مليونية جمعة الإعتصام أم هتافية الهوس ..!
04-25-2019 11:26 AM
مليونية جمعة الإعتصام أم هتافية الهوس ..!
جموع المصلين التي تراصت صفوفهم على إمتداد البصر في جمعة ميدان الإعتصام الأخيرة ..كانت صفعة مؤلمة في وجه الذين زايدوا على إستهداف جماهير الثورة بكل أطيافها وتركيزاً على إتهام قيادات قوى الحرية و التغيير للدين و نيتهم تنحيته جانباً عن حياة الناس .
وذلك استغلالاً لمزاعم بأن الشيوعيين هم من يسيطرون على توجيه مسارات الحراك قبل وبعد سقوط نظام الإنقاذ وهي افتراءات دحضها ذلك الإستفتاء على الهواء مباشرة وقد شهده العالم كله بانبهار وإعجاب .
هي أراجيف يروج لها من كان نجاح الثورة في غير صالحهم وسيضر بمستقبل مصالحهم التي حصدوها في عهد شريعة الإنقاذ ذات الصيت الذي إنتقده الكثيرون من أهل المعرفة بأصول الدين و علوم الفقه و لكن لازال البعض يدافع عنها ..ويدعولتسيير مواكب مليونية لمناصرتها .
فليس من حق أي أحد بالطبع أن يحجرعلى الآخر في هذه الأجواء الثورية حقه في التظاهر أو التعبير عن رأيه بذات الوسائل الحضارية التي أرستها ثورة شبابنا الخلاق ..فدفعت حتى برئيس فرنسا وهي معقل إحدي أكبر الثورات وأعرق الديمقراطيات وكفالة حرية التعبير في التاريخ كله لأن يدعوالفوضويين من متظاهري السترات الصفراء للإقتداء بسلوك الحراك السوداني الذي أصبح مضرباً للمثل في الفخر .
ولكن من الأنسب والمعقول من أولئك الذين يدعون الحدب على الشريعة والحرص على بيضة الدين أن يجلسوا الى ضمائرهم لمراجعة سلبيات إستغلال الدين والشريعة من طرف عصابة الإنقاذ حيث تتكشف كل يوم سوءات ذلك الإستغلال في السرقات و الإجرام إحتماءا بالدين وبهتاناً به مما الحق الضرر قبل كل شي بشريعته السمحاء لا سيما وان ممارسات بعض الجماعات الدموية في كثير من مناطق اقليمنا المحيط قد عكست بالمقابل سمعة سيئة ولدت عقدة يخشى من ان تتاصل في المجتمعات التي لا تعرف حقيقة الاسلام الصحيح ..وعلى الذين غضوا الطرف عن كل ممارسات حكام العهد المخلوع أن يعترفوا بكل ذلك ومن ثم يحق لهم أن يسيروا المليونات إذاما أستطاعوا الى ذلك سبيلا .
وهو تحد ٍ كبير يتطلب منهم أن يطرحوا تطبيقاً صحيحا يعيد الثقة لأية تجربة مستقبلية يستفتون فيها الناس عبر صناديق الإقتراع في ديمقراطية ما بعد الفترة الإنتقالية .. بدلاً عن الزعيق في المواكب على طريقة الرياء الإنقاذي ولطالما أفسدت تفهم الناس للشعارات الدينية التي طرحتها تلك الجماعة بصورة مغلوطة دون صدق و لم تطبقها إلا فيما يخدم مصالح أقلية بعينها على حساب الأغلبية وهوما يناقض مقاصد الشريعة في أول مبادئها وهو العدالة !
لقد ولى زمن المواكب التي يسيرها المتنفذون السالبون لعقول الناس بسحرالخطابة وبلاغة البيان و المؤثرون في تأجيج عاطفتهم الدينية الفطرية .. وهي الجماعات التي ظلت تر فع المصاحف على أسنة الرماح لإرهاب المجتمع . فنحن نعيش في زمن ثورة مستقبل الشباب الذين صلوا في ساحة الحرية تحت الهجير اللافح بلا مكيفات هواء ولا سجادعجمي . فلامست جباههم حرارة الأرض وهم ساجدون حمداً لله على ذهاب زمن الإكراه على الجهاد والتسلط والتهديد والوعيد .مستقبلين قبلة الحق الواحد الأحد ..لا يطلبون مرضاة حاكم أوتنظيم أومخافة من أصحاب الهوس المتنطعين الذين يرفضون قوة المنطق ويجنحون الى منطق القوة .
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبدالله برقاوي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|