المقالات
السياسة
في شيل حال القيادات..
في شيل حال القيادات..
04-29-2019 11:20 PM

في شيل حال القيادات..

(1) عبدالفتاح البرهان

أظنك تستمتع بالسلطة الآن كونك تلعب بالبيضة والحجر، أو تحاول تعلم اللعبة ممن سبقوك من قادة المنطقة الذين جعلوك محجة لهم يعرضون فنونهم في تدجين الشعوب. كيف تبدو خيلاء السلطة عليك يا ترى؟ لي زمن لم أحظي برؤية جنرال "متبشلق". هل تم تلميع الحذاء الخاص بك بالكيوي KIWI أم أنكم تركتم استخدامه ضمن ما تركتم من تقاليد عسكرية تخص المظهر والمخبر.
مؤكد انك سمعت الكلمة ضمن كوتة "الفارغة" المخصصة لك كمشروع عسكري، سمعتها مئات المرات اثناء تدريبك بمصنع الرجال الذي كان:
"مستجد عامل زي طيرة الكيوي.." وبعض المستجدين يصدق عليهم التشبيه حتى يبلغوا مرتبة الجنرال..
ولكن بما أن زعيمك الآفل كان ينعم برعاية الصين الشيوعية، اعتقدت أنهم دبروا لأحذيتكم بدائل أكثر فعالية من الورنيش. هذا إضافة لخدمات الصين الأخرى المعلومة المخصصة لبلدان أفريقيا مثل طائرات الميج "قدر ظروفك" و القصور الرئاسية واستادات كرة القدم، فالشعوب المقهورة تحب اللهو ولعبة الكرة بالذات، باعتبارها المنشط الحياتي الوحيد االذي يطبق فيه القانون أمام الجميع ولمدة 90 دقيقة كاملة. والعسكر يحبون البهرج والقصور، خاصة اذا انحدروا من بيئات فقيرة. هذه فلسفة الصين الراسمالية التي تقول ضاحكة أن حكام أفريقيا هم من يفتحون لها الأبواب ويرشدونها لمواقع الموارد الجاهزة للنهب. اعتبر حديثي عن الورنيش والصين من قبيل الاستئناس، ولندخل في المهم..

كيف تدبر أمرك مع حميدتي؟
أظنك تحسده على الرتبة التي صعد إليها بسرعة البرق، وأنت ضابط البراءة الذي لا يجد ما يليق من تقدير حتى بين مرؤوسيه من الرتب الدنيا فالتقدير يكتسب ولا يمكن المطالبة به. أرجو ألا تسول لك نفسك بممارسة بعض "الوكادة" تجاهه فحميدتي دخل العسكرية من باب الكسب الذي الذي لا يلقي بالا لخيال الموت المحلق . تماما مثل همباتي يعيش لبهجته و لرزق يومه فمثل هذه الأموال لا تكنز. لذا تراه ينفق على الدولة انقاف من لا يخشى الفقر(حميدتي أعني) من أموال مناجم الذهب وموارد البلد التي وضع يده عليها ومع ذلك يمن علينا بما أنفق.
عنده توزن الأمور بميزان الرجالة الخام، وهذا بالمناسبة ما يقدره العساكر من الرتب الدنيا والجنود.. وأظن أن الرسالة قد بلغتك حين قام أفراد جيشه في دارفور، قبل بضعة أعوام، بالاعتداء على العميد "عصام" وشج رأسه وضربه بالسياط بشكل مهين. وتبرع هو "الكهنة" بعرض ما حل به على السوشيال ميديا..
ذكرتني واقعته بقصة مشابهة يحكيها صديقي من الهلالية، إذ تشاجر اثنان من سكانها، وذهب أحدهما للشكوى لدى الشرطة خلافا للعادة، لأن الرجل لا يشتكي للحكومة قط. في موعد الجلسة خلع الشاكي عمامته ليري القاضي الشج الكبير برأسه، كي يضمن تشديد العقوبة على خصمه. فقال له الجاني ساخرا:
يجب أن تكشف للقاضي عن مؤخرتك أيضا، لأني فعلت بك أشياء أخرى بعد أن ضربتك. وهكذا هو حال الجيش في عهدك، لا يستطيع أن ينش عن مؤخرته الأذى بفعل زمرة الضباط المؤدلجين المتأسلمين وأنت كبيرهم. النتيجة خروجنا من حقبة الحداثة باستحداث مؤسسة عسكرية تضم وحدة خاصة ذات طابع قبلي تدار على أساس النسب والقرابة بحيث اذا سولت لك نفسك المساس بالقائد ستجد شقيقه في مواجهتك.

أعرف أنك مهندس تأسيس الميلشيات، وعراب إرسال القوات السودانية لليمن كمرتزقة. مؤكد أنك شكرت زمانك الذي جعلك موضع تقدير زائف من قبل "عريب الجزيرة الببيعو الزيوت"، فالحقيقة أن قواتك هناك يتم التعامل معها بالمقطوعية وتأخذ مستحقاتها على أساس الانجاز، على طريقة رأسمالي يضع ضميره خزانة النقود no cure no pay وأن اللعبة ستستمر تحت عهدك وهذا هو سبب التمسك بسيادة الجيش واحتكار الأمر والنهي الحقيقي خلال الفترة الانتقالية التي أراك تفكر في مدها إلى ما يشاء الله إن واتتك الظروف ولكن هيهات.
ليتك لو تعلم عدم جدوى الاحتيال والكذب والمداورة فنحن في حقبة تكنولوجيا الاتصالات التي لا يخفى معها شيء، حتى وإن ساعدت الكذب بما تيسر لك من حديد ونار.. أولم ترى نهاية البشير؟

العسكر لا يصلحون لإدارة البلدان والشعوب، فمكانهم ساحات الحرب، وحتى الحرب ذاتها تعتبر مسألة أكثر جدية من أن تترك لهم.
لا يغرنك تهافت بعض دول الإقليم والجوار عليك، المستقبل للديمقراطية وللحريات والحقوق وعقارب الساعة لن تعود للوراء بفعل ورغبة بعض القادة الذين لا خيال لهم ولا ضمير ولا نخوة. فلا تكن من ناديهم أو تابعا لهم لأن السودان أعظم من ذلك بكثير. إن راودك الشك في قولي هذا، أنظر من النافذة للساحة التي أمامك.





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 677

خدمات المحتوى


التعليقات
#1826589 [فاروق]
2.00/5 (5 صوت)

04-30-2019 06:01 AM
إن الوطنية تملي علي البرهان تسليم السلطة للمدنيين الآن الآن ، وما سكون منتفعي النظام السابق وغيابهم عن الساحة إلا لأنهم يثقون تمام الثقة في أن المجلس العسكري الأنتقالي هو ممثل لهم وفي يده الحل والربط....

شاهدت بالأمس واستمعت للفريق شمس الدين وهو يتلو خطابه ، يكاد الرجل يموت غيظاً من الثورة ولا يبدو علي وجهه علي الأطلاق الترحيب والفرح والغبطة والسرور بالثورة وما أتت به من تغيير علي عكسنا تماماً نحن السواد الأعظم من السودانيين.....وهذا يثبت أنها لم تسقط بعد

إنه من غير المتوقع أن يقوم المجلس العسكري الأنتقالي بخذلان المؤتمر الوطني ، وحتي الآن كلما قام به من سجن لرموز النظام ماهو إلا إنحناء لعاصفة الثورة حتي تهدأ وحتي لا يفقد المؤتمر الوطني وجوده في الساحة السياسة ويكون له أمل العودة مجدداً للسطلة.

إذا جئنا لنقيس نسبة عودة المؤتمر الوطني مجدداً للسلطة نجدها نسبة ليست ضئيلة في ظل وجود عساكر المؤتمر الوطني علي سدة السلطة ، لكن الوعي الجماهيري والمتمثل في إعتصام الثوار يقف حجر عثرة أمام عساكر المؤتمر الوطني وهو الشيء الوحيد الآن الذي يحافظ علي الثورة....وفقكم الله يا ثورا وأثابكم بقدر صبركم وتجلدكم ووقوفكم صفاً واحداً ضد الظلم والقهر..

يا إبراهيم مستجد دي رتبة عسكرية ، وهي أكثر مرحلة في حياة العسكري لا ينسي حوادثها علي الأطلاق وذلك لأنها الفترة التي إنتقل منها من مدني إلي عسكري ، لكن بعض المستجدين لا يتعسكرون علي الأطلاق وهذا في حد ذاته موضوع قابل للبحث.

يا إبراهيم...حميدتي قبلي ، دموي ، إقصائي ، قائد ماليشيا لكنه لم ولن يكون قائد للجيش في يوم من الأيام ، وتقف عقليته القبلية والمتشبعة بإقصاء الآخر حاجزاً منيعاً ضد تقدمه ليكون له دور في السياسة السودانية ، سوف يذوب حميدتي ويختفي تماماً من الوجود إذا ما استقر أمر السودان علي حكومة مدنية ديقراطية لا تعترف بالقبيلة أو العرق أو الدين ، إنما هي المواطنة فقط لا غير.


ابراهيم حمودة
ابراهيم حمودة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة