر ُ
قد اعطيتنا عُمراً
فهل يُغنيك تنميق ُ الخطاب ْ ؟





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 726

خدمات المحتوى


( عبدالله محمد عبدالله
( عبدالله محمد عبدالله

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة