المقالات
السياسة
الحلم السوداني
الحلم السوداني
04-29-2019 06:07 AM

الحلم السوداني

قبل ما يزيد علي أربعين عاما أتيحت لي الفرصة للحصول علي فرصة العيش في بريطانيا بصفة مواطن انجليزي وبصحبة أسرتي ورفضت العرض بشدة مفضلا العودة للسودان والعيش مع والدتي الحاجة عائشة عليها وعلينا جميعا رحمات الله وفيوضاته وتعجبت صديقتي البريطانية من ( صناجة) الافريقي الذي يرفض عرضا يسيل له اللعاب وفي قرارة النفس كان لدي ايمان عميق بحلم جميل احققه في سودان خال من – نميري—في ذلك الوقت وأحاور صديقي ونحن في البص من برمنجهام الي مانشستر عن حقول الميدلاندز الممتدة علي طول الطريق وأتخيلها حقولا بين كوستي والابيض أو بين بحري وعطبره ولم لا أحلم أيضا بأسواق تمتد كما في أكسفورد استريت وكنجز رود واخري شعبية كما في برتبلو رود وسوق الاحد أو سوق اليهود تصبح بكدنا وعرقنا في السودان.
الحلم السوداني عندي لا يعمل كما عند من فضل الهجرة مقتلعا جذوره من السودان أوهاجر مرتحلا والوطن في قلبه كما أديبنا الطيب صالح أوذاك الذي فر يؤنبه ضميره لخيانة السودان كما الفريق طه الحسين فالسودان حلم أعيد صياغته كما الاوطان التي عشت فيها أو زرتها علي عجل فأتخيل فندق ستانلي فيل الكيني له صنو في ام درمان كما شيراتون دبي له توأم في الابيض و هيلتون صلالة عند كجمرالغرب والسياح في جبل البركل أو في أركويت أو عند واحة البشيري وشركات التعمير تجوب الفيافي تحفر الابار وتعبد الطرق في التيارة بغرب السودان وقلع النحل وابو هشيم في النيل الازرق وتنشيء عند جوار شلال كلبي بكادقلي كافتيريا سياحية تقدم الكابتشينو.
الحلم السوداني عندي أن أنقل كل ما هو جميل في العوالم ليصبح في السودان لانني ببساطة لم أحس بأن السوداني أقل عقلا عن مستر سميث ومستر سويزلاند في انجلترا ولا أقل حماسة لوطنه كما البوسعيدي في صلالة أو النجدي في هضبة نجد والفرق أن الحكم عندنا تداوله من لم تكن صياغة تربيته في فنون الادارة والحكم ففشل في ادارة الموارد كما فشل في مهمته الاساسية في حماية الحدود ودرء تغول الاعداء علي حلايب وشلاتين والفشقة.
الحلم السوداني عند البعض في عهد الانقاذ أخذ صورا متعددة وكلها تصب في نهب أموال السودان وتهريبها بعيدا فكما تحول عند الفريق طه الحسين الي أموال يحوزها غصبا يشتري بها فيلا بعيدا في منتجعات دبي تتبعه لعنات أهل السودان يدعون عليه لخيانته أسرار معبد الحكم وتصبغه تلك الي أحفاد من سلالته تلطخ تأريخه أينما حل والحلم السوداني عند عوض الجاز تحقق بأموال أهل السودان من ذهب وبترول يحقق بها رقما عالميا في الغني والثروة تضع أسمه في قائمة أ غني أغنياء العالم والحلم عند د0 المتعافي تسبقه عبارة ( أنا ما كيشة) فيتحول الصبي بائع ( الطايوق) أمام الجزارة في الدويم الي مالك لاحد أكبر البنوك في السودان ود علي الحاج أحسبه يثوب الي رشده فيعتذر عن سرقة أموال طريق الغرب بدلا من رسالته( خلوها مستورة) يهدد (اخوانه ) بكشف المستور ويعتذر ايضا عن مشاركته في انقلاب الانقاذ لا لتسيير الحشود لعودة حكم البشير ولا يستحي شاهرا مسدسه علي العزل وعبد الحي يوسف يتوب الي الله ويعيد أموال الدعوة الاسلامية لتوظيفها في تعليم الناس مبادئ الدين بدلا عن خطبه الجوفاء في مساجد الخرطوم ينافح عن ما تحصل عليه بلا وجه حق وفرعون الانقاذ تكتنز الاموال بمختلف العملات في مخدعه وهو الذي أعدم مجدي وجرجس واركانجلو في حلالهم من حفنة دولارات.
بات حلمي وأنا في خريف العمرأقرب لينعم به الابناء فخيرا فعلت اذ لم استجب لدعوة واغراءات الهجرة وكابدت العيش- ولله الحمد- في السودان وفي حواف السودان أتصيد الفرصة لتحقيق الحلم السوداني وها هي محمولة احلامنا في أكف شباب ثورة ديسمبر المجيدة وليد السودان الشرعي وأم الثورات في العالم المعاصرترفع حلمنا السودان الوطن العزيز وتخفض حلم اهل الانقاذ وتعيد الاموال الي الشعب السوداني وان طال السفر الي المحاكم.
لكم التحية والتقدير وانتم في ساحة الاعتصام ولأشهر استطالت وانتم مع وعدكم بوضع السودان علي خارطة العالم لنعانق حلم السودان الحديث ونسأل الله العلي القدير أن يضع كل ذلك في ميزان حسناتكم فأنتم نعم الشباب وخير فتية .
وتقبلوا أطيب تحياتي.
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 598

خدمات المحتوى


أسامة ضي النعيم محمد
أسامة ضي النعيم محمد

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة