هل هؤلاء الرجال (مستهبلون)؟!
05-01-2019 05:28 PM

@ في الاسبوع الاول لإنقلاب الانقاذ ۱۹۸۹ ، كان العقيد محمود قلندر رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة ، قد كتب موضوعا مثيرا حول هوية الانقلابيين بمجلس قيادة الثورة برئاسة المخلوع حاليا العميد وقتها عمر البشير ، كان الموضوع بعنوان (هل هؤلاء الرجال جبهة) ، السؤال الذي لم تلتبس اجابته منذ البيان الاول على غالبية افراد الشعب السوداني المتابع للمشهد السياسي الملتهب بسبب الجبهة القومية الاسلامية . مقال العقيد قلندر لم يخرج من إطار العملية التمويهية المتناسلة عن الخديعة الكبرى بذهاب عراب الانقلاب (الترابى) للسجن حبيسا و توجه المخلوع (البشير) الى القصر الجمهورى رئيسا لتتكشف بعد ذلك أكاذيبهم المتواترة من منطلق أن (الحرب خدعة) او هكذا يقتضى فقه الضرورة الذي زينوا به كل موبقاتهم و جرائمهم.

@ لأن الشعب السوداني يدرك حقيقة هؤلاء (الاخوان) وتفكيرهم القاصر عن التجديد و الابداع و اعتمادهم على مقولة (البِتَغْلِبُو العَبُّو) كرروا ذات مشهد إجهاض انتفاضة مارس ابريل بانقلاب مجلس عسكري سوار الذهب الذي اعادوه الآن ب (ضبانته) بانقلاب ابنعوف/البرهان ، بل ذهبوا أكثر من ذلك بفرض دكتور الجزولي دفع لله و بالتالي نفذوا بجلدهم من تصفية آثار مايو شعار الانتفاضة الذي كان سيضعف سلطانهم و امبراطوريتهم المالية و الامنية التي اعتمدوا عليها في انجاح انقلاب الانقاذ في ۳۰ يونيو ۱۹۸۹ . ما يحدث من لكلكة و لعب بالزمن من قبل مجلس البرهان ما هو إلا إصرار للسير في تجربة الانتفاضة السابقة الى درجة أنهم يحتفظون بجزولى دفع لله (أخر) يريدون فرضه باسم ۱۲۷ حزب فكة وتنظيم سياسى في حالة تجاوز خلافات تشكيل مجلس السيادة مع قوى الحرية و التغيير.

@ في كل مرة تفضح قوى الحرية و التغيير الطريقة الساذجة والفطيرة لتفكير المجلس العسكري الانتقالى الذي لا يملك سرعة البت في القضايا المطروحة قبل أن يحيلها لمجلسهم (العميق) خلف الكواليس ، للتفكير و البت بالانابة عنهم . هذا المجلس لم يفصل حتى الآن في قضية خلافية واحدة في وقتها و من داخله دون ارجاءها لليوم التالى و هذا سر ضعف المجلس الذي إكتشفه تجمع الحرية و التغيير منذ الوهلة الاولى التي اوكلوا فيها عمل اللجنة السياسية للكوز الفريق اول ركن عمر زين العابدين (ضعيف القدرات) ، فضح تركيبة المجلس و طريقة تفكيرهم و تصريحه (الثمين) بأنهم في المجلس لا يحملون أى رؤية للحكم ،كشف أنهم مجرد واجهة لمن لهم رؤية يقشرون بها في المجلس الذي بات الجميع يدرك انهم امتداد للنظام القديم الذي وجد في هذا المجلس ما لم يجده من رئيسهم المخلوع من أمن و طمأنينة و استرخاء . تجمع الحرية و التغيير اربك حسابات المجلس العسكري ، يوم أمس عندما لم (يجارى) المجلس باللعب والغرق في شبر ، نِسَب التمثيل في المجلس السيادى ليطرح رؤى متكاملة حول الجانب الاهم المتعلق بصلاحيات المجلس السيادي و دوره المستقبلى حتى لا تترك به ثغرات تتسلل منها الضربات المحتملة لإجهاض الثورة ولعل هذه ضربة معلم ستجعل المجلس يتردد في اتخاذ أى خطوة بمفردهم.

@ لا أحد يحتاج لأعادة السؤال الذي طرحه العقيد محمود قلندر (هل هؤلاء الرجال جبهة؟) نظرا لأن الاجابة بديهية، هؤلاء الرجال (كيزان)عديل لأن تنظيم الجبهة الاسلامية القومية لم يعد له وجود والاصل في إسم الكيزان الذين يتشكلون كالحرباء في كل مرحلة و لهذا فالسؤال الآن حول إستهبالهم لأنهم كيزان ، ظل تفكيرهم متوقف في محطة ۳۰ يونيو ۱۹۸۹ ، لم يستصحبوا أي متغيرات و تراكمات كمية و نوعية حدثت خلال ۳۰ عاما للشعب السوداني الذي انفجر بسببهم في ثورة عارمة اصبحت أيقونة لثورات العالم وليس صدفة أن يتم ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام بالإضافة الى تقديرات الحشد في ليلة النصر الذي قدر باكثر من خمسة ملايين سودانى (ثُمن سكان السودان) أدخلوا الثورة السودانية موسوعة جنيس العالمية لأكبر تظاهرة شهدها العالم علاوة على أضخم صلاة جمعة شهدها العالم الاسلامى تفوق مصلين حجاج البيت الحرام عند أداء مناسك الحج.

@ المتغيرات الداخلية عظيمة ، من الهتاف الذي دخل العالمية و اصبحت شعوب العالم تستعيره من ثورتنا ، في فرنسا و الجزائر و في مصر و غيرها و كذلك المقدرات العالية في ادارة و تأمين و المحافظة على أطول إعتصام لا يتوقع انفضاضه قريبا ، الأحداث الثورية متجددة يوميا بشكل احبط التفكير المضاد الذي يلعب على عامل الزمن و بث روح الاستسلام و اليأس ليصبح الترياق المضاد ، شعار المرحلة (سقط ما سقطت ، صابنها) ذلك الشعار الذي و على حد قول اعداء الثورة (أصابنا بالياس) ، شباب الثورة (نفسهم طويل ما بنقدر عليهم) وليس لديهم ما يخسرونه ، لا يمكن معاداتهم لأنهم يحتفظون لأعدائهم بالرد المناسب و في الوقت المناسب ، يكفي ما حدث لذلك الداعية (ابو التفتاف السلفي) (السفيه) مسيئ الادب، جعلوه عبرة و أصغر من سمسة حتى قال (الرووب) يرتعد رعبا كما شاهده العالم .أما السلفي الآخر فقد إعتذر سريعا عبر خطبة من منبر مسجده بلا مصلين و في وقت لا صلاة فيها . نؤكد ، هذا الجيل ما (بتقدروا عليهو) لأنهم شفاتة. على المجلس الكيزانى الحاكم ، وقف المناورات والمراوقة و اضاعة الزمن بالإبقاء على المستقيلين من ثلاثي عضوية مجلسهم المغضوب عليهم ، و تأكدوا أن دولة نظامكم، زالت و لا تفكروا في إعادة المأساة من جديد و لا تتحدوا هذا الجيل (المارق ليها) ، راكب رأس و ليس لديه ما يخسره غير أعلالهم ، نذكر ، الحصة و طن و بطلوا استهبال.

الجريدة





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1008

خدمات المحتوى


التعليقات
#1827433 [عبدالماجد قنديل]
0.00/5 (0 صوت)

05-02-2019 04:00 PM
صدقت يا أستاذ وراق ...أما بالنسبة لمقالات استاذنا الكبير قلندر كنت شهودا عليها فقد كنت عمل بمجلة الأشقاء أيام الديوقطراطية بعد أسقاط نظام نميري وكان الأستاذ قلندر يكتب في المجلة أخبار القوات المسلحة في ساحات الوغي
ولما سطا الكيزان على السلطة وخدعوا الناس ( القصر ـ السجن ) الكذبة المعروفة التي بدأوا بها عصرهم المظلم ... ماجعل أستاذنا قلندر يتشكك في أمرهم وبدأ تساؤله الذي عبر عنه في مقالاته الشهيرة وقــد كان طلب مني التعاون معه في عملية التصحيح اللغوي للجرية ( فقد كنت مصححا بالأشقاء ) . فلبيت الطلب فأمثال قلندر لايرفض له طلب وقــد حظيت بتصحيح تلك المقالات وأشهد الله أني كنت كنت مستمتعا بالأسلوب والتناول العميق السلسل ..
أذكر أنني دخلت عليه مكتبه وقــد بدأت الرؤية تتكشف رويدا رويدا وقد بان أتجاه الأنقلابيين وأنهم جبهــه حتى النخاخ
ذهبت اليه ممازحا وقلت له ( هل هؤلاء الرجال جبهـــة ؟؟؟؟) وممازحا قام وطلب منى أن أكف ... ماهي الأ أيام قليلة وترك العميد الأستاذ قلندر البلاد وسافر الى أمريكا لتحضير الدكتوراة ... متع الله الأستاذ قلندر بالصحة والعافية
ولك التحية أخي وراق وربنا ينصر الثوار ويدحر تجار الدين اللصوص المارقين وعاش السودان حرا أبيا


#1827201 [متسائل]
0.00/5 (0 صوت)

05-02-2019 02:05 AM
أشفيت غليلنا يا وراق فلقد قلت كل ما في صدورنا .


حسن وراق
حسن وراق

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة