عيون ولسان الإعلام تجاه ثورتنا
05-03-2019 10:48 AM
محمد عبد الله برقاوي
الإعلام المعاصر وبمختلف أشكاله والوانه لم يعد ناقلاً للخبرعن مصادره فقط بل هوصانع للأحداث بمشاركته الفعالة في نقلها و تحليلها بل وتحويرها أحياناً . فليس هنالك إعلام مطلق الحرية أوكامل للحيادية فكلٌ يغني على ليلى مكامن تمويله أو أفكار داعميه .ولا يعني هذا كله بالطبع أن نعمم الحكم على إطلاقه لان هنالك من المؤسسات ما يتوخى الموازنة بين تبعيته وتحقيق الحرفية المعقولة التي تكسبه مساحات واسعة من المصداقية !
ثورة ديسمبرابريل التي صنعتها الجماهير السودانية هي احدى الأحداث التي فرضت نفسها على الإعلام الإقليمي بصورة مكثفة واستطاعت وسط إنشغال العالمي منه بقضايا النزاعات الآخرى واستقطابات المصالح بين الدول الكبرى أن تفتح ثغرة في المسامع وتشد العيون و بالتالي تجعل إسم السودان ممثلاً في سليمتها نغمة يستسيغها الإعلام في مكان وعلقماً يثيرنقمته في مواقع آخرى.
لا أحد بالطبع يتضجر من استطلاع الرأي والرأي الاخر حول هذه الثورة في قنوات الإعلام العربي الفضائية ..لان ذلك دون شك يزيد من قوة تحملنا لوجهة النظرالمخالفة إن لم يكن استنباط الفائدة منها مالم تكن هدامة تخدم أجندة الذين ضربت قبضة هذه الثورة بقوة على مقدمة أنوف مصالحهم وأصابت أهوائهم التنظيمية والخاصة في مقتل..بل حتى في ظهورهؤلاء بوجوههم المتجهمة وعيونهم الحسيرة والسنتهم المغبونة تتكشف نواياهم للطعن في أهداف ومرامي هذه الثورة النبيلة بما يستوجب أخذ الحيطة والحذر لقطع الطريق على مخططاتهم الخبيثة الساعية الى إعادة إنتاج النظام البائد في لبوس إدعاء الثورية ومزاعم مشاركتهم في صنع حراكها مبكراً بكوادر نحن نعلم أنها إنشقت عليهم وما خرجت مع الثوار إلا تعبيراً عن إستنكارها لبقاء قياداتهم في حكومة الإنقاذ حتى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ,هذا بالتاكيد مع تأميننا على وطنية أولئك الشباب التي قفزت بهم فوق كل حواجز تنظيماتهم السياسية و تخطت بوعيهم كل إنتماءاتهم الفكرية !
أما لسان حال إعلامنا الداخلي يغني عن سؤاله حول غيابه شبه التام عن مواكبة الحدث التاريخي إلا بإظهاره لبعض المناظرات التي تساوي بين الثوارصانعي التغيير ومن يريدون هدم ذلك البناء وقدكانت مونته غضبة هذا الشعب المعجونة بدماء الشهداء الأبرار .
بل وقد لاحظت أمس تجاهل ذلك الإعلام لمؤتمر قوى الحرية والتغيير التي أعلنت فيه وثيقتها الدستورية بينما كانت كاميرات القنوات الفضائية الخارجية تسلط عدساتها وتركز مايكروفوناتها لنقله على الهواء مباشرة ولاحقته حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي بالتعقيب المؤيد بتفاؤل أوالمحلل بحذرأوالمعارض بدوافع الغرض والتثبيط !
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|