إقتباس//
فالرجل يتمتع بذكاء خارق ونظرة ثاقبة وبعيدة استطاع بها الصعود الي سدة الحكم في السودان فالرجل جمع مابين الحكمة البدوية والروح العسكرية فاستطاع ومن خلال المناورات خلق قاعدة شعبية طيبة في وقت وجيز وذلك بسرعة الحسم واختيار الحديث المفيد المختصر البعيد عن اي تضليل سياسي...//
لم يصعد حميدتي إلي سدة الحكم ولم يتمتع بالمكانة التي يجدها اليوم بسبب ذكاءه الخارق أو نظرته البعيدة ، يتمتع الرجل بروح القيادة نتفق معك ولكنه لا يتمتع بالذكاء العسكري والدليل علي ذلك أنه صرح بأنه يستلم المال مقابل وجود قواته في اليمن ..!!؟ وهذه بلاهة ورط بها نفسه ومن معه
جاء حميدتي برتبة فريق أول إلي الجيش لأن أصحاب القرار في المؤسسة العسكرية كانوا في حوجة لحل سريع لمشكلة تمرد دارفور ، ولم تجد قريحتهم الهزيلة والتي كانت عتاني من هيمنة حزب المؤتمر الوطني بحل للمشكلة في إطار الوطن الواسع العريض ، ولكنهم أتوا بحميدتي كحل عسكري سريع لكبح جماح تمرد دارفور.
لحميدتي شخصية وثابة لم تجد بيئة صالحة لتكون مفيدة ، وحينما رأي حميدتي هزال كبار الضباط في المؤسسة العسكرية سارع بتعظيم دوره فيها ليكون فيها صاحب قرار ورقم يصعب تجاوزه.
إن التربية العسكرية بها تعقيدات يجهلها حميدتي ، وأكثر تعقيداتها الأقدمية بين ضباط الجيش (Seniority) ، فالأقدمية المطلقة أي أقدمية التخرج من الكلية العسكرية هي التي تحدد توالي فرص القيادة في المؤسسة العسكرية ، ويأبي جميع الضباط أن تمس الأقدمية أو يتم العبث بها ، فلا يجد الضابط الذي وصل لقيادة ما بالمحاباة أو الواسطة الأحترام بين مرؤوسيه.
في حرب الجنوب خالف العساكر أوامر قادتهم لما حسوا أنهم ليسوا أكفاء لقيادتهم ، ويأبي العسكري الأنصياع لقائده إذا ما لمس فيه نزعته القبلية أو الجهوية وهذا ما يتشرب به حميدتي حتي النخاع. إذن هو لا يصلح أن يكون قائداً في الجيش بهذا التاريخ المشين والمليء بالحروب القبلية.
نحن نهفو لحكومة مدنية تضع لحميدتي حداً حتي لا يظن ظان أن إحترام تراكم الخبرات أمر غبي لا يستحق التقدير...!!