المقالات
السياسة
عبدالحى من الديمقراطية أن يتم حُرمانكم الإستمتاع بالديمقراطية
عبدالحى من الديمقراطية أن يتم حُرمانكم الإستمتاع بالديمقراطية
04-28-2019 07:33 AM

لو تمعنا قليلاً في إسم ما يسمى بتيار نصرة الشريعة الذى سوف يسير مسيرة يوم الإثنين القادم نصرةً ( للشريعة ) سندرك ودون كثير عناء أن هناك فى المقابل يوجد تيار آخر خذل الشريعة الإسلامية ، وضرب بها عرض الحائط وطالب بتغييبها ، وإلا لا يمكن أن يأتى الإسم من العدم من عقلاء ، اللهم إلا يكون أصحاب الإسم هم أنفسهم أناس فارغون وإنصرافيون ، لا موضوعيين ، لا موضوع لهم ، يعيشون فى اللا موضوع من اللا موضوع ، فتسمية هذا التيار نصرة للشريعة فيه إستفزاز وإستهتار كبير للشعب السودانى الذى ثار وانتفض ضد حكم الإنقاذ الذى لا علاقة له بإلإسلام وشريعته البتة ، والشريعة الإسلامية لم يمسسها أي شر أو ضرر من أى جهة كانت ، إن كان ذلك من قوة التغيير أو تجمع المهنيين أو غيرهم ، وليست الشريعة أصلاً قضية المواطن السودانى المنتفض والثائر أساسا ً فقضيته الأصلية كانت وما زالت كيف يعيش فى وطن تسود فيه الحرية ، والديمقراطية ، والعدالة والمساواة ، فى وطن لا يظلم فى أحد ، فى وطن يتساواة فيه الجميع ، فى وطن بلا محسوبية وبلا واسطة ، فى وطن بلا زولى وزلوك ومن طرف فلان وعلان ، فى وطن يحس فيه الإنسان السودانى بكرامته ، ويشعر فيه بعزته ، فى وطن يجد فيه المواطن نفسه ،فى وطن ينتمى للجميع والجميع ينتمون إليه ، خالى من العنصرية وأمراضها المدمرة الهالكة ،وبعيدا كل البعد عن القبلية ومعاول هدمها ، فى وطن ليس فيه إستعلاء عرقى ولا مناطقى ، فى وطن يذوب وينصهر فيه السودانيين بلا تمييز هذا عن ذاك أو ذاك عن هذا يتساوون فيه فى الحقوق والواجبات .
وحينما أصبح هذا الوطن الحلم الذى يحلم به الجميع قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق بدحر نظام الإنقاذ ورميه فى مزابل التاريخ فى أكبر وأطول ثورة يشهدها السودان فى تاريخه الحديث ، ومازالت مستمرة ضد أعتى وأسوا نظام دكتاتوري عرفه السودان ، قدم فيها الشباب أغلى ما يملكون ارواحهم فداءً لها ، ومكثوا لأجل إنجاحها فى بيوت الأشباه سيئة السمعة شهور وأيام عصيبة مواجهين بثبات منقطع النظير ، وبشجاعة نادرة كل عمليات التعذيب والتنكيل ، وآخرتها يأتى الشيخ عبدالحى يوسف لينظم مسيرة يسميها نصرة الشريعة متجاوزا فى ذلك كل الأسباب المنطقية التى أدت بالشعب السودانى الإطاحة بنظام الإنقاذ البغيض ، وغاضا الطرف عمدا ومتعمدا عن أن الشريعة الإسلامية لم تكن سبب للإجتثاث النظام وقلعه ﻷن النظام ببساطة ليست له أى علاقة لا بالشريعية الإسلامية ولا بأى شريعة سماوية منزلة كانت أو أرضية موضوعة ، وهذا إجحاف فى حق الشعب وظلم باين وتهمة مبطنة له وكأن الشعب ثار ضد الشريعة وهو يريد إعادتها الى مجاريها ؛ ومحاولة يائسة بائسة منه ومن معهم لتشويه ثورة الشباب والإلتفاف عليها وإظهارها وكأنها ضد الشريعة وفى الواقع لا أحد ضد الشريعة إلا من إستخدمها ﻷغراض سياسية وعلى رأس ذلك النظام البائد ومن لف فى فى فلكه من الشيوخ والمتشيخين ، وتنظيم المسيرة فى هذا الوقت وبإسمها الغريب هذا ( نصرتها ) يوحى بلا شك بأن هناك خطر قادم للشريعة فى السودان ، وهذا ما ينفيه الواقع وهى أصلا لم تكن مطبقة فى عهد النظام اللا شرعى البائد فى السودان ، وكان الأجدى والأحرى بالشيخ عبدالحى يوسف لو كان صادقا مع نفسه قبل غيره لنصرة الشريعة الإسلامية أن يشحذ همم الناس ويخرج بهم لملونية ليس الآن بل حينما كان النظام يبيد شعبنا بدارفور ، قبله بجنوب السودان ويقتل أهلنا فى جبال النوبة ، ويغتال أهلنا فى بورتسودان وأمرى ، ﻷن الشريعة التى يدعيها تحرم قتل النفس التى حرمها الله إلا بالحق وصمت طيلة تلك الفتر ة ولم يحرك ساكن ، وأين يا ترى كان هذا الشيخ حينما كانت قوات النظام تقمع الثوار بعنف ، وتقتحم البيوت وتعتقل شباب وكنداكات السودان وتزجهم فى السجون بمجرد أن عبروا عن رأيهم برفض النظام ، والمطالبة بإسقاطه حتى لم تسلم حرمة المستشفيات ولا البيوت من غازهم وبنبانهم المسيل للدموع ؟ لماذا لم يحرك حينها مليونية للدفاع عن حرمة إنتهاك البيوت والمستشفيات ؟! .
أم أن سيادته تشابه عليه البقر ويعتقد أن ذهاب الإنقاذ هو ذهاب الشريعة ، وذهاب الشريعة هو ذهاب الإنقاذ مع العلم أن لا علاقة بين الشريعة والإنقاذ والإنقاذ والشريعة ؛ فالشريعة واحدة من ضحايا الإنقاذ التى أساءت عليها ، واستغلتها أسوأ إستغلال ، وتاجرت بها شر تجارة ، وهى أى الشريعة وأهلها الحقيقون السودانيون بشيوخهم وعلماءهم يحتفلون بسقوط النظام مع الثوار المعتصمين بالقيادة العامة وشيخ عبدالحى غير مباليا بذلك ينظم مليونية لنصرة الشريعة !.
وكنت أحسب بسقوط النظام اسدل الستار على التجارة بالدين والشريعة الإسلإمية الى أن فاجأ الشيخ عبد الحى يوسف الجميع بمسيرة مليونية للدفاع عن الشريعة
مما يؤكد أن النظام لم يسقط بعد ، كما كنت أظن أن المتاجرين بالدين سيجلسون في بيوتهم خجلا وحسرة من تاريخهم فى المتاجرة بالدين الى أن دعا عبدالحى لمسيرة لنصرة الشريعة من ماذا وعن ماذا الله أعلم ! .
والحقيقة المرة التى لا يريد هذا الشيخ وأمثاله الإعتراف بها أن الشعب السودانى أوعى وأفهم من أن ينجرف معهم ويشارك فى مسيرتهم المعلومة الهدف والمعروفة المقصد ؛ ويكفى أن نظام الإنقاذ ورجالاته وبإسم الدين وبإسم لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء سفكوا دماء الشعب الطاهرة ، وفصلوا الوطن العزيز ، ونهبوا ثرواته بنهم ،وأفقروا ناسه بتعمد ، واغتصبوا حرائره فى دارفوار أرض القرآن وتابت أرض الثوار وهم دعاة الشريعة ! .
ورفض الناس لمسيرة عبدالحى يوسف واستنكارهم لها ليس إقصاءً أو نكوس عن شعارات الثورة حرية سلام وعدالة بل ذلك من صميم الديمقراطية فالديمقراطية فى تعريف من تعاريفها ومفهوم من مفاهيمها هى منح فرص متساوية بالعدل للناس فى حرية التعبير ، حرية التملك ، حرية الحركة وهؤلاء المسمين إسلاميين وتوابعهم وأتباعهم أخذوا فرصتهم وفرصة كل الشعب السودانى ثلاثين عاما يسرحون ويمرحون يستمتعون بها كيف ما شاؤا حيث حرموا منها الآخرين ، ومن العدل والإنصاف وديمقراطيا كمان أن يتجرعوا من نفس كأس الحرمان لثلاثين عاما قادمة إن شاء الله للتاح الفرصة الآن للآخرين ليمارسوا الديمقراطية ويستمتعوا بها بمعناها الذى ذكرناه ، كما أن أئمة ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍلبائد والحق يقال ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ولا الشريعة الإسلامية ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ لحقوقهم ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺇﻧﻤﺎ هو ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ بالدين وبإسم الديمقراطية ، وبعدين يا ناس عبدالحى إنتو ميتين عرفتو الديمقراطية أشان تتمسكوا بيها ، وتتشبسوا فيها وتلبسوا كمان جلالايبها ولم يجف بعد عرق جلالايب وعمائم الدكتاتورية التى كنتم ترتدونها ! .
ويقينى فى النهاية لن تكون مليونية ولا (مياتية ) فليس هناك بنك الإنقاذ الداعم ولا وعيد الإنقاذ المستفز لحشد الناس من كل المدن بالإغراء والتهديد كما كان والديمقراطية لو حاولتم مجاراتها وممارستها ستهزمكم شر هزيمة ﻷنكم لستم ديمقراطتيين والديمقراطية من إجابياتها كشف الحقيقة وفى الحقيقة أنتم لا شئ لولا النظام المدحور .






تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 580

خدمات المحتوى


عمر طاهر ابوآمنه
عمر طاهر ابوآمنه

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة