المقالات
السياسة
قوى إعلان الحرية والتغيير تتيح للمجلس توسيع مجال مناوراته
قوى إعلان الحرية والتغيير تتيح للمجلس توسيع مجال مناوراته
05-08-2019 10:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

البدايات الخاطئة ، دائماً تؤدي إلى نهايات غير التي أريدت. فقوى إعلان الحرية والتغيير. وتجمع المهنيين في الواجهة. لم تتبع الخط التي سارت عليه منذ البداية وحتى سقوط ابنعوف. فتقديم مذكرة تسلم السلطة للجيش ، كان يوجب التعامل مع قائده في فقط على طول الخط. لكنه بعد إسقاط ابنعوف ، ذهب لمقابلة البرهان الذي أعلن تنصيب نفسه رئيساً للمجلس العسكري. وكان الواجب رفض ذلك ومقابلته بوصفه قائداً للجيش الذي قدم له المذكرة فقط. لكنه واصل حتى مقابلة اللجنة السياسية ما أضفى شرعية على المجلس العسكري. وأدى إلى استطالة الأمر حتى كان المؤتمر الصحفي بالأمس للمجلس العسكري الذي بدا واضحاً أنه قد وسع مجال مناوراته.
يجب الإقرار أن المؤتمر الصحفي للمجلس العسكري ، كان مختلفاً في لهجته وموضوعية ردوده على أسئلة الصحفيين بعيداً عن الإثارة والهرجلة التي وسمت مؤتمراته التي وترت الأجواء.وبدا واضحاً أنه استغل الوثيقة التي اقر مقدموها بثقوبها نتاج العجلة ،للتركيز على تلك الثقوب. بل وكانت هنالك إجابات غاية في الشفافية مثل تركيز الخلاف فقط في شأن السيادة ووضع المجلس العسكري. لكن أهم ما ورد في تقديري ، كان المبرر الذي رفض به اعتبار مجلس الدفاع المدني مستوى من مستويات السلطة.وهنا استطاع أن يسجل نقطة حتى على الوساطة ، وسحب البساط من المعارضين لهذا المجلس مثل الحزب الشيوعي.أما الصفعة الكبرى فكانت لمريم الصادق التي قالت أن مذكرة الوساطة قد جبت الوثيقة في خفة سياسية غريبة.أما الإمام ، فقد استمرأ عدم التوفيق في المواقف منذ بداية الثورة. ويكاد لسان حل معارضي تصريحاته الأخيرة يقول له (خم صر ) بعد المؤتمر الصحفي.
نقطتان في غاية الأهمية نتجا عن الخط الذي دخلت فيه قوى إعلان الحرية والتغيير. أولاهما التساؤل عن مصدر التشريع وغيابه. من قبل المجلس. فرغم النص على مدنية الدولة إلا أنه حاول مخاطبة الذين زايدوا بالشريعة وهو يعلن اجتماعه بهم اليوم ليؤازر به موقفه المنادي بإشراك القوى الأخرى. أما الثانية ، فرمي الكرة في فتح مسار السكة حديد في الملعب الآخر.ولمح إلى إجرائهم واتفاقهم مع السكة حديد وتعثر فتحه.ما يجعل المعتصمين في موقف من هم خارج سيطرة قوى الحرية والتغيير. أما أكبر المناورات ، فكان الحديث عن وجود إجراء انتخابات بعد ستة أشهر ضمن خياراتهم.
لكن المؤكد أن كل ما سبق ، لا يعني أن موقف المجلس العسكري بلا ثقوب.فبنفس القدر الذي قرر به أن مجلس الدفاع القومي يوجد في كل الدول بصورة معروفة ، يمكن التساؤل ، وهل وجود مجلس عسكري يعلن عن تنصيب نفسه أمر عادي في كل الدول.حيث أن وجوده في أبريل ، كان الخطأ الذي يحاول الثوار معالجته بالثورة.لأنه بكل المقاييس جسم لا وجود له إلا للعسكر الراغبين في الحكم والسيادة. والسؤال الثاني عن البحث عن تثبيت الشريعة كمصدر للتشريع . فهل عنى وجوده في دستور الانقاذ لثلاثين عاماً تحقيقاً لقيم العدل والسلم والحرية؟ ننتظر موقف قوى إعلان الحرية والتغيير من الرد.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 685

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة