**عبد الحي يوسف ، نسج مع الانقاذ لحمة وسداة حكمها ، وكان مقربا من الرئيس المعزول ، يقتسم مع المؤتمر الوطني ، الموافقة على مايجري على لسان المخلوع ، يؤيد خطواته ويباركها ، اتاحت له الفضائيات السودانية منصاتها متحدثا ، فقدم البرامج والفتاوى ..
**لذلك عبد الحي يوسف لم تطأ قدمه مكان الاعتصام ، ولم يقف هو ومن خلفه تحت هجير الشمس ، ولم يتوسد هو ومن يبارك مسعاه يده على الاسفلت ليقضي ليلة في محيط الاعتصام ، فهذه الجموع الهادرة التي تزحف نحوها الالالف من الولايات ، بدأت شرارتها الاولى منذ التاسع عشر من ديسمبر ، ولم يكن عبد الحي او من ينوبه فردا ضمن هؤلاء الحشود ، التي وصفها عبد الحي ( ان كانوا يحشدون فنحن على الحشد نقدر وسنحشد كما يحشدون ، وزاد عبد الحي ونهتف كما يهتفون )عبد الحي يتحدث وكأنه في ساحة يخرج في خواتيم جمعها رابح وخاسر .
***عبد الحي الذي اراد حشد مسيرة مليونية لنصرة الشريعه والزود عنها ، الا يعرف او الا يثق ان هؤلاء المعتصمون متمسكون بدينهم وسنة رسولهم ، يؤدون صلواتهم حاضرة في محيط القيادة، وله في صلاة الجمعة امس الاول هدية حاضرة ، تؤكد له ان الدين الاسلامي والشريعه في أمان ، وانه يزداد حرصهم عليها بهتافهم لتنقيتها وفلترتها من مجاهل الاسلام السياسي ، الذي كان سائدا في عهد المخلوع ، ولم ينبس عبد الحي ببنت شفة عن سلوكه وحكومته الظلامية القميئة وتطبيقه الخاطىء للاسلام والشريعة السمحاء ، فلقد خدش الاسلام بل جرحه ونزف كثيرا ، عندماكان سفك الدماء ، وقتل الانسان سهلا وممكنا وهينا ، لا لشيء الا لاختلاف الرؤى السياسية والفكرة .اين كان عبد الحي ، والشباب يتضرج بالدماء ، وتتمزق اجسادهم ، فيفارقون الحياة الدنيا ، ليست الان فقط ، بل منذ ان انشأت الانقاذ اول بيت للاشباح ، تخصص في التعذيب و(دق المسامير) والوقوف على الثلج لساعات ، كل ذلك باعتراف موثق ممن ذاق شتى صنوف التعذيب والعذاب ...
** كان عبد الحي موظفا في اكثر من هيئة تتبع لنظام الانقاذ والتي افترعها لا لهاء الشعب عن حقوقه ،ودعم بها حكمه طيلة التلاثين عاما ،ـ بانه كان حكما اسلاميا صرفا يتمسك بالشورى ، ويسير على نهج القران وبشرع الله الواحد ، لكن انكشف كل شيء بسقوط المخلوع ، فامتلات الصفحات بالاموال الموجودة بحوزته وشعبه جائع يتسول اللقمة بجانب الاموال المنهوبة والمكدسة في بنوك اوربا وسويسرا ، واطفال وطنه يموتون بسوء التغذية ، وتموت الامهات على اسرة الولادة ، وهو ينام على لحف من اليورو والدولار والاسترليني ، يعلم عبد الحي كل ذلك فهل هذا من الاسلام وتطبيق الشريعة الاسلامية في شىء ؟؟؟؟ وكلنا صغيرنا وكبيرنا يعلم مافعله الصحابة وحكت سيرتهم الناصعة الحق الابلج الوضاح ..
*** مناصب عبد الحي يوسف في الحكومة البائدة لاتحصى ولاتعد ، تراوحت بين مستشار وعضو في اكثر من هيئة ووزارة ، وبلغت حتى وزارة الداخلية التي كان عضوا في مجلسها الاستشاري !!!!!
** الثوار سيدي عبد الحي في محيط القيادة ، يتمسكون بالاخلاق ويتحلون بالادب ، يمثلون ممرات امنة بتشابك ايديهم لتسهيل الحركة في الميدان ، لكبار السن والاطفال والنساء والفتيات ، هذا وفي الامس القريب ، كانت كتائب الانقاذ وامنها يدخل البيوت بلا استئذان قهرا وغصبا وقسرا ، ولم تسلم غرف نوم النساء من التفتيش والدخول في جوفها ، هل اباح الاسلام والشريعة شيئا من هذا ؟؟؟ وعبد الحي موجود ولم نسمع له بمسيرة مليونية او نية في مسيرة طويلة تدين سلوك الانقاذ الوحشي البربري ، ولم يتقدم للزود عن حرمات البيوت والوطن !!!! ماله اليوم يحذر الشباب من الانجرار وراء السفاهات والتفاهات حسب قوله ، وهو يعلم علم اليقين ان محيط القيادة خال من هذه الاوصاف ، بل يدخل في قدسية اّمنه لكل من يجط رحاله فيها صبيا كان اوفتاة او طفل ...
** عبد الحي يوسف من رموز العهد الذي ذهب الى غير رجعة ، لكنه الان يريد ان يثير الفتنة، ويعيد اصحابه القدامى الى الواجهة ثانية، لخلخلة عقول البسطاء الذين الان هم في انتباهة كاملة ، وليبحث عبد الحي عن مسرح اخر ...
**انتهى عهد اداء فروض الطاعة والولاء ، فلقد اشرقت شمس يوم جديد ، تنحو نحو العدالة والسلام والديمقراطية والتعايش الديني والامان ، فلا مجال الان لاحد ليملي شروطه و(يصبها ) في عقول الشعب ، فلقد (صبها) الثوار في كلمتهم منذ ايام ، حين الانعتاق من عهد الظلام والكابوس الجاثم على الصدور ، فكانت الكلمةالامثل (صابنها ) في محيط القيادة ....
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.