المقالات
السياسة
فوبيا العسكر
فوبيا العسكر
05-06-2019 12:51 AM

25 يوماً منذ أن سقط نظام البشير وتولى المجلس العسكري تسيير أمور البلد بعدما احتمى الشعب بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وكلفها بمهمة استلام السلطة من قائدها الفاشل الذي أدخل البلد في دوامة من الفساد المخجل والعنف غير المبرر على أن يعيد إليه السلطة فوراً وتمسك هو بالاعتصام أمام قيادة الجيش كوسيلة للضغط حتى تؤول السلطة إلى حكومة مدنية.

لجأ الشعب للجيش ﻷن قوات الشعب المسلحة تشكل آخر مؤسسة قومية ما زالت تحمل اسمه، ولأنه يؤمن إنه مهما حدث سيكون الجيش هو الضامن لأمنه وسلامته، ولكنه لم يكن يريد تبديل رئيس عسكري بآخر، خاصة وهو له تجربة طويلة ومريرة مع الحكم العسكرى، وعليه سيظل متوجساً منه، ومهما حاول الجيش تطمينه بالكلام لا الأفعال يظل الخوف سيد المشهد مالم تعبر البلاد إلى رحاب الديمقراطية تماماً (فملدوغ الدبيب بخاف من مجر الحبل) كثيراً ما ردد أعضاء المجلس العسكري الانتقالي إنهم ملتزمون بتسليم السلطة لحكومة مدنية وإنهم ليسو طلاب سلطة حتى يطمئن المعتصمون وينفضوا ولكنهم لم يطمئنوا، ومؤخراً قال نائب رئيس المجلس (إنهم مع الشباب ونصرة الثورة ولا تراجع عن ذلك لأن القضية واحدة)، وقضية الجماهير الثائرة هذه هي تشكيل حكومة مدنية كاملة الدسم تعمل على إعادة بناء الدولة السودانية تحاسب المفسدين وتعيد الأموال المنهوبة وتحقق شعار (الثورة حرية سلام وعدالة)، على أن يكون الجيش هو الضامن لأمن البلد وسلامتها وحمايتها ويخرج من العمل السياسي.

السؤال هل هذه هي أيضاً قضية المجلس العسكري؟ إذاً لماذا الإصرار على رئاسة المجلس السيادي وبأغلبية الأعضاء؟ فإذا كان الشعب يعاني من فوبيا العسكر لأسباب منطقية فمم يخافون هم؟

لقد ثبت عالمياً وبالتجارب أن السلطة عندما تكون بيد العسكر تنحرف الأمور عن مسارها، وكل الدول التي يحكمها أو حكمها عساكر أصبحت دولاً فاشلة والعكس صحيح، و أي رئيس عسكري استولى على السلطة في التاريخ تحول لنموذج البشير الذي سقطت في عهده جمهورية السودان الديمقراطية، وأي عسكرى يتولى السلطة الآن سيتحول إلى نفس النموذج لاحقاً.

بلا شك لجوء الجماهير للاعتصام أمام قيادة قوات الشعب المسلحة هو بسبب ثقتها في الجيش، فمهما حدث له يظل هو قادر على حماية الدولة وشعبها أكثر من أية جهة أخرى في الوقت الراهن، إذ يظل الخير فيه، فرغم التسييس والتمكين الذي حدث له في عهد البشير أمسك بزمام الأمور عندما هوى نفس النظام، ورغم أن الأمور لم تمضِ كما ينبغي وما زال الخوف والقلق يسيطران على المشهد، ولكن نرجو أن يتمم جميله دون أن يسمح بعودة البلاد إلى الوراء، فهذه فرصة تاريخية ليكفِّر عن أخطاء ثلاثة عقود كانت السلطة بيده ويستعيد ثقة الشعب بشكل حقيقي ليمضي الجميع معاً إلى الأمام بسلام.

التيار





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 603

خدمات المحتوى


التعليقات
#1828237 [احمد]
0.00/5 (0 صوت)

05-06-2019 07:01 AM
لا أعتقد أنه علي الجيش تحمل أوزار الأنقاذ كاملة حتي يكون علي كل عسكري أن يطأطيء رأسه خجلاً بعد ظهور فضائح الأنقاذ ، وليست الحقيقة هي أن العسكر تفرد بحكم السودان زهاء الثلاثون عاما في فترة الأنقاذ دون غيره من المدنيين.

وإذا سألناك يا أستاذة ما هو رأيك في من ينادي بمحاكمة الصادق المهدي لتفريطه في الحكومة الديمقراطية من خلال التساهل مع إنقلاب الأنقاذ وعدم حسمه وقد كان في موضع يمكنه من ذلك...؟؟ كمان الصادق المهدي عسكري...؟؟

وهل كانت الجبهة الأسلامية القومية واجهة عسكرية أم حزب سياسي به الدكتور والمهندس والمعلم وووووو...أين إتهامك لها كجهة مدنية إستولت علي السلطة بتحالفها مع أحد ضباط الجيش الأنتهازيين والذي لم يكن ليوم واحد ضمن صفوفها.

أتعجب لمن يعفي المدنيين السياسيين تماماً من عذابات الأنقاذ وخيانتهم للوطن ثم يكيل اللوم علي العسكر ويصف حكم الأنقاذ بحكم العسكر...!! هل كان علي عثمان ، نافع ، أمين حسن عمر وكل مهندسي الأنقاذ عساكر..؟؟

كم هو حجم العسكر الوالغين في فساد الأنقاذ...؟؟

لا يأتي حديثي مسانداً لحكم العسكر ، ولكن الشاهد هو أن المدنيين السياسيين درجوا علي إستخدام العسكر الأنتهازي في تنفيذ الأنقلابات العسكرية حتي تكون لهم السلطة إلي ماشاء الله ، فإنقلاب هاشم العطا كان وراءه الشيوعييين ، وإنقلاب محمد حسين كان وراءه الترابي والصادق المهدي....وهكذا لا تجد إنقلاب عسكري واحد في السودان لم يكن المدنيين السياسيين مهندسيه.

حتي المجلس العسكري الأنتقالي الراهن ما هو إلا إنقلاب مدبر من المؤتمر الوطني كوسيلة نجاة من الثوار ومطالبهم والأمر واضح وظاهر حتي لمن لم يبلغ الحلم ، وما تنازلهم الذي نراه إلا من فرط جسارة الثوار وتمسكهم بمطالبهم وليس إيماناً من ضباط المجلس العسكري الأنتقالي بالثورة وبما جاءت به...علي الأطلاق

والآن نحن نري بأم أعيينا محاولات المدنيين عاشقوا السلطة لا الوطن في غزلهم للعسكر ومطالبة الثوار بعدم إستفزاز العسكر وأن للمجلس العسكري الحق في المشاركة في السلطة ألا تسمعينهم.....

برضو تقولي لي عسكر...!!؟؟


اسماء محمد جمعة
اسماء محمد جمعة

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة