المقالات
السياسة
ماذا يريد الحزب الشيوعي وماذا نريد منه ..!
ماذا يريد الحزب الشيوعي وماذا نريد منه ..!
05-05-2019 03:49 PM

ماذا يريد الحزب الشيوعي وماذا نريد منه ..!

الأنباء التي تسربت عن رفض الحزب الشيوعي السوداني لرؤية الوساطة الكريمة حول التركيبة المزدوجة للمجلس السيادي على خلاف غيره من مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير .. إن هي صحت تصبح أمراً مؤسفاً نخشى أن يعيق الجهود الحثيثة من كل العقلاء لكسر المخاوف و الجمود والغموض حيال ما يشوب المناخ السياسي العام الى درجة إحداث الفراغ الدستوري الذي يزيد من شماتة الذين يتمنون فشل عزمنا على إحداث التغيير المنشود وفقاً لتماسك بنيان الثوار في اعتصامهم العنيد وهو يشد من أزر الشعب الذي صبر كثيراً وينتظر ثمرات ذلك الحدث الذي زلزل بسلميته كل أركان النظام الذي جثم على الأنفاس عقوداً من الزمان أعادت السودان الى مرحلة مزرية من القعود دون الدول التي كان قد سبقها في كثيرمن مناحي التطور الإجتماعي و الإنمائي و التجارب الديمقراطية على ضعف بنيتها وتفوقه في مقدرته على هزيمة الطاغوت العسكرى لثلاث مرات .

فالحزب الشيوعي الذي يمثل الطبقات المستنيرة التي يفترض أن يقع على عاتقها كغيرها من قوى الثورة ثقل مسئؤلية التنوير بحرج المرحلة وهي دون شك تتطلب العمل لتحقيق الإجماع عبرالكيانات التي تضامنت لقيادة تنوع الشارع واكتسبت شرعيتها من برلمانه المنعقد على هواء ثورته الطلق ..وليس المتوقع منه كحزب ٍ طويل التجربة الخروج بالرأي المخالف الذي من شأنه أن يشق الصف عند إتساع ممرات المنعطفات التي بدأ يلوح فيها أفق الخروج من نفق الأزمة التي سيضر تطاولها بمصالح الوطن والمواطن جراء توقف عجلة الحياة في شتى مناحيها .

لا أحد يعيب الخلاف حول الرؤى و الذي يمكن تجاوزه عبر التفاكروالتشاور وتغليب المصلحة العامة على التمترس في المواقف الفكرية أو المبدئية المتصلبة بل وإعلان الرفض المخالف السابق لآوانه قبل أن تحدد المنظومة موقفها بالأغلبية الملزمة لللأقلية وهي المجموعة التي يشكل الحزب الشيوعي ضلعاً منها ولا يحوذ عليها حصرياً ..كما يحاول دعاة ضرب الثورة الترويج لمحاولته المزعومة وفرض هيمنته على اليات التغييرمن عبرعودة التكريس الأيدلوجي من بوابة الثورة التي قامت أساساً على نبذ ذلك النهج المتمثل في تمكين الإسلام السياسي الفاشل !

ولا ننسى في هذا الصدد حملات التشدد الديني التي تريد الصيد في عكرالغرض لتنفير العاطفة الفطرية لشعبنا و استغلال تمسكه بعقيدته عن الثورة وهي الهجمة الموتورة التي تحاول رموزها المتنطعة أن تنسب اهداف الثورة زوراً وبهتاناً الى معاداة العقيدة الإسلامية وهو إفتراء قد يدعمه في بعض الذهنيات الهشة مثل هذا الموقف من الحزب المدرك لهذه المخططات دون ريب.

لا أحد سيرتضي بالتأكيد وجود العسكريين الى مالا نهاية في المشهد المستقبلي الحاكم لسودان ما بعد نظام الكيزان وديكتاتورية البشير.. لكن الحقيقة التي لا يتجادل فيها عاقلان أن قبضة الثورة هي التي طرقت باب الجيش بعنف وعسكرت جموعها أمامه حتى إنفتح لها على مصراعيه ..ولايهم إن كان قانعاً أو مكرهاً .على ذلك الإنحياز لإرادة الشعب لكنه بات بموقفه من إزاحة النظام الإنقاذي شريكا لايمكن التنكر له دون أن تغفل عين الثورة عن ضرورة أخذ الحيطة والحذر والتحسب لأية مطامع تدفع العسكر لإتخاذ منحىً يطيل بقاءهم بذريعة عدم تجانس الحراك المكلف ضمناً بقيادة هذا الظرف الحساس حتى يؤدي بنا الى ديمقراطية مستدامة تكسر بصورة قاطعة حلقة النار الشريرة التي ظللنا نكتوي في الدوران داخلها بين ديمقراطية قصيرة الأجل وعسكرتاريا طويلة التيلة و خبيثة الحيلة !

محمد عبد الله برقاوي ..
[email protected]





تعليقات 2 | إهداء 0 | زيارات 1116

خدمات المحتوى


التعليقات
#1828134 [الكدرو]
1.94/5 (5 صوت)

05-05-2019 05:30 PM
لو كان الحزب الشيوعي راسه ناشف فالشباب في الميادين راسهم انشف من الشيوعيين، وتطير عيشة الشيوعيين لو ما مشو مع الثوار للنهاية، وتحقيق مطالب الثورة كاملة غير منقوصة ولدينا مطالب نعرف كيف نحققها.


#1828125 [طاهر عبد الله]
2.32/5 (5 صوت)

05-05-2019 04:30 PM
الثورة نجحت فعلى كل الاحزاب و القوى التى تقف خلف الثورة ان تتريث و تسعى الى
لملمة الصوف حتى تتحقق الاحلام و يتم محاكمة المفسدين و القتلة و فى الفترة القادمة بعد الحكم الانتقالى يمكننا ان نختلف . هذه الفترة حساسة و المجلس العسكرى ساهم فى الثورة و يجب ان يشكر و ان يبقى معنا حتى نهاية هذه الفترة و يجب ان لا نثير اى خلافات على ذلك و لنتذكر الثورة المضادة التى بدات ملامحها تطل من خلال عبد الحى و امثاله والذين لم يجدوا بها ما يمكنهم من مهاجمتها غير اثارة النعرات الدينية فلنتحد جبش و شعب و نمضى للامام.


محمد عبد الله برقاوي ..
محمد عبد الله برقاوي ..

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة