المقالات
السياسة
المجلس العسكري مع الثورة أم ضدها؟!
المجلس العسكري مع الثورة أم ضدها؟!
05-01-2019 09:38 AM

شيء من حتى

د. صديق تاور كافي

* لغة المجلس العسكرى الإنتقالى خلال المؤتمر الصحفي اليوم و قبله تصريحات متحدثه الرسمى، شمس الدين كباشى، تؤشر مفارقة كبيرة بين ما يقوله هؤلاء و ما يخططون له. فى الجلستين الأولتين مع وفد الحرية و التغيير قال المجلس أنهما شركاء فى مواجهة أزمة البلد و ليسا طرفين مختلفين. و كانت اللغة أقرب للتوافقية رغم وجود إختلافات.

* ولكن تلاحظ منذ الأمس إلقاء كل اللوم على قوى الحرية و التغيير، و تحميلها تعثر المفاوضات، و تعطيل مصالح المواطنين، و الإمتنان بأن قادة المجلس كان بمقدورهم منع الناس من الوصول للقيادة العامة، و أنهم حموا المعتصمين، و لم يصوبوا نحوهم طلقة واحدة و هكذا و هكذا، قبل التقليل من تمثيل قوى التغيير للثورة و الشعب السودانى.

* هذه اللغة فيها إستعلاء من أعضاء المجلس لمفاوضيهم، من زاوية أنهم يمتلكون أدوات القوة و بإمكانهم إستخدامها إذا لزم الأمر، و فيها تهديد مبطن و إمتنان على الشعب الأعزل بموقف المؤسسة العسكرية من الثورة و الثوار. و لكن لم يسأل هؤلاء أنفسهم، هل كان بمقدورهم إسقاط البشير و نظامه، لولا المواجهات اليومية بين هؤلاء المدنيين و آلة قمع النظام المباد طيلة الأشهر الأربعة الماضية. و ما هو واجب الجيش إذا لم يحمى الشعب.

* أى جيش هذا الذى يقبل أن تتوجه بندقيته إلى صدور شعبه، الذى يدفع ثمن البندقية و الرصاصة و البزة و البوت و السيارة و الدبابة و إمتيازات القادة وكل شئ من كده و عرقه. يبدو أن قادة المجلس العسكرى قد نسوا أن هذا الشعب المنتفض هو من يدفع ذلك بالضرائب و الجمارك و الأتاوات و الجبايات.

* ثانيا تأخير الخروج من حالة ما بعد سقوط عمر البشير و نظامه يسأل عنه المجلس العسكرى أولا، بتصرفاته المستفزة المتكررة للشارع المنتفض، من مماطلات و مطاولات و مراوغة، و كأنما هم فى ساحة معركة، يمارسون التكتيك و الخداع و الإستدراج و الحرب النفسية و غيره من وسائل الحرب. نسوا أنهم يتعاملون مع شعب هو شعبهم و ليس شعب مستورد من كوكب آخر. شعب له إرادة و تطلعات و حقوق، و ليس قطيع أغنام نجمعه وقتما نريد و نفضه وقتما نريد.

* على الرغم من تأكيدات قادة المجلس بإنحيازهم للثورة و أهدافها، إلا أنهم عمليا يعرقلون خطواتها، بإصرارهم على إستصحاب أعداء الثورة من فلول النظام السابق و حلفائه و رموزه و فقهائه، الذين سقطوا معه جميعا، فى عملية الإنتقال السياسى التى فرضتها الثورة. و هذا السلوك هو الذى يستفز مشاعر الذين قدموا الشهيد تلو الشهيد حتى خلصوا البلاد من عمر البشير و نظامه.

* أسقط الشعب عمر البشير و نظامه من أجل نظام جديد مختلف كلية، و ليس من أجل إستبدال إستبداد بإستبداد، و لا من أجل تغيير أشخاص و وجوه. بل من أجل تغيير نظام كامل برموزه و سياساته و قوانينه و دولته العميقة.

* أخيرا على قادة المجلس أن يدركوا أن الثورة ليست فقط فى حرم القيادة العامة و محيطها. هى فى الأحياء و القرى، و فى المدن التى لم تكتف بالإنتفاض فى مكانها بل توالت وفودها بالقطارات و البصات من مدن السودان المختلفة.

* و هى فى مواقع العمل و الجامعات و المستشفيات و المدارس و المصانع و فى بلدان الإعتراف و الهجرة، و فى معسكرات النزوح و فى كل بيت سودانى شريف. و أى تعطيل لمسار الثورة هو تواطؤ مع أعدائها من فلول النظام المدحور.





تعليقات 4 | إهداء 0 | زيارات 751

خدمات المحتوى


التعليقات
#1827227 [Hashim aleheimir]
0.00/5 (0 صوت)

05-02-2019 06:42 AM
البعض منا يعثقد ان المجلس العسكرى فى
صف الشعب وهذا الإعتقاد اما أن يكون مرده
جهل أو تغبيش للعقول وضحك على الذقون.
لا أعتقد أن د. صديق شخص جاهل و الله
شافوهو بالعقل يا دكتور بإختصار شديد أى
ضابط وصل رتبة عميد معناه وصوله لدرجات
الكوزنه العليا ويرفع عنه القلم الكوزانى حتى
وان اشتمت منه رائحة تمرد (قوش وبشير
آدم الخ..).
طلع بس تاجر الإبل الذى مسح سوءاته على
البدلة العسكرية للخلاقه عمر حسن البشير
وهو يتسلق للأعلى. الأطفال يعلمون أن
المجلس العسكرى هو فضلات البشير الآدمية.


#1827031 [لا لحكومة العسكر]
0.00/5 (0 صوت)

05-01-2019 10:52 AM
شكراً د. صديق تاور فقد أوفيت بهذا التحليل الرصين ويبدو أن المجلس العسكري من ورائه جهة خارجية تملي عليه ما تريد وهي بالوضوح السعودية والإمارات وحتى قبول استقالة أعضاء المجلس الثلاثة ربما كان بمباركة هذه الجهات لا لشيء إلا لأن زين العابدين وجلال والطيب بابكر محسوبون على الإخوان المسلمين وهذا ما لا تريده هذه الجهات الخارجية. المجلس العسكري وخاصة رئيسه مغلوب على أمره قلوبهم مع أصحابهم المعتقلين في كوبر ولا يريدون لهم محاكمات ولا قلاقل وهم يحاولون الالتفاف على حكومة قوى الحرية والتغيير حتى لا تصبح قوية وتحرجهم مع زملائهم المجرمين.


#1827023 [tag.]
0.00/5 (0 صوت)

05-01-2019 10:26 AM
المجلس العسكرى اصبح تحت الوصاية المصرية يوجهم السيسى حيث يشاء كأنما السودان
ولاية جنوبية لمصر وكل ذلك ارضاءا لشركاءه الخليجيين .


#1827014 [أبوعلي]
0.00/5 (0 صوت)

05-01-2019 10:05 AM
كثيراً ما ينخدع الناس بالمظهر العسكري ويعتقدوا أن تحت القبة يرقد الفكي ، ويظهر جلياً لنا من مماطلات المجلس العسكري الأنتقالي أن المعارضة تحاور ثلة من العسكريين الكذابون وعلي رأسهم البرهان.

تجلت عدم الأحساس بالمسئولية والوطن الكبير في آخر تصريح للناطق الرسمي بإسم مجلسهم ، وبإسم الحفاظ علي الأمن وعدم السماح بالفوضي التي عددها الوصولي حميدتي يريد المجلس خداع الشعب السوداني المعلم أن ما سيسفر عنه المستقبل من خبثهم يجب أن يفهم داخل إطار الحفاظ علي الأمن وعدم السماح بالفوضي...!!؟؟

وهنا نسأل أعضاء المجلس العسكري فرداً فرداً ، أين كنتم لتمنعوا فوضي الشركات المسجلة بإسم الجيش ونهبها للمال العام بإسم الجيش...؟؟ أولستم حريصون علي الحد من الفوضي كما تمليه عليكم طبيعة عملكم ...؟؟ أم كنتم شهداء عليها وأغمضتم أعينكم ...؟؟ يا تري ماذا كان الثمن في الأخيرة...؟؟

أين كنتم حينما كنز المخلوع وأخوانه مال الوطن علي بعد أمتار منكم...؟؟ إن لم تكونوا علي علم فهي والله الأدهي والأمر وهي تعني أنكم مجموعة من الحمقي والأغبياء المغرر بهم ، أما إن كنتم تعلمون بالأمر ولم تقوموه فأنتم جبناء لا تستحقوا البزة العسكرية التي ترتدونها.

يا مجلساً عم بالرجال المهزوزين والمترددين. إن الثورة سوف تجتاحكم وهذا نراه رأي العين ، فالثوار ليس بين صفوفهم آكل مال الوطن والنفعي والمتسلق ، إن بين صفوف الثوار من فقد صديقه أو إبنه أو أخوه وذكراهم هي زاده للمضي قدما.


د. صديق تاور كافي
د. صديق تاور كافي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة