المقالات
السياسة
حادثة نيالا والتعامل بازدواجية المعايير
حادثة نيالا والتعامل بازدواجية المعايير
05-05-2019 03:47 PM

حادثة نيالا والتعامل بإزدواجية المعايير

…سخرية الأقدار هى من تضع أهل الهامش أمام الخيارات الصعبة دوما….

فوجعت نيالا و دارفور وكل السودان وعموم العالم والإنسانية جمعاء بخبر مؤسف للغاية ويندى له الضمير الإنسانى ولا يقبله أى منطق البته وهو إطلاق نار كثيف بواسطة قوات المجرم حميدتى وقوات الشرطة التى تأتمر بأوامر من كيزان الأمس بالإضافة الى قوات الأمن ومليشيات كتائب الظل التى كانت تدير دفه العمل الإجرامى الممنهج طيلة فتره حكم الكيزان للسودان التى إمتدت لثلاث عقود من الزمان وما زالت فى ضلالها القديم برغم الثورة التى إقتلعت رأس نظامهم فى العشر الأوائل من أبريل الماضى.
المستهدفون هم أناس أبرياء عزل معتصمين أمام رئاسة الفرقة بنيالا متخذين من السلمية شعارا ونداءا للمطالبة بتحقيق مطالبهم الثورية أسوة برفاقهم فى الخرطوم وبقية مدن السودان الأخرى وهم أناس على كامل الترتيب والتنظيم والتنسيق مرابطين فى ساحات النضال منذ السادس من أبريل لديهم لجنة تنسيقية تعرف ب (لجنة مقاومة نيالا) ولم تدون ضدهم أى ملاحظات تشير إلى القيام بأى عمل فوضوى أو تقويض للنظام الدستورى او أعمال شغب وغيرها من المواضيع الأخرى التى يمكن للمهاجمين ان يجعلوهوه مبررا للنيل منهم او للقيام بكل ماهو سىء.
إستخدمت هذه القوات أسلحة الدوشكا ذاك السلاح المضاد للطيران وحتى للدبابات والذى يبلغ وزنه 35 كج والذى يخترق درعا على مسافة 500 متر وأسلحة صغيره مختفة الحجم والمهام كما إستخدت الشرطة الغاز المسيل للدموع حول مقر الإعتصام ومسجد نيالا الكبيروالسوق وجوار أمانة الحكومة وساحة المولد وداخل مستشفى نيالا وبالتحديد كان بعد وصول الحالة الخامسة فى المستشفى وهو يعانى من إختناق شديد وهو طفل فى عمر لايتجاوز الثلاث عشر سنة.
هناك إصابات عده معظمها تمت إستقبالها فى مستشفى نيالا التعليمى وما زال الحصر جارى فيما يخص العدد الكلى للجرحى والمصابين من أجل معرفة طبيعة كل الإصابات وحصرها.
شعار (ياعنصرى المغرور كل البلد دارفور) هى واحده من الشعارات التى ذللت الكثير من الشقة بين الناس وأسست لتصحيح مسار الأمس وبدأ صفحة جديدة وبناء عقد إجتماعى جديد لدولة مدنية متينة تعامل الناس كلهم على السواء على أساس المواطنة لا على أساس أخر من هوى المؤتمر الوطنى البائد بعد أن سقط النظام الظلامى جزئيا وتعافى الناس وتنفس الصعداء قليلا ولكن يبدو أن خلايا المؤتمر الوطنى لم تعى الدرس بعد ودونكم جريمة نيالا التى حيكت بنفس العقلية القديمة وهى جريمة متعدده الأبعاد والأهداف.
فى تقديرى الشخصى عدم إعتقال رموز النظام وزجهم فى السجون لحين البت فى جرائمهم قد تكون واحده من الأسباب فى إرتكابهم لكل ماهو مؤسف.
-محاولة القضاء على الإعتصام بإفتعال الفتن بواسطة إنتاج الأزمة وتصديرها وإعاده تدويرها وإنتاجها من جديد.
-تمركزت قوات الدعم السريع سابقا فى نيالا ووجود قوة كبيرة من أفرادها الان هناك يمكن الإستفاده منها كمنصات إجرامية دأبو على القيام بها وهو مقر المدعو حميدتى قائدهم الأعلى.
تأكد بما لايدع مجالا للشك سقوط قناع العسكر وإنكشف المستور فى هذه الفعلة الشنيعة التى جرت فى وضح النهار أمام مقر الفرقة غرب أمانة الحكومة بأمتار معدوده وفى وجود ضباط كبار لم يحركوا ساكنا ولم يخرج الجيش لنجده المحتجين وكأن المستهدفين بشر يسكنون فى كوكب أخر غير كوكب الكره الأرضية فى حدود السودان الكبير وهو تقصير متعمد المقصود منه هو إذلال إنسان نيالا الذى هو إمتداد لإنسان دارفور والهامش السودانى المعروف لدينا وهو ليس بأمر جديد أن يعامل أهل درافور بسياسة إزدواجية المعايير أو Double standards criteria وهى ليست بغريبة بالنسبة لأهل دارفور إنتهاج مثل هذا السلوك من حكومة الخرطوم وأسرابهم من أدوات التنفيذ فى ولايات الهامش وهناك شواهد عده تؤكد التعامل مع الهامش بإزدواجية معايير مختلفة تماما عن أى موقع أخر فى السودان على سبيل المثال لا الحصر:
-ظلمت دارفور أكثر من ظلم الحسن والحسين نفسه وهى حقيقة يجب أن لاننكرها وندفن رؤوسنا فى الرمال ونتغافل عنها.
-التعامل بكل عنصرية وإنتقائية ضد أبناء دارفور مما أصبح وكأنه جزءا من قدر أهل الأقليم وكمثال عملى حاليا
-المعتقلين من أبناء دارفور فى معتقلات الجهاز يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والمعاملة القاسية.
- حسب إحصائياتنا ومعلوماتنا مازال أكثر من 237 من أسرى ومعتقلى أبناء دارفور يقبعون فى سجن الهدى وسجون النظام بالمدن الأخرى ولم يشملهم قرار إطلاق سراح الأسرى والسجناء مع العلم كل الأسرى من الخرطوم والولايات الأخرى أطلق سراحهم ماعدا دارفور!.
-أبناء دارفور فى الجامعات السودانية يتم تعاملهم بشكل عنصرى بغيض وهم عرضة دائما للمضايقات من كل المؤسسات التعليمية فى البلاد.
-أبناء دارفور مصنفون بالعمالة وهناك مؤسسات لايدخلون ولايعملون بها ولو كان المتقدم أكفأ إنسان فى تلك المؤسسة التى يود الإلتحاق بها.
-التعاطى الإعلامى فى قضايا الهامش ليست كالتى تسلط الضؤ على الأخريات وخير مثال فى ثورة سبتمبر 2013 أول مدينة أشعلت الثورة وأول شهيد سقط فى تلكم الثورة كان من نيالا لكن لم يوثق الأمر لأنها كانت فى نيالا ونيالا فى دارفور وهم ليسوا أهل لذلك!
-إستبعادهم من مزاولة الأعمال الرسمية فى المؤسسات والمواقع الرفيعة فى الدولة برغم أهليتهم لذلك
-العمل كضباط فى القوات النظامية المختلفة خط أحمر لايقترب منه.
-فى السجل المدنى إنسان دارفور يطالب بإحضار والده كشاهد ومعه شاهدين أخرين لكى يتحصلون على أبسط حقوق ومقومات المواطنة الأساسية وهو الرقم الوطنى ويعاملونهم بإحساس لا يمت للوطن بصله بينما الولايات الأخرى أقل تسهيلا.
- هناك أشياء أخرى أكثر أهمية من النقاط التى سلطت الضؤ حولها لايمكن حصرها كلها فى مقال واحد ولكن عندما تترجم مقولة( لكل حادث حديث والشيطان يكمن فى التفاصيل) فعندها سيكون الحادث وسيكون الحديث.
-هذه ليست دعوة للعنصرية ولكن قطرة من محيط بالنسبة للذى يجرى ضد أبناء دارفور فى السودان
المطلوب عمله من قوى الحرية والتغيير فى المركزية على الأقل فى هذه اللحظة عمل الأتى:
-إطلعت على بيانكم الذى أدان العملية الجبانة التى جرت فى نيالا لكن لم يشير البيان إلى نوعية الإجراء الممكن القيام به من طرفكم وأرجو إستصحاب القضايا التالية فى إعتباريتكم.
-أقترح تجميد العملية التفاوضية مع المجلس العسكرى والضغط من أجل تقديم المتهمين لمحاكمات عاجلة.
-تصعيد العمل الثورى السلمى فى كل الأصعده من أجل إسقاط المجلس العسكرى الحالى أو مايسمى بمجلس الكيزان العسكرى وتسليم السلطة لحكومة مدنية يرتضيها الشعب ويتراضى عليها.
-التأكيد على ضرورة إطلاق سراح أبناء دارفور القابعين فى سجون المؤتمر الوطنى بالمركز والولايات والمحتجزين لدى الإستخبارات العسكرية كذلك.
- متابعة إلقاء القبض على كل المجرمين ممن شاركوا فى أى جرم جنائى وتصويرهم داخل المعتقلات وعرضهم على الملأ حتى يطمئن الناس بوجود عمل ملموس على الأرض يمكن أن يؤسس لعمل مفاوضات وفق معطيات الأرض والمنطق.

موسى بشرى محمود على
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 364

خدمات المحتوى


موسى بشرى محمود على
موسى بشرى محمود على

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة