المقالات
السياسة
البيان بالعمل
البيان بالعمل
05-02-2019 12:24 PM



شيء من حتى! .. د. صديق تاور كافى



قطع المجلس العسكري الانتقالي اليوم بالوفاء للثورة، وعدم إطلاق رصاصة واحدة نحو الشعب. وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها أعضاء المجلس، بدءاً من رئيسه الفريق عبد الفتاح البرهان، انحيازهم للثورة وأهدافها وجماهيرها. ويأتى هذا التعبير في ظل تعثر المفاوضات بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير، ونبرة خشنة ولغة استفزازية من بعض أعضاء المجلس ضد المعتصمين وقيادة الحرية والتغيير، أدت إلى زيادة التوتر والشكوك في نوايا قادة المجلس الحقيقية.

بمنطق العسكرية البسيط ف(البيان بالعمل)، وليس بالأقوال. والوفاء للثورة هو ببساطة شديدة في الالتزام بتحقيق أهدافها التي من أجلها اندلعت، وقدم الشعب من فلذات أكباده عشرات الشهداء، وليس بمهادنة فلول النظام الساقط وحمايتهم وتأمين عودتهم من الشباك.

* لقد اهتزت ثقة الملايين من جموع الشعب السوداني المنتفض في المجلس العسكري، بعد أن لاحظوا الحرص اللافت للنظر منهم في التساهل مع رموز النظام السابق، وحرصهم على عدم المساس بركائزه وقوانينه وأجهزته الأمنية ورؤوس دولته العميقة الفاسدة.

* هرول المجلس منذ يومه الأول لبقايا النظام المدحور ممن أسقطتهم الثورة، مع المؤتمر الوطني المدحور، يطلب منهم تقديم رؤاهم في المرحلة الانتقالية، ويلح عليهم أن يكونوا جزءاً من ترتيباتها، مع علمه المسبق بأنهم حتى لحظات سقوط عمر البشير ونظامه وحزبه كانوا يسبحون بحمده ويهتفون له (تقعد بس)، و يحتشدون له في الساحة الخضراء ويدلسون و(ينجرون) له الفتاوى الشرعية التي تحلل له البطش والتجبر والتفرعن على الشعب. سقطوا معه من داخل القصر والوزارة. مع ذلك كانت أولوية المجلس هي إقحام هؤلاء في التغيير الذي أنجزته الثورة، وليس تحقيق أهداف الثورة ومطالب الثوار.

* ثم سعى المجلس لرؤوس الفتنة من فقهاء السلطان وصنائع الطاغية ونظامه، يدعوهم ليقولوا رأيهم وهم الذين ما فتئوا يزينون الباطل لسيد نعمتهم ليل نهار، ومن بينهم من أفتى بعدم جواز التظاهر السلمي، ومن أفتى بقتل المتظاهرين.. وهكذا. وظل عناصر النظام المقبور على رأس مواقعهم الرسمية التي وضعهم فيها الطاغية المخلوع، بل يتصرفون براحتهم كأن شيئاً لم يكن!
الواضح أن المجلس العسكري أراد أن يستقوي بفلول النظام الساقط وصنائعه، لفرض سيطرته على الشعب.

* مطالب الثورة أوضح من الشمس لمن أراد أن ينفذها. مطلبها الأساس دولة المؤسسات والقانون لا دولة الفساد والاستبداد والتمكين. دولة السودان لا دولة الكيزان. هذه الدولة هي بطبيعة الحال تتحقق بسلطة مدنية لا بسلطة عسكرية كما كان يفعل المخلوع لثلاثين عاماً، أو كما يريد المجلس أن يمدد لها لعامين وربما أكثر.

إذا كان المجلس العسكري صادقاً فيما يقول فإن الوفاء للثورة والشعب وأرواح الشهداء، هو بإختصار طريق المداولات والعمل سوياً من خلال سلطة مدنية تدير البلاد فيها تمثيل عسكري مناسب لأغراض الأمن والدفاع، تعمل بروح الفريق الواحد من أجل إخراج البلاد من عنق الزجاجة الحالي.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 456

خدمات المحتوى


د. صديق تاور كافى
د. صديق تاور كافى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة