المقالات
السياسة
صايمين رمضان من غير كيزان
صايمين رمضان من غير كيزان
05-06-2019 12:22 PM




شئ من حتى ـ د. صديق تاور كافى



عقارب الساعة لا تعود للوراء. سقطت دولة الكيزان بعد أن سقطوا هم فى إمتحان السلطة سقوطا أخلاقيا، هو الأكثر دويا فى العالم. سطا الكيزان على السلطة فى يونيو ١٩٨٩م، بإنقلاب نفذته الجبهة القومية الإسلامية، على سلطة ديمقراطية منتخبة، هم حزب المعارضة فى برلمانها. نفذوا الإنقلاب بخدعة الجيش و الشعب معا، عندما تحدثوا بإسم الجيش و ليس الجبهة القومية الإسلامية، و هو ما عبر عنه الترابى بمقولته الشهيرة (ذهبت للسجن حبيسا و ذهب البشير للقصر رئيسا).
إذا فقد سرق الكيزان السلطة سرقة بخيانة القوات المسلحة و خيانة النظام الديمقراطى فى آن معا. تكشف بعدها و بعد أن تمكنوا من مفاصل الدولة أنها سلطة كيزانية كاملة.

إنشغل الكيزان طيلة الثلاثين عاما من حكمهم البائس، بإحتكار وظائف الدولة لهم و لمحاسيبهم، و بتحويل مشروعات القطاع العام الناجحة لشركات خاصة بهم، و إنشغلوا بقطع أرزاق كل من لم يساير نهجهم فى الفساد و الظلم، و صعدوا من وتيرة الحرب و جيشوا القبائل و أشعلوا نار الفتنة بينها، و جاءوا ببيوت الأشباح و التعذيب و إستباحة أرواح الناس و أعراضهم، و زوروا إرادة العاملين بنقابات و إتحادات مزيفة، و أفسدوا فى الأرض كما لم يفسد شياطين الجن والإنس من قبل. و كل ذلك تحت عنوان الشريعة الإسلامية السمحاء و الدين الحنيف.

سرقة بإسم الدين و الشريعة، تعذيب بإسم الدين و الشريعة، قتل عمد داخل البيوت بإسم الدين و الشريعة، بمبان داخل حوادث المستشفى و إقتحام داخليات الطالبات و دخول المساجد بالبوت بإسم الدين و الشريعة. كشات للبسطاء و الباحثين عن رزق يومهم بإسم الدين و الشريعة، أكل أموال الحجيج، مصادرة أملاك الناس بالباطل، و أخذ أموالهم بالقوة لتسيير البنوك، و كل ما لم يخطر ببال من سوء أفعال.
لقد تأذى الإسلام الدين السمح القيم من أخوان الشيطان، أكثر مما تأذى من أشد خصومه و أعدائه. و لم تعد للكوز صورة فى ذهنية الناس غير اللصوصية و الإجرام و الفسوق و الدجل. سلمية سلمية ضد الحرامية، كيزان حرامية، صايمين رمضان من غير كيزان...
لم يعد لديهم ما يقولونه أو يواجهون به المجتمع. فعادوا لهواياتهم القديمة المعروفة، يزرفون الدموع على الشريعة و الأخلاق فى ميدان الإعتصام، و هم من يدفع لبعض المأجورين و المأجورات بواقع ٥٠٠ جنيه فى اليوم للقيام بممارسات وسلوكيات مشينة فى ميدان الإعتصام، حتى يشوهوا صورة المعتصمين السلميين و أخلاقهم الملتزمة التى أزهلت كل الدنيا.
يكفى هذا الإعتصام شرفا، أن صلاة الجمعة فى مسجد القيادة العامة قد تجاوزت عدد المصلين فى الكعبة المشرفة لمدى شهر كامل، و هو رقم لم يحققه أى مسجد فى العالم.
بعد ثلاثين عاما من حكم طواغيت عصرهم و زمانهم، يصوم السودانيون رمضان من غير كيزان و الحمد لله.
كل عام و بلادنا و شعبنا المعلم بألف خير.





تعليقات 1 | إهداء 0 | زيارات 776

خدمات المحتوى


التعليقات
#1828282 [ابو جاكومة ود كوستي]
1.83/5 (9 صوت)

05-06-2019 12:34 PM
مقال في الصميم يا دكتور صديق. الاسلام ليس شعارات وكلام في الهواء لكنه سلوك وعمل. وهؤلاء القتلة والمجرمين واللصوص من بني كوز ليس لديهم زرة من الحياء وإلا لما تجرأ احد منهم على الحديث بعد الآن.

فعلا ما اجمله رمضان هذا العام ونحن نصوموا بدون كيزان. انها رحمة الله الكريم الديان ان ازال عننا هذا الكابوس.

تقبل الله صيامكم وصلواتكم وانزل رحمته وخيره على بلدنا فشعبنا شعب عظيم يستحق كل الخير.


د. صديق تاور كافى
د. صديق تاور كافى

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة