المقالات
السياسة
الى المجلس العسكري: نرجو الغاء قرار فتح الجامعات الأن
الى المجلس العسكري: نرجو الغاء قرار فتح الجامعات الأن
05-09-2019 04:21 AM

قرار فتح الجامعات الأن وتحت الظروف الحالية ، سياسية أو اقتصادية أو رمضان، جانبه الصواب. فهو قرار غير مدروس، ولم يأخذ في حسبانه الكثير من العوامل التي قد تؤدي الى الكثير من الأحداث الوخيمة التي قد لا ينفع الندم بعدها ، منها اهدار الدماء وفقد الكثير من الأرواح، وتدمير العديد من الموارد والامكانيات التي تعتمد عليها الجامعات والتعليم العالي.

أتحدث اليكم بصفتي من الرعيل الأول لأساتذة لجامعة الجزيرة منذ 1977م وحتى تاريخه، وسبق لي قبل (الانقاذ/الدمار الشامل) أن تقلدت موقع رئيس الادارة الثقافية والرياضية بعمادة الطلاب ورئاسة قسمين أكاديميين ، وكانت تلك العمادة مسؤولة عن كل ما يخص الطلاب من سكن وترحيل وتغذية وعلاج وثقافة ورياضة، قبل ان يتم انشاء سيء الذكر وبؤرة الفساد المتعارف عليها الأن (بصندوق دعم الطلاب). منذ ذلك الوقت وحتى تاريخه أنا على علاقة وثيقة بأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات، وعلى دراية وفهم متعمق لكيفية تفكيرهم واحتياجاتهم ومشاكلهم الشخصية (كمشرف أكاديمي طبقا لنظام الجامعة) وتعاملهم مع كل المواقف، داخل وخارج الجامعة، والعلاقات في ما بين الأفراد والجماعات والروابط بأنواعها (علمية وجهوية وحزبية ) والاتحادات المتناوبة (مستقلين و تلك التابعة للنظام) والأحزاب. الكثير منهم كان يلجأ الي للتشاور أو للتوسط أو لحل بعض المشاكل أو للوساطة بينها وبين الادارة و العمادات المتتالية لشؤون الطلاب واداراتها الانقاذية أو لحل مشاكل بعض الطلاب مع أساتذتهم.

الأسباب التي توجب عدم الاسراع بفتح الجامعات الأن هي:

الأسباب السياسية الحالية وعدم وضوح الرؤيا بالنسبة لتكوين لمجلس السيادة والحكومة والبرلمان (الحكم المدني)، والتي يصر هؤلاء الشباب والكنداكات (طلاب وكالبات الجامعات والمعاهد العليا و الثانوي العالي)، وهم الغالبية العظمى في هذه الاعتصامات في كل مدن السودان، يصرون على اكمالها وتنفيذ كل مطالبهم بعد أن قاموا بدفع الثمن من غال ورخيص، ولن يتركوا مواقعهم مهما كانت الأسباب. هم أيضا يعتقدون أن قراركم هذا الهدف منه فض الاعتصامات، عليه سيكون رد فعلهم هو الاستمرار في الاعتصامات وهزيمة القرار.

اٍسباب اقتصادية. من أين سيحصل الطلاب على متطلبات معيشتهم بالجامعات، والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن 1000 جنيه شهريا كحد أدني، حتى وان كان ولي الأمر مقتدر ماليا، لكن تحت ظروف شح السيولة الحالية لن يستطيع تمويل ابن أو بنت واحدة، ناهيك عن ان كان له أكثر من طالب أو طالبة بالجامعات. كما يجب أن لا ننسى ما تعانيه الأسر الأن من شح السيولة ودخول شهر رمضان الكريم و ما بعده من عيد للفطر ولكل منهما منصرفات تقصم الظهر. هل أنتم مستعدون لتحمل منصرفات كل الطلاب والطالبات بالجامعات الحكومية؟ وماذا عن منسوبي الجامعات الخاصة.

حالات الاحتقان بين الطلاب غير المنتمين للنظام البائد وبين المنتمين له، والمرارات المتراكمة والاستفزازات المتوقعة، وردود الفعل الي لا يمكن التنبؤ بها بين هؤلاء الشباب صغار السن قليلي التجربة والخبرة والحكمة، بل أن أكثرهم لا يعترف بالتسامح أو مبدأ عفى الله عما سلف.

الاتحادات وما تسببت فيه من الغبن والفساد. وهنا سيحاول الطلاب الانتقام من الاتحادات التي فرقت وميزت ما بين منسوبي النظام و غبر المنتمين له، ومحاباة الادارت للاتحادات التابعة للنظام ،وحرمان تلك التي لم تكن موالية لهم.

الخلافات العميقة ما بين الاساتذة من الجانبين، وما يمكن أن يحدث بينهم مما يسبب شرخا عميقا بين هيئة التدريس.

الخلاف ما بين الاساتذة والادارة.

الخلاف ما بين كل العاملين بالجامعة والنقابات الي انتخبت ليلا وتحت اشراف الأجهزة الأمنية وفي غياب القواعد (تزوير).

الجامعات حاليا في أسوأ حالاتها ماديا، ولا تملك ما تسدد به مديونياتها للعاملين بها وللتجار والمقاولين ..الخ. نتيجة ذلك لن يقبل العاملون بالجامعات بالمزيد من التأخير، ولن يقوم السوق بتوفير الاحتياجات مالم يتم الدفع نقدا!!!

أما عن سيء الذكر وبؤرة الفساد صندوق دعم الطلاب، فلابد من تكونوا سيادتكم (نيابة خاصة) لمراجعة أدائه منذ انشائه حتى الأن، والقيام فورا بضم ممتلكاته لعمادات شؤون الطلاب بالجامعات، وأن يعاد للعمادة كل انشطتها من سكن وترحيل وغيره من الانشطة التي كانت تقوم بها منذ تأسيس جامعة الخرطوم الأم والجامعات الأخرى، عدا التغذية.

أقول ذلك وأرجو أن تراجعوا نفسكم، واعلم بأن ادارات الجامعات لن ترفض طلبكم هذا بفتح الجامعات، حيث أنها ادارات مطيعة ومدجنة، ولا تعارض الحاكم، خاصة وان كان عسكريا (نميري، البشير أو مجلسكم هذا). همنا هو ان تبدأ الدراسة في ظروف تسمح بذلك حقنا للدماء وحفاظا على البيئة الجامعية المعافاة. اللهم نسألك اللطف (أمين).

نبيل حامد حسن بشير
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 784

خدمات المحتوى


نبيل حامد حسن بشير
نبيل حامد حسن بشير

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة