المقالات
السياسة
الكفر بالطاغوت فريضة اسلامية
الكفر بالطاغوت فريضة اسلامية
04-29-2019 09:02 AM


الطاغوت من طغى إذا جاوز الحد بزيادة عليه، ووزنه فعلوت، ومذهب سيبويه أنه اسم مذكر مفرد كأنه اسم جنس يقع للقليل والكثير(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا)، وعليه كل من يتجاوز حده فهو طاغوت ولو طالت لحيته وقَصُرت عباءته وعلا صوته وادعى أنه (مفوض العناية الالهية).

هذه الآية على وضوحها لم تَرُقْ لهم لذلك قاموا بنسخها، وجعلوها بلا وظيفة في كتاب الله سوى أن نتلوها في بيوت العزاء وفي رمضان، وحملوا بدلاً عنها الأسلحة الفتاكة يرهبون بها الناس، هذه الآية بالذات تم نسخها لأنها في حقيقة الأمر تقول بأن كل من يفرض الدين على الناس هو لا يقصد الدين إنما يقصد الملك.

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)، (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ).

لقد أنزل الله تعالى الذِّكر وتعهد بحفظه، وجعل سبحانه وتعالى وظيفة الرسول الكريم صلوات ربي عليه وسلامه هي البلاغ حصراً، وبما أنه تعلى يقول في كتابه العزيز (لا إكراه في الدين)، فبالتالى لا بد أن تكون كل آيات الله مصداقاً لقوله (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)، لذلك يستحيل أن يقول الله تعالى لا إكراه في الدين ثم يأمر الناس بقتل الناس من أجل الدين، (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).

لقد حول الدعاة ورجال الدين الشريعة إلى مصدر رزق يقتاتون منه ويؤلفون الكتب التي تضاهي كتاب الله ويحرفون الكلم عن موضعه، هؤلاء قال الله تعالى فيهم (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ). لا وظيفة لهم ولا حرفة سوى اعتلاء المنابر وتلبية دعوة السلطان وكبار الأعيان للموائد الشهية، (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، لسنا في حاجة لموظفين خاملين يقتاتون من الزكاة والضرائب بمسميات وهمية مثل داعية، ومفتي وحامي حمى الدين، ورئيس مجلس الذكر والذاكرين، ورئيس لجنة حفظة كتاب الله، رغم أن الحفظة هم الملائكة، و جيوش وزارة الارشاد، فالمجتمع ليس أطفالٌ قُصَّر في حاجة لمرشد.

لا تنخدعوا أيها المسلمون بهؤلاء التجار، ولا تنخدعوا ببكائهم ونحيبهم وصراخهم، فهم انما يبكون على المناصب التي ضاعت والرواتب التي توقفت والسيارات الفارهة التي ذهبت، فدين الله كله رحمة ومحبة ولا يحتاج موظفين متفرغين وإنما يحتاج واعظين ومذكرين فقط لا سلطان لهم.

وطن شامخ طامح يسع الجميع،،






تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 353

خدمات المحتوى


التعليقات
#1826431 [عزوز (الاول) المناكف الذي لن يهدأ له بال حتى نضرب الكيزان با]
1.94/5 (5 صوت)

04-29-2019 01:58 PM
لو كان لي سُلطة لقُمتُ (بتفنيش) كل أئمة المساجد والمؤذنين والوعاظ واشباههم من العطالى الذين يعيشون على التكسب من الدين.
في صدر الإسلام لم يكن بلال يأخذ راتباً ليؤذن ولا كان ابن عباس يأخذ مالاً ليفتي، بل أن في عهد الأئمة الاربعة ما كانوا يقبضون مالاٌ على نشر الدين وتوعية المسلمين، كانوا يكدون ويعملون بأيديهم ويخدمون دين الله مقابل ما يدخره لهم الله من ثواب.
الآن كثرت جيوش المتعطلين المتبطلين المرتزقين من الدين، فظهر دعاة كُثر في المساجد والفضائيات يتقاضون الشيء الفلاني لكي يقولوا كلاماً مكرراً حد الملل، وليسأل كل واحد منا نفسه: ما الذي تضيفه لي خطبة الجمعة مثلاً، الجواب لا شيئ، كلما سيقوله الشيخ سيكون معلوماً لديك ، إن لم يكن بالطريقة التي يعقّدها ويتنطّع و يتقعّر في لغتها ذلك الشيخ ففي الحد الكافي لتنصح نفسك كما يجب.
ما عاد هنالك من يجهل أمور دينه ويحتاج لمن يعلمه كيف يصلي أو كيف يحج أو كيف يتطهر، ولذلك أرى أنه قد انتفت الحاجة لمن يسمون أنفسهم علماء المسلمين.
و أعتقد أنه في كل حي أو قرية هنالك من هم على استعداد لإمامة المصلين دون مقابل إلا ما يرجونه من أجر عند الله، ولا أعتقد بأننا بحاجة لتعيين موظف ليرفع الآذان لنعطيه أجراً على ذلك.
إن هؤلاء الذين يسمون علماء الدين ليس من ورائهم إلا الفتن والتطبيل للحكام الظالمين كما يحدث في بلادنا، ولو نتفنا ريشهم الذي يختالون فيه والذي يشعرهم أنهم خير خلق الله وأقرب له من غمار الناس لأرحنا أنفسنا من الكثير من التبعات، و وفرنا ما ينفق عليهم لإطعام الأطفال الذين لا يجدون وجبة الفطور في أغلب انحاء السودان.
من كان يريد أن يؤذن أو يخطب في المساجد أو يؤم المصلين مجاناً يبتغي الأجر عند الله فقط فأهلاً به، و ما أكثرهم، أما من يريد أن يعيش عاطلاً يتكسب من تلك الأعمال فبُعداً له.


صديق النعمة الطيب
صديق النعمة الطيب

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة