المقالات
السياسة
في مسألة حوار القاعة بين (جنرال الخلا) و(جنرال الحِلة)!
في مسألة حوار القاعة بين (جنرال الخلا) و(جنرال الحِلة)!
05-10-2019 08:11 AM



ما شاهدناه من صراع بالكراسي على الكراسي في قاعة الصداقة، يوضح جزءا من حجم التركة الثقيلة التي تركها نظام الظلم والاستبداد، طوال ثلاثة عقود من الفساد والتصرف في كل شيء في بلادنا على حسب هوى منسوبيه دون حسيب أو رقيب.
نهب النظام الكيزاني بلادنا، وحتى الموارد القليلة التي أفلتت من النهب والتحويل للمصلحة الخاصة للتنظيم ومنسوبيه، لم يوجهها النظام المجرم لخدمة أبناء هذا البلد المنكوب ولدعم الصحة والتعليم والخدمات الأخرى، بل وجهها لشراء الذمم وإفساد الحياة السياسية، وبث الفتن داخل التنظيمات والكيانات السياسية والحركات المسلحة التي نشأت لدفع المظالم عن أهل المناطق المهمشة، فسعت السلطة الفاسدة لتفكيكها وشراء بعض ضعاف النفوس بين أفرادها وتشجيعهم على إنشاء كيانات جديدة، لإضعاف تلك التنظيمات، وليظهر النظام أمام الاعلام العالمي بمظهر الساعي نحو السلام حين يتم استجلاب التنظيمات الصغيرة المنشقة، والتوقيع على سلام وهمي معها أمام عدسات الاعلام. ونفس الشيء حدث للأحزاب السياسية، فتناسلت بالعشرات وأصبحت سوقا للاسترزاق والاستوزار. بل أن بعض الحركات المسلحة والأحزاب السياسية كانت تنشأ داخل جهاز الأمن نفسه، ويتم توزيع الرتب العسكرية والمغانم الأخرى عليهم، وكل ذلك بهدف افراغ اية نضال مشروع من مضمونه وإساءة سمعة الحركات المسلحة التي نشأت للدفاع عن مصالح المواطن المهمش المقهور.
المجلس العسكري يماطل، يستدعي تنظيمات صنعت معظمها سلطة الفساد، للتحاور معها، لا يمكن النظر لمثل هذا التصرف سوى انه تسويف متعمد ومحاولة لسرقة ثورة شعبنا الصامد شبابه في اعتصام القيادة.
على المجلس العسكري بدلا من ذلك أن يظهر مدى جديته، فنظام الفساد لا زالت معظم مؤسساته تعمل ومعظم رموزه طلقاء ، ويستعد بعضهم لجولة أخرى من النهب والاسترزاق وكأن شيئا لم يحدث.
لابد من انصياع المجلس العسكري لإرادة شعبنا صانع الثورة، وتسليم السلطة لهذا الشعب والكف عن محاولة تسويق الوجوه القديمة التي يفترض أنّ المجلس العسكري هو من سحب منها بساط السلطة حين أسقط سلطة المخلوع عمر البشير.
حين تمارس الحكومة المدنية مسئولياتها ويكون هناك قانون ولجان تحقيق ومحاسبة، ويتم اقتلاع شجرة المؤتمر الوطني الخبيثة من جذورها، وتستقيم الممارسة السياسية وفق قانون ينظمها، ستختفي أحزاب الفكة تلقائيا ولن تقوم لها قائمة مرة أخرى. فوعي شعبنا الذي فجّر هذه الثورة العظيمة كفيل بالحفاظ عليها وعلى منجزاتها التي سترسم مستقبل هذه البلاد بأحرف من نور.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1158

خدمات المحتوى


أحمد الملك
أحمد الملك

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة