شكراً... !!
05-07-2019 07:59 AM
سفينة بَوْح
شكراَ... !!
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، و الشكر و الإحسان إخوتي في الأصل من الأخلاق التي دعت لها الأديان جميعاً ، و أيَّدتها العادات و التقاليد ، و موروث التجارب الإنسانية طالما حض بما قدمه السلف الإنساني من مباديء أخلاقية عامة إتفق حولها الناس أن الشكر دوماً يُقابل الصنيع الحسن ، لذا ندعو الله أن يجعلنا و إياكم من الشاكرين الحامدين لنعمته التي تترى ، ثم يجعلنا من الذين لا ننسى أن نقول شكراً أو نوميء بالثناء لمن أسدى إلينا أو إلى المجتمع معروفاً كبيراً كان أم ضئيلاً ، الشكر لكل فرد من أفراد الشعب السوداني من المنتمين إلى قائمة الكادحين الشرفاء و هو يثابر على حمل راية النزاهة و الأمانة و الصدق في عمله و في علاقاته مع الآخرين ، لا يستعمل في سبيل الحصول على غنائم الدنيا الفانية معوَّل التدليس و الرياء و الإتكاء على مصائب و حوجات المساكين المستضعفين ، لايمد يده إلى المال الحرام سواء أن كان مالاً عاماً أو خاصاً ، يدلفُ إلى الشارع بقلب مفتوح فيه من الإيمان بالوطن و أرضه و إنسانه ما يفتح عليه أبواباً من المقدرات و المواهب في التعامل مع الآخرين بدءاً بإحترامه لذواتهم من خلال تقديس مضامينهم لا أشكالهم ، يؤمن بأن الإنسان أخ الإنسان و أن الإختلافات العقدية و التباينات العرقية و الثقافية ليست إلا إثراء للثروة الإنسانية المجتمعية ، يبكي على ما فقدناه من أرض الوطن و يحزن لما آل إليه حال زماننا المرير ، يؤمن بأحقية الآخرين في الإختلاف معه و التعبير عن آرائهم بنفس قدر علو صوته و في نفس المساحات التي يسمح فيها لذاته بالتواجد وسط الناس ، لا يحمل حقداً و لا يشعر بالدونية ، همه الكرامة و الكبرياء لذاته لمجرد إنه إنسان ، و يحمل بعد كل ذلك خبزه الحلال إلى أسرته التي يؤسس لها على الإيمان بالتوكل على الله و الكبرياء في ما لا يوقع في الغرور ثم يبسط في عقولها و أفئدتها ما طاب من المُثل و القيِّم التي توارثناها عن السلف بلا تعقيد و لافلسفة زائفة ، ثم الشكر لكل إمرأة في بلادي ، حينما تكون أُماً فقدت من يعولها و أبناءها ، و حينما تعاني ويلات الحروب التي يشعلها أبناء العمومة و العقيدة و الوطن و حين تصارع الظروف في كبرياء و شموخ ، لتحيا في شرف و سمو على الهموم و المصائب ، تطعم من تعول بالحلال ، و تمارس عبادة الصبر الصموت ، و هواية اللا يأس مع الحياة ، التحية لها أماً و أختاً و بنتاً وهي تعي دورها تجاه الوطن و تحفظ في كنانتها حياءها و أخلاقها النبيلة ، تستمد رضاها عن نفسها من إحترامها لذاتها التي صنعتها التقاليد الراسخة و التعاليم الفُضلى لديننا السمح و موروثاتنا الأخلاقية السامية ، و لتعلم إبنة النيلين أنها هي التي تصنع التاريخ و تلد الرجال و النساء الذين يسندون ظهر الوطن .. شكراً لهولاء و أولئك من الذين ما زالوا يقبضون على جمر التمسك بالمبادئ و القناعات لا تهزهم ريح الفقر و القهر و العزلة الفكرية ... و نبشرهم بأن غداً لناظره قريب و لعمري أنه سيكون أكثر شروقاً بالأمل و و الخير و الجمال.
هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
هيثم الفضل
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|