واجهوا حرامية الثورة
04-23-2019 01:55 PM
أبو الحسن الشاعر
على شباب السودان .. الذي دفعوا دماءهم مهرا لانتصار ثورتهم التي أذهلت العالم ألا يفرطوا في انتصاراتهم .. لا توجد ثورة في العالم " تقوم بروس " أو تولد " بنت حرام " .. الثورة هي المولود الشرعي لصانعيها .. لهم تنتسب وهم وحدهم من يقررون مصير خصومهم من أعداء الثورة لأنهم وحدهم من يمثلون الشعب .. ولهم وحدهم الحق في كنس بقايا النظام البائد .. هم وحدهم الأولى بحصد ثمارها .. لا أرباحا توهب ولا أموالا تنهب ولا أراضي تستقطع ولا مناصب توزع .. إنما زرعا يقوم على الحق لتنبت أرض الخير غدا حصاد ما زرعوا ويتحقق للوطن حلمه في الحرية والسلام والعدالة ..
هناك دعوات حق يراد بها باطل خبيث .. حين ينسب البعض الثورة " لكل الشعب السوداني " والحقيقة أن في " كل " هذه يدس المبطلون السم في جسد الثورة .. بحيث " لا يستثنون " لأن كل هذه تشمل مناصري الباطل لثلاثين سنة .. تشمل الحزب الوطني المجرم الذي استعبد أهل السودان وسرق ممتلكاتهم ودمر خيراتهم وفصل وطنهم وقتل وشرد وأعدم وهدم ثم كان على وشك القيام بمجزرة لم يشهد تاريخ السودان مثيلا لها .. ذلك الحزب الكاذب المضل الذي كان يزعم أن عضويته ستة ملايين وتزيد فما وجد منهم يوم جد الجدُّ بضعة مئات يملأ بها ساحة صغيرة أمام الرئيس المخلوع .. إن كلمة " كل" هذه تشمل الوطني وبغاث الأحزاب التي ناصرت النظام الهالك حتى اللحظات الأخيرة بالهتاف والرسائل والتحليلات السياسية والكتابة في الصحف والظهور على الفضائيات لتصرف الناس عن الثورة وتفقدهم الأمل وتثبط الهمة وتزدري التضحيات الجسام .. !!
نعم الثورة ثورة الشعب .. لأن طلائعه للتحرير والحرية من الشباب الصادق من المهنيين وقوى الحرية والتغيير هم من تصدروا المشهد ودفعوا الثمن من دمائهم وعرقهم وسهرهم بينما كان آخرون يغطون في النوم تساورهم الأحلام الكاذبة بأن يجدوا ساحة القيادة وقد أخليت منهم كرها وبكل سبل القوة المتاحة ، ولا يهم إن سفكت المزيد من الدماء .. وفي نهاية المطاف فإن خير الثورة ومنجزاتها لكل الشعب.
لذلك فإن طلائع الشعب هذه هي الأحق برسم خارطة مستقبل السودان على الأقل في الفترة الانتقالية وبعدها تسود الديمقراطية وليحكم من تختاره الجماهير ..
نرى الآن للأسف رموز وكلاب السلطة التي كانت تنبح ليل نهار دفاعا عن النظام .. ما زالت تتربع على عرش الإعلام .. ترفع عقيرتها في الفضائيات .. تملأ الساحة ضجيجا .. ذات الأوجه الكالحة والعبارات الملطخة بدم الرياء والكذب والصفاقة .. وكأن شيئا لم يحدث .. تراهم يتبارون في النصح وتخويف الشعب من مصير قاتم ما لم يشركوهم !! مع أن الثورة انتصرت بأقل الخسائر وكان يمكن أن تمضي لنهاياتها بذات المنوال وللأسف نشاهد المنافق الطيب مصطفى ونقرأ للقميء اسحق فضل الله ونشاهد المرتزق محمد لطيف والمداهن محمد عبد القادر والصفيق خالد موسى الذي لم يستح عن إعادة برنامج يمتدح فيه الرئيس المخلوع إلخ قائمة المنبوذين.
أسوأ ما نراه هذا الاطمئنان .. كأنهم ما ولغوا في الدماء ولا شجعوا على التعسف ولا دافعوا عن الباطل .. كأن المجلس العسكري مجلسهم والنظام نظامهم والثورة ثورتهم .. نفس طاقم الفضائيات بذات النفاق حين تحول المذيعون والمذيعات إلى مناصرين للثورة لكنه عمل مخطط له ، يأتون بفقرة تمجد الثورة مع عشرة برامج تغيب الوعي وتدعو لما يسمونه " عدم الإقصاء " وأن الشعب " كله " ساهم في الثورة .. ولم يتبق لهم إلا أن يقولوا إن البشير ونافع وعلي صاحب الكتائب ومجموعة المجرمين كانوا يتخفون بين المتظاهرين ويهتفون بسقوط النظام .. وهل تصدقون أن المنافق محمد محمد خير استضافته الشروق ليتحدث عن مستقبل الحكم مع أنه كان ضيفا قبل أسبوع فقط من سقوط النظام على قناة سيء الذكر الطاهر التوم وقال في الثورة والثوار ما لم يقله مالك في الخمر !! وللأسف فقد قبل إعلاميون يشار لهم بالبنان الجلوس معه ولم يذكروه بنفاقه .. وما كان ذلك ليحدث لولا أن شعروا بسماحة الثورة " فوا عجبا من جد هؤلاء في باطلهم وفشلكم عن حقكم " !!
ليمض الثوار في ثورتهم حتى اقتلاع النظام الذي لم يسقط بعد وحتى غياب واجهته الإعلامية والسياسية ولا مجاملة في ذلك .. الثورات التي تنتظر القانون عليها أن تؤجل انتصاراتها .. وإن أول ما أول ما يبدأ به الثوار :
1- استمرار التواصل مع المجلس العسكري مع مقاطعة أي اجتماع يكون طرفه أحد الثلاثة المنتمين بلا ريب للنظام البائد من الجيش والمخابرات لأن هذا المجلس لن تكون له مصداقية في وجودهم.
2- عدم التراجع عن مطلب إقالة الثلاثة المشبوهين في المجلس العسكري دون استفزاز لأن المجلس يمثل السلطة القائمة بحكم الواقع حتى يسلمها لسلطة مدنية.
3- لا تنازل عن حرمان جميع رموز النظام ومن شاركه من أحزاب الفكة من المشاركة في أي حكومة انتقالية وعلى أي مستوى كان مع ضرورة محاسبة كل من أجرم وحرمانهم من المشاركة في أي برامج تلفزيونية أو إذاعية.
4- المطالبة بإبعاد جميع من كانوا على واجهة إعلام النظام من الظهور في القنوات السودانية والإذاعة ومنعهم من المداخلات في الفضائيات الأخرى باعتبارهم موالين للنظام البائد ولا يعتبر هذا دكتاتورية فهم جميعا مجرمون " أخلاقيا " وبعضهم ربما يكون " فعليا " وحتى تتم المحاسبة لاحقا .. ويجب ألا تأخذنا بهم شفقة أو رحمة فهؤلاء أبعدوا الكفاءات وفصلوا الناس من عملهم وأيدوا سياسة التمكين فلا أقل أن ينالوا من جنس أفعالهم.
5- بعد تنفيذ ذلك التفاهم مع المجلس العسكري ، يتم إعلان مجلس سيادي بحسب ما يتم الاتفاق عليه وألا يعلن ذلك من ساحة " الإرادة الشعبية " أمام القيادة العامة بل عبر القنوات الإعلامية المعتادة في مؤتمر صحفي وذلك لتأخذ الأمور طابعها الرسمي ثم يلي ذلك إعلان الحكومة والهيئة التشريعية وهذه الأخيرة يجب ألا يتم التسرع فيها لكونها ترتبط بسن القوانين ويتحتم أن تشمل كل السودان لذلك يصبح عدم التعجل ضرورة.
إن ما نشهده ونشاهده عملية سرقة للثورة في وضح النهار حيث علت أصوات رموز النظام البائد الإعلامية وقريبا تظهر بقايا نفايات الوطني وأحزاب الفكة بصوت جهوري لا يخشى ما لم تتم محاصرتهم من الآن دون مجاملة أو تهاون.
وهناك محاولات ظاهرة من أولئك المنافقين للتقرب من المجلس العسكري الذي نخشى أن يخدع ويستقوي بهم ، في محاولة لاستعداء الثوار وفرض الأمر الواقع .. لكن كما نرى أن على قوى الحرية والتغيير التعامل بمر
|
خدمات المحتوى
|
أبو الحسن الشاعر
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|