الماركة السودانية
04-30-2019 08:58 PM
العصب السابع
شمائل النور
بيانان على التوالي، من الجبهة الثورية. الثورية تتهم حلفاءها في "إعلان الحرية والتغيير" بتجاوزها في التفاوض مع المجلس العسكري، والجبهة الثورية التي هي طرف رئيس في تحالف "نداء السودان" الذي يجمع الحركات المسلحة مع بعض الأحزاب، فاجأت الناس ببيانها أمس.
المفاجأة ليست في كونها تتهم حلفاءها، وتصدِّر للرأي العام بوادر انشقاق، بل؛ إن المفاجأة مصدرها، أن الجميع كان يعتقد أنَّ الحركات المسلحة طرف رئيس، وعلى رأس وفد التفاوض مع المجلس العسكري.
غير أنَّ الجبهة الثورية؛ اتضح أنَّها تشكو التجاوز، وتتهم حزب الأمة بالتغوُّل، وتدعو لاجتماع عاجل لـ"نداء السودان" لحسم التجاوزات.
إذا توصَّل وفد التفاوض من قوى الحريَّة والتغيير مع المجلس العسكري لأي اتفاق دون الحركات المسلحة، وحسم قضايا الحرب والسلام، فهذا اتفاق بلا قيمة أياً كانت قيمته.
ملف الحرب التي أهلكت السودان، ينبغي أن يكون الأولوية القصوى، بل هو القضية الأولى.
بعد سقوط البشير مباشرة؛ تساءل كثيرون، لماذا لم يحضر مِنَّاوي، وجبريل، والحلو، وعرمان، وعقار..؟! وهو سؤال موضوعي جداً!! فالبلاد دخلت مرحلة جديد بسقوط البشير، لكن يبدو أن الإجابة عسيرة ولم يَحِن وقتها بعد.
صحيح أنَّ هناك ماركة سودانية خالصة في المشهد السياسي السوداني. الخلافات المستمرة والمرحَّلة، الانقسامات المستمرة.. ثم الإصرار المستمر على تحالفات كأنَّها قائمة بالأساس على خلافات الأحزاب.
وظلَّت هذه التحالفات حجر عثرة كبير أمام العملية السياسية ككل، وما يحدث الآن ــ منذ سقوط البشير ــ يبيِّن بجلاء هذا التعثَّر.
الوضع لا يحتمل مزيداً من تجزئة القضايا، أو ترحيل بعضها، وعلى رأسها قضية السلام، والتوزيع العادل. هذه الثورة هي فرصة تاريخية نادرة للخروج من الأزمة المتراكمة منذ استقلال السودان.
هذا الشارع لن يقبل بحلول جزئية، أو محاولة ترضية. الشارع الذي واجه نظاماً وحشياً ودموياً حتى خلع المستبد.. بإمكانه أن يخلع الذي يليه.
يبدو أن الجميع لا يزال في حاجة لفهمٍ أعمق لهذا الشارع.
التيار
|
خدمات المحتوى
|
شمائل النور
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|