المقالات
السياسة
أعداء الثورة
أعداء الثورة
05-02-2019 10:42 PM

أنا وغيري على يقين تام بأن ثورتنا الآن على المحك. فهناك أعداء ألدّاء يتربصون بها لانتزاع سلاحها الفعّال «السلمية» الذي انتصرت به على أعتى نظام دكتاتوري في المنطقة العربية والأفريقية. فهؤلاء يريدون جرّها إلى العنف لتبرير قمعها وإخمادها، وهذا العدو المتربص يتخفى في مؤسسات النظام المخلوع ودولته العميقة، وهناك أيضاً المجلس العسكري الذي يحاول احتواء الثورة ووضعها تحت إبطيه ليسهل بعد ذلك تجييرها وتمييعها وتشتيت أهدافها بمباركة إقليمية ودولية تخطط لابتلاع السودان وجره إلى محورها لتستولد من المجلس «سيسي» آخر، وهناك أيضاً طائفة من أصحاب المررات والضغائن الذين يريدون «فش غبينتهم» وأخذ القانون باليد والانتقام، وهناك مردة الفوضى وشياطينها الذين لا يستمتعون بالعيش إلا تحت ظلال الفوضى.

إذن.. هذه كلها محكات ومطبات قاسية جداً في طريق الثورة، فلابد من إدراك مخاطرها بوعي، كما أن الإمعان في إقصاء الآخر واختزال حق الطرح والرؤية لفئة محدودة، يزيد من تعقيدات المشهد الملتهب..

ولتجنب خطر تلك المطبات والمحكات التي تترصد الثورة لابتلاعها، يتوجب على قوى الحراك الثوري التشديد على سلمية الثورة، وتواصل الاعتصام بالطريقة السلمية المشرفة التي نشاهدها يومياً في الميدان. فالاعتصام بهذه الطريقة السلمية هو السلاح الأمضى لهزيمة كل الأجندات الشريرة في الداخل والخارج..

ثمة سؤال جوهري أوجهه للمجلس العسكري: إذا كان المجلس حريصاً على فض الاعتصام وعودة الحياة إلى طبيعتها، وإنهاء حالة السيولة الأمنية الحاصلة الآن، فلماذا لايسلم السلطة للقوى المدنية كما وعد، فما الذي يضيره من أن يكون المجلس السيادي مناصفة بين العسكريين والمدنيين؟! في رأيي إصرار المجلس على الهيمنة يبرر كل المخاوف التي أشرتُ إليها في صدر هذا المقال، ويزيد من علامات الاستفهام، ويزيد الشكوك في نواياه، فما التردد من تسليم السلطة لحكومة مدنية من التكنوقراط خاصة أن هناك اتفاق تام على عدم مشاركة أي حزب سياسي في الحكومة الانتقالية مهما كان كسبه في معترك الثورة.

من مولانا د. محمد حسن محجوب

هاتفني مولانا د. محمد حسن محجوب «وكيل نيابة»، وهو عم الشهيد سليم محمد ابوبكر الذي استشهد في السادس من ديسمبر 1989 كأول شهيد في الحراك الثوري في مواجهة انقلاب 89 إبان مظاهرات جامعة الخرطوم التي استشهد فيها من الطلاب الشهيد سليم محمد ابوبكر، ومن الطالبات الشهيدة التاية أبو عاقلة، وأضاف مولانا محجوب أن «سليم « استشهد مع الشيدة التاية في نفس اللحظة عندما اقتحمت قوات الشرطة والأمن حرم الجامعة وأطلقت الرصاص وأن الشهيدين كانا يقفان قرب شجرة بشارع المين وأصابهما الرصاص واستشهد «سليم» في الحال وحُملت الشهيدة التاية إلى المستشفى وأسلمت روحها هناك. وقال إنه ذهب إلى مستشفى السلاح الطبي ودخل المشرحة باعتباره وكيل نيابة فوجد الشهيدين سليم والتاية مسجيان وتم تشريح جثتيهما وحضر أهل الشهيدة التاية وأخذوا جثمانها وسافروا به ليلاً وسُلم لهم جثمان الشهيد سليم في الصباح.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الانتباهة





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 638

خدمات المحتوى


أحمد يوسف التاي
أحمد يوسف التاي

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة