المقالات
السياسة
وهل يستوي الذين ظلموا مع الذين ظلموا يا شيخ عبد الحي.؟
وهل يستوي الذين ظلموا مع الذين ظلموا يا شيخ عبد الحي.؟
04-30-2019 05:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

وهل يستوي الذين ظلموا مع الذين ظلموا يا شيخ عبد الحي.؟

طلب الشيخ عبد الحي في الاجتماع الذي حشد له ائمة المساجد في قاعة الصداقة بالخرطوم من المجلس العسكري الانتقالي الوقوف مسافة واحدة بين كل المكونات في الساحة السياسية، ويقصد قوي الحرية والتغيير وقواعدهم في اعتصام القيادة العامة ، وفلول النظام والاحزاب القراد التي تقف معه ! . اولا هل يحق لغير المسئولين في وزارة الشئون الدينية دعوة الائمة لاجتماع بجهة رسمية.؟

ثانيا : لماذا لم يقل الشيخ هذا الكلام لرأس النظام السابق وقد كان يقف مع فصيل من القوى السياسية هو المؤتمر الوطني والمتوالين معه، مع إقصاء لبقية القوي طيلة الفترة الماضية وقد كان من المقربين.؟ وللتوضيح الفصائل التي يقصدها الشيخ كتلتان : قوي الحرية والتغيير ومعهم بقية المواطنين من جموع الشعب السوداني الذين ظلوا طوال ثلاثين عاما يتحملون أشكالا من الممارسات والأفعال غير الإنسانية من نظام كان الشيخ من رموزه،. وبعد أن بلغ االظلم حدا لا يطاق خرجوا مطالبين بسقوطه واستمروا طيلة ما يقارب الخمسة أشهر في احتجاجات متواصلة توجوها بالاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش حتى سسقط ، والأخرى تضم النظام وحزبه وكل الذين وقفوا مع النظام من الأحزاب الموالية وشاركوه بالصمت ووبالافعال وولغوا معه في فساده و كل جرائمه الأخرى حتى سقطوا معه، وحتى عندما خرج الشعب الي الشوارع في حركة احتجاج ورفضا لهذا الكابوس وواجهتهم أجهزة النظام بالعنف وسقط منهم عدد من الشهداء استمروا في تأييدهم للنظام ولم يستنكروا الا قلة منهم إنسلخت من الحكومة.

هذا هو الموقف، فهل يريد الشيخ ان يساوي بين هؤلاء واولئك.؟ الفريق الأول هو فريق وقع عليه ظلم طيلة ثلاثين عاما،َ والفريق الثاني هو من مارس ذلك الظلم فأصبح هناك ظالم وهناك مظلوم .! والشيخ وهو فقيه مشهور في علوم الدين يعلم ما جاء في القرآن والسنة النبوية عن الظلم والظالمين، فماذا نسمي ما وقع للشعب ومعه هذه القوى التي انكر عليها الشيخ احقيتها في ثورتها التي فجرتها ضد هذا النظام وأعوانه والتي قدموا فيها ما يقارب المئة شهيد، أليس هو الظلم بعينه.؟ فقتل النفس ظلم، فكم من الأنفس قتل النظام .؟ في معسكرات العيلفون، ضباط رمضان، مجدي ورفاقه شهداء الجامعات ، اهل دارفور، جنوب كردفان، النيل الأزرق، سد كجبار، بورتسودان ، شهداء سبتمبر ٢٠١٣، واخيرا شهداء ديسمبر الذين لم تجف دمائهم من الاسفلت حتى اليوم،أليس هذا ظلم.؟ أليسالفساد الذي فشي في عهد النظام ظلم.؟ لأن فيه حرمان الآخرين من حقهم وتسخير موارد الدولة لصالح فئات معينة وحرمان الغالبية من الشعب حقوقهم . والتمكين لغير المستحقين أليس ظلما.؟ .. فقد شرد النظام الالاف من وظائفهم وقطع ارزاقهم ولم يترك لهم ما يعيلهم. وألم يكن تدمير مؤسسات الدولة العامة ظلم.؟ لانه حرم الدولة من عائدات اقتصادية تسهم في دخل الدولة وتحسين معيشة المواطنين. واليس بيع مؤسسات وطنية، هوالاخر ظلم.؟ لأنه جرد الوطن من مظاهر سيادته، و ممتلكات صاحبها هو الشعب، ومصادر عائدات لخزينة الدولة، ناهيك عن الظلمات التي وقعت على الأفراد طيلة الفترة الماضية، وهناك العديد من مثل هذه الممارسات قام بها النظام ومن يوالونه، فهل يقر الإسلام مثل هذه الأفعال..؟ ورغم ذلك لم يقل الطرف المظلوم اقتلوهم او اطردوهم ، كلما ما في الأمر أن المرحلة الانتقالية مرحلة لإصلاح ما خربوه، وطبيعي ان لا يكونوا جزء من هذه المرحلة . فمن قام بالخراب لا قدرة له على الإصلاح ، وقد كانوا في مواقع تمكنهم من القيام بما يصلح الوطن فلتكن هذه الفترة لمراجعة مواقفهم وضمائرهم استعدادا للإنتخابات بعد الفترة الانتقالية.

يقول الله تعالى ( ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات الي أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به أن الله كان سميعا بصيرا / النساء الآية ٥٨ ) فانت عندما تطلب من المجلس ان يقف على مسافة واحدة بين طرفين مارس أحدها فعلا انتهك به حقوق الطرف الآخر والذي يدخل في باب الظلم والعدوان، تكون ساويت بين الظالم والمظلوم، وهذا ليس عدلا فهل يستوي الذين ظلموا مع الذين ظلموا.؟ ودعوتك للمجلس للوقوف مسافة واحدة من جميع المكونات السياسية نفسها لا تتوخي العدل لأنها تتغول على حقوق الآخرين، فما حققته هذه الفصائل في الثورة تعود لهم وحدهم لان الطرف الآخر هو من قامت الثورة ضده لافعاله٠ التي اضرت بالوطن والعباد فلو كنت قلت هذه الكلمة من قبل للنظام السابق لقلنا ان هذا موقف مبدئي لك ولن نلومك .

د. الصادق محمد سلمان
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 678

خدمات المحتوى


د. الصادق محمد سلمان
د. الصادق محمد سلمان

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة