لو كان لي سُلطة لقُمتُ (بتفنيش) كل أئمة المساجد والمؤذنين والوعاظ واشباههم من العطالى الذين يعيشون على التكسب من الدين.
في صدر الإسلام لم يكن بلال يأخذ راتباً ليؤذن ولا كان ابن عباس يأخذ مالاً ليفتي، بل أن في عهد الأئمة الاربعة ما كانوا يقبضون مالاٌ على نشر الدين وتوعية المسلمين، كانوا يكدون ويعملون بأيديهم ويخدمون دين الله مقابل ما يدخره لهم الله من ثواب.
الآن كثرت جيوش المتعطلين المتبطلين المرتزقين من الدين، فظهر دعاة كُثر في المساجد والفضائيات يتقاضون الشيء الفلاني لكي يقولوا كلاماً مكرراً حد الملل، وليسأل كل واحد منا نفسه: ما الذي تضيفه لي خطبة الجمعة مثلاً، الجواب لا شيئ، كلما سيقوله الشيخ سيكون معلوماً لديك ، إن لم يكن بالطريقة التي يعقّدها ويتنطّع و يتقعّر في لغتها ذلك الشيخ ففي الحد الكافي لتنصح نفسك كما يجب.
ما عاد هنالك من يجهل أمور دينه ويحتاج لمن يعلمه كيف يصلي أو كيف يحج أو كيف يتطهر، ولذلك أرى أنه قد انتفت الحاجة لمن يسمون أنفسهم علماء المسلمين.
و أعتقد أنه في كل حي أو قرية هنالك من هم على استعداد لإمامة المصلين دون مقابل إلا ما يرجونه من أجر عند الله، ولا أعتقد بأننا بحاجة لتعيين موظف ليرفع الآذان لنعطيه أجراً على ذلك.
إن هؤلاء الذين يسمون علماء الدين ليس من ورائهم إلا الفتن والتطبيل للحكام الظالمين كما يحدث في بلادنا، ولو نتفنا ريشهم الذي يختالون فيه والذي يشعرهم أنهم خير خلق الله وأقرب له من غمار الناس لأرحنا أنفسنا من الكثير من التبعات، و وفرنا ما ينفق عليهم لإطعام الأطفال الذين لا يجدون وجبة الفطور في أغلب انحاء السودان.
من كان يريد أن يؤذن أو يخطب في المساجد أو يؤم المصلين مجاناً يبتغي الأجر عند الله فقط فأهلاً به، و ما أكثرهم، أما من يريد أن يعيش عاطلاً يتكسب من تلك الأعمال فبُعداً له.