وهل سيخرج الدخان الأبيض..!!
05-10-2019 04:42 PM
محمد عبدالله برقاوي
ذهاب البشير يدخل من بوابة الشهر الثاني والفراغ الدستوري يدق بعنف على حائط إنسداد تصريف شئؤن الناس اليومية التي تعطل الكثيرمنها مصطدما بذلك الجدار في غياب حكومة لتسيير الأمور الحياتية المُلحة.
ولكن قدوم تباشير الإتفاق على صيغة وسطى بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري يبدو مهزوز الحركة متردد الخُطى خلف سراب الغموض وكلا الطرفين ظل متمسكاً بموقفه في حومة الجدل البيزنطي حيال أيهما أحق بأولوية أبوية إنجاح الثورة ..أهو دجاجة الشارع أم بيضة الجيش!
وتبادل الإتهامات في المؤتمرات الصحفية ورفض وثائق وتصورات كل فريق لكيفية إدارة المرحلة الإنتقالية كل ذلك يزيد من لغة حوار الطرشان بين الفريقين.
فالمجلس تعمد الليلة قبل البارحة أن يلّغم طريق الثورة بقنبلة الحديث المبكر عن الشريعة كمصدر التشريع ليغازل أهواء بعض الذين شهروا ذلك السيف من غمد نوايا إجهاض الثورة .. ولكن دون الإشارة الى حرية الإعتقاد لغير المسلمين في دولة مدنية تتسم برحابة الصدر لإحتواء الجميع دون تمييز ولكنه أكتفى بالإشارة الى الأعراف.
و مع أنه لا يملك الحق القانوني في هذا الشان نجده أيضاً يلوّح في ذات الوقت بعصا الدعوة الى إنتخابات مبكرة في حالة إنسداد أفق الإتفاق مع الطرف الثاني سعياً الى وضعه في حرج القبول من عدم الإنفتاح على كل القوى السياسية الآخرى ليفرضها شريكاً بلا رأسمال ثوري وقد جاءت ملهوفة تحمل سكاكين قسمة الكيكة التي لم تنفخ على نار نضوجها أثناء الحراك ولم يشاركوا في قلب طاولة الإنقاذ التي تشبثوا بوليمتها على فواح رائحة فسادها وعدم صلاحيتها حتى رمق النظام الأخير..
وكانت فضيحة حوار الضرب بالكراسي ومن ثم أعقبتها تؤامها إعلان تحالف أبو قردة وميادة وبرطم قبل أن يكمل أربعين يوماً في معتقله كأبسط فترة حداد على غيابه عن المشهد وهو من كانوا يرقصون على نغمات أهليته للحكم حتى وبعدعشرين عشرين ..يا عيب الشوم!
ولكن الإعتصام لا و لن يبارح محور القيادة وعيونه شاخصة ناحية فوهة بصيص الأمل أعلى قاعة التفاوض مثلما ينظر الجمهورفي روما خارج مبنى البابوية في دولة الفاتيكان عند إجتماع من ينتخبون البابا الجديد .. فخروج الدخان الأسود يعني الفشل في الإتفاق على مرشح بعينه ..ولكن الفرج الذي يأتي بنتيجة الإتفاق على الإختيار يتمثل في خروج الدخان الأبيض ..الذي طال إنتظارنا له..
ونخشى أن تحترق طبخة الأمل التي تركها الشعب في مثالية طنجرة ممثليهم لتفور فوق أثافي المجلس العسكري والتي جاء ليتحلق على نار إحتراقها من سقطوا عن قطار التغيير فركضوا خلفه بعد أن تيقنوا من أنه ماضٍ الى محطات جديدة .. و المجلس يشيراليهم باللحاق به و يحثهم على سرعة القفز قبل فوات الآوان.. وحتى لا يبتعد عنهم .. وهم واقفون عند محطة إنقطاع حليفهم المنبوذ المؤتمرالوطني عن أهلية الركوب في عربة المرحلة الإنتقالية!
فلن يكمل مشوار الثورة وكنس كل قمامة الإنقاذ غير الذين بدأوه..على سكة العناد وبقبضة صمود الإعتصام .. صباً صبا..
|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|