في الطريق الى جبل أولياء
05-05-2019 05:41 PM
في الطريق الى جبل أولياء
محطات ومواقف- جدوي الخزانات و السدود
مهما حاولت أن تبتعد عن ثورة الانقاذ تجدها تلاحقك بمحنها ، ومفارقاتها بفسادها وإفلاسها وآبدة الطيب الصالح " من أين أتى هؤلاء" تبقى في ذاكرة الايام ، و الإجابة عليها ليست بالعسيرة لقد صدح بها شاعر جميل.أي بالاجابة عليها.
على رابية جميلة شيد مكتب الخزان- مع بناء الخزان وربما قبله مبنى من الحجر النوبي الجميل الذي تراه في غالب مباني الخرطوم القديمة، حدثنا عنه أحد العاملين بحب شديد وعند إدراكي للطلة الرائعة على البلدة ومبنى الخزان على النيل الابيض والبحيرة الكبيرة همست في أذنه "أولم تفكرالعصبة في الاستحواذ عليه لتحويله الى فندق؟" أجاب بنعم! وأجلنا النظر الى رابية أخرى فأخبرونا بأن ثمة خزان للمياه في رابية قريبة من المبني كان يمد المنطقة جنوبي الخرطوم بالمياه، لقد تم بيعه ليجني من أشتراه أضعاف ، أضعاف مما دفع من مال! فلا تجد عندها الا أن تستعيذ بالاله من الاقوياء الامناء! أو لم أقل لكم بأن محن الانقاذ تلاحقنا ؟
تم بدء العمل في الخزان في عام 1933 م لينتهي البناء في عام 1937 م لصالح مصر.. وقد سلم لحكومة السودان في أوائل السبعينيات. وقد أقيمت عليه محطة كهربائية بها مصفوفة من التربينات لتوليد الكهرباء بطاقة 35 ميجاوات دون تكلفة تشغيلية تذكر! وقد تمكن المهندسون السودانيون من حل مشكلة تسرب المياه الى داخل التربين بضخ الهواء من الداخل بضغط محسوب ! ومن ثم أمكن تشغيلها لفترات طويلة دون أعطال. لم يسعفنا الزمن لتذكير المهندس بضرورة تسجيل إختراعهم ! تلك إشراقة تدخل الفرح.. ولكن عند تشعب الحديث تدرك حجم الخيانة التي كانت تسكن و تعشعش في الانقاذ ! فقد فكروا في إزالة الخزان وهدمه! فيالهم من أشقياء! وللاسف فقد تم هدم الخزان بصورة أخرى حيث تنساب المياه لتغذي خزان مروي حتى يتمكن من توليد الكهرباء! وهنا تتبدي شيطنة شباب الانقاذ ومنهم أسامة عبدالله الذي خرجت من جعبته هذه الفكرة، وربما من أسياده من خارج البلاد- فهو لا يدرك شيئا في السدود والخزانات ولا تشغيلها! ويذكر الناس حديثه للمناصير وتهديدهم "طلعتو، طلعتو، والا سنملأ الخزان وستخرجون مثل الفئران" ، لا أدري سر ولع أهل الانقاذ بالفئران والجرذان!. لعل بعض الناس شاهدوا أسامة يلعنه الشباب وهو داخل عربة وصياحهم "حرامي، حرامي، الى كوبر، الى كوبر". ونسى الشباب أن يدمغوه بالعميل! ياله من شقي! عتيد، كانت زنقة جميلة! لقد كبر شباب الانقاذ على رؤوسنا ولم تردعهم السنوات و تشكم جشعهم وخبلهم ، كانوا يريدون تدمير الخزان وحرمان عدد كبير من الصيادين من الاسماك الوفيرة، وكذلك من بائعي السمك، ومنتجاته الاخرى، وهواة الصيد بالسنارة ومرتادي الخزان للترفيه. لقد أضحى الحزان معلما سياحيا هاما بالبلاد وهو قنطرة أو كبري يربط الضفتين! كما يساعد في ري مساحات هائلة على النيل الابيض ويوفر حصة من مياه الشرب للعاصمة ومن الممكن أن تمتد منه ترعة لتسقي المشاريع الزراعية غربي أمدرمان والتي أثبتت جدواها وصلاحيتها لمختلف المزروعات- تمور، عنب، خضروات.. الخ ولنا أن نتسأل! كم تكلفة الكبري! ومحطة توليد بطاقة الشمس أو الرياح كبديل للمحطة الحالية؟...
الاسماك وصيدها من الانشطة الاولية والتي يمكن ممارستها بسهولة وبأقل التكاليف. مراكب من الخشب وماأكثره أو الحديد والفايبر قلاس ثم شباك ومن بعد شباب فتى أو شيوخ دربة للحصاد! تشير التقديرات الى حجم مهول من الاسماك في مسطحاتنا المائية لا يستغل منها الا اليسير! ربما نحلم مع ثورة الشباب أن يتم الالتفات الى هذه الثروة كأحد الاولويات حتى ينزل سعر كيلو السمك من عليائه، اذ يبلغ الكيلو الواحد المحمر مبلغ 280 جنيها، والكيلو غير المحمر يصل حاليا الى 140 جنيها، ويلاحظ صغر حجم الاسماك المعروضة، مما يحتم فرض مزيد من الرقابة على عمليات صيد الاسماك ومواصفات شباك الصيد، مع رفع الوعي بين الصيادين.
لقد جاء الأوان لمناقشة كافة القضايا بما في ذلك الخزانات و السدود. كان الخطأ الأول و الأكثر خطراً في صمتنا علي تعيين فتية أغرار علي رأس جسم جديد لتشييد السدود و الخزانات، لذلك تأتي سلامة شعار الثورة "الطلقة ما بتكتل بكتل سكوت الناس" سكوت المهندسين بوزارة الري و صمتهم علي فتية الانقاذ و هم يشرفون علي بناء خزان مروي كان أمراً مفجعاً ! لقد مات عدد من الناس في مناطق الخزان لاحتجاجهم علي الظلم الذي وقع عليهم، إضافة إلي أن جدوي الخزان فيها شكوك ! هل من مصلحة السودان بناء خزان مثل مروي ليغرق ما تبقي من حضارة النوبة ؟ وإخلاء الشمال من سكانه ؟ مثلما دمر خزان مصر العالي علي نهر النيل أجمل المدن و أغرق أغلي ما نملك من آثار ؟ و مؤئل للسياحة لا يقدر بثمن ! أو لم يكن من الأفضل بناء خزانات صغيرة مثل خزان جبل أولياء ؟ علينا إعادة النظر في السدود و جدواها و فيما حدث عند بناء مروي و خزان ستيت.
في طريق العودة للخرطوم وقريبا من المطار تجد مبان ضخمة للشرطة والجيش- مركز الادلة الجنائية ومركز للتدريب. ولعل معهد الدراسات الاستراتيجية والسلام مع معهد علوم الإجرام تشكل مفارقة كبيرة، فقد أضاع صبية الانقاذ أموال الشعب في مباني هائلة وضخمة تضاهي ما شاهدوه في أغنى الدول، ليت الامر يتوقف عند البناء والتشييد، شينتهي بنا المطاف الى فواتير أضخم في الصيانة والتشغيل. ربما ساهم معهد علوم الإجرام في تعليم أهل الانقاذ أسس الجريمة وكيفية الافلات منها ! لقد كان السودان أكثر أمانا وبراءة قبل هذه الأجسام - لخص أخونا بشرى أدم بلاوي وكوارث الانقاذ فيما رواه عن جندي باكستاني أدرك أهمية التعليم الجامعي "كوليدج إز نوليدج " college is knowledge "
لابد لنا إن أردنا للسودان الجديد أن نولي التعليم حظة والتعليم الجامعي ما يستحقه، كذلك العلوم والبحث العلمي مع التكنولوجيا فهي من روافع النهضة. وقبل ذلك يلزمنا مشروع طموح لمحو الامية خلال عام واحد بعزيمة الشباب، حتى نخلق البيئة المناسبة للتطور والتقدم وتعويض ما فاتنا- خلال عقود النظام الكارثي.. بالحرية يمكننا تحقيق الكثير! ومعها يمكننا أن نكشف كل فساد في أوانه.
[email protected]
|
خدمات المحتوى
|
إسماعيل آدم محمد زين
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|