المقالات
السياسة
الخيار في حسم المجلس العسكري
الخيار في حسم المجلس العسكري
05-01-2019 03:41 PM

إن قيادة قوى الحرية والتغيير أظهرت ضعفاً شديداً لم يكن متوقعاً ولا مبرراً في هذه الفترة الحساسة من عمر الثورة، ولا يتناسب مع عنفوان الثورة وشدتها التي انتظمت كافة فئات الشعب السوداني بمختلف أقاليم البلاد. لقد بدأ اليأس يدب في صفوف الثوار بسبب الأسلوب المهادن الذي ظلت تمارسه قيادة قوى الحرية والتغيير في تعاطيها مع المجلس العسكري، وكان من المفترض على هذه القيادة، بدلاً من التفاوض مع المجلس العسكري، أن تطالبه في حزم شديد بضرورة تحديد موقفه تجاه الثورة بكل وضوح، ما إذا كان قد إنحاز إليها أم أن ظهوره على الساحة بفعل انقلاب عسكري غير معلن هدفه قطع الطريق أمام الثوار؛

إن جموع الشعب السوداني الثائرة التي إلتفت حول قوى الحرية والتغيير، هي التي أسقطت النظام البائد بعد أن سالت دماء سودانية غزيرة مهدت الطريق لهذا الانتصار. وإذا كان المجلس العسكري قد انجاز للثورة كما يدعي رئيسه ونائبه، فإن انحيازه يعني الإقرار التام بإعلان قوى الحرية والتغيير، وبالتالي يصبح من واجب المجلس العسكري تسليم السلطة لمجلس سيادة مدني وافساح المجال له ليقود الفترة الانتقالية وفقاً لإعلان قوى الحرية والتغيير الذي تراضت عليه كل القوى وقد اعترف المجلس العسكري نفسه بقوى الحرية والتغيير باعتبارها الجهة الرائدة والقائدة للثورة؛

إن موقف المجلس العسكري لا يزال مبهم وغير واضح، ففي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس المجلس ونائبه على الملأ بأن تكوين المجلس لم يكن نتاجاً لانقلاب عسكري، فإن بقية أعضاء المجلس صرحوا في الفضائيات بأن المجلس لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة، مما يعني بالضرورة أن المجلس سيحتفظ بالسلطة خلال الفترة الانتقالية رغم أنف إعلان قوى الحرية والتغيير، مما يستتبع بالضرورة قيادة المجلس للفترة الانتقالية برؤيته هو وليس رؤية الشعب الثائر الذي هو في حقيقة الأمر مصدر كل السلطات في الدولة؛

ولا ندري على ماذا يتفاوض قادة الثورة مع المجلس العسكري كل هذا الوقت، فإن لم يكن المجلس راغباً في تسليم السلطة إلى مجلس سيادة مدني، وأنه يصر على الاحتفاظ بالسلطة السيادية حتى تسليمها لحكومة منتخبة، كما صرح بذلك أعضاؤه في مؤتمرات صحفية على الفضائيات، فإن هذا المجلس – رغم نفي رئيسه ونائبه – إلا أنه نتاج لانقلاب عسكري غير معلن يهدف إلى قطع الطريق أمام الثورة، وبالتالي يجب التعامل معه على هذا الأساس. إن الثورة فعل، وعلى ذلك ينتظر الثوار الأفعال وليس الأقوال، ومن هذا المنطلق يفترض أن تحسم قيادة الثورة هذا المجلس العسكري وتنهي حالة المهادنة الجارية التي إن طالت أكثر من ذلك ستفقد الثورة بريقها وعنفوانها وحماستها على أقل تقدير إن لم تنسفها بالكامل؛

إن الثوار لن يصبروا كثيراً على حالة المهادنة الجارية، فإن لم تكن قيادة الثورة قادرة على التعاطي الصحيح مع متط





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 736

خدمات المحتوى


طارق زين العابدين
طارق زين العابدين

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة