إذا أردنا أن ندلف مباشرة لصلب الموضوع فإني أقول ان (عثمان ذو النون) قد قام بعمل جبار ومقدر، طيلة أيام الثورة، وبالطبع ليس هو وحده وإنما هنالك الكثير من المناضلين غيره ربما فعلوا أكثر منه بكثير.
ولكن مثل هذه الأفعال لا تقاس بالقلم والمسطرة أو توزن بالكيلو لمعرفه ايها اكبر أو أثقل، بل أن هنالك اعتبارات أخري قد تجعل الأقل عطاءاً أوفر حظاً من غيره، و ينال السهم الأكبر من الإشادة والتقدير.
ومن متابعتي لل (لايفات) التي قدمها الشباب الرائع عثمان خلال أيام الثورة أجد فيه الكاريزما القوية والحماس الدافق وحديثه العميق، فضلاً عن كيفية استخدامه للشعر الثوري بنهاية كل (لايف)، بطريقة مبهرة تثير الحماس والعزة في النفس.
و أكرر القول إن من يعمل قليلاً قد يصيب النجاح بصورة أكبر ممن يقدمون أكثر منه، ولكي نضرب مثالاً: هل أن الشابة (آلاء صلاح) التي صارت أيقونة الثورة خلال خمس دقائق، أحق بذلك اللقب أم عشرات الفتيات اللاتي قدمن أضعاف ما قدمت، أنها اللحظة التي خدمتها فيها الظروف فنالت ما نالت، وقد لا تكون قد خططت لذلك الأمر، بل أنها ما كانت تتوقع كل هذا الصيت. و أيهما أعظم ما قدمته آلاء أم ما قامت به الشابة الجسورة التي أخذت البمبان وقذفت به الأمنجية؟ اين هي الآن ؟ من يعرفها؟؟
أما قولك سيدي عن الرجل الشهم الذي قدم دعماً كبيراً ولم يسمع به أحد حتى عاد أدراجه، فإني أرى أن ذلك الرجل النبيل متواضع أكثر من اللازم، وهذه (مثلبة) و ليست (منقبة) فينا نحن السودانيين، نمدح الشخص بأن (الغنماية تاكل عشاه)، فهل بربك ياأستاذ هذا مدح أم قدح؟؟
لماذا لم يقدم ذلك الرجل نفسه للشعب ليعرف قدره ويشكره على دعمه، بل يلجأ اليه اذا أحتاجه، أو يستدعيه ليكون فرداً في طاقم الوزارة، هل سيكون ذلك عيباً يستنكره الناس؟
معليش كترت الكلام ولكني أختم بأن عثمان ذو النون عندما وصل المطار لم يتوقع أن يقابله هذا الجمع، ببساطة الرجل أبلغ أهله بأنه قادم للسودان يوم كذا، و ذاع الخبر واستقبله الناس بتلك الحرارة، بل أن بعض المستقبلين حاول أن يرفعه فوق الأعناق فرفض ذلك بإصرار، ثم عندما وصل ساحة الإعتصام صعد المنصة كأي ثائر قادم من الخارج يملؤه الشوق ليخاطب المحتشدين، وهذا حقه، وما يأخذه عليه البعض أنه قد أوقف عملاً دراميا كان يقوم به الشباب المعتصم ، فإنه قد إعتذر عن ذلك بعدم علمه بذلك الأمر، ثم أن أول (لايف) بعد عودته بثّه من منزل أسرة أحد الشهداء، وقال أنه لن يصدر لايفات في الأيام القادمة إنما سيكرس كل جهده لزيارة كل أسر الشهداء حتى في الولايات، ليواسيهم ويقف على ظروفهم، وهذه بلا شك نظرة تدل على أن هذا الشاب يحمل في دمه جينات القيادة و أنا شخصياً أتنبأ له بمستقبل واعد في السودان الجديد، لأنه سيكون قادراً على جمع الناس حوله، وهذه من أهم شروط السياسي في البلدان الديمقراطية.
مرةً أخرى آسف للإطالة،، ولك الشكر استاذ كمال على مقالاتك الرصينة.
ردود على عزوز (الاول) المناكف الذي لن يهدأ له بال حتى نضرب الكيزان با
[mohamad saeed] 04-28-2019 05:31 PM
ka;am gameel