لمصلحة من إحتضان هؤلاء الخونة الساقطين؟!!
05-10-2019 09:58 PM
شئ من حتى
د. صديق تاور كافى
عندما ثار الشعب السودانى و إنتفض فى ديسمبر ٢٠١٨م، لم يثر ضد شخص بعينه بقدرما ثار ضد سلطة كاملة بسياساتها و قوانينها و ممارساتها و رموزها. تمثلت هذه السلطة فى حزب حاكم فاسد و شبكة من الإنتهازيين المشاركين معه فى الفساد و الظلم و المفسدة.
الحزب الحاكم هو ما إنتهت إليه الحركة الإسلامية السودانية، من شريحة طفيلية تحتال على الخلق بإسم الدين و الشريعة، فتتطاول فى البنيان، و تكنز الذهب و الدولار و اليورو، و يعددون الزوجات بدءا من سكرتيرات مكاتبهم و حتى كل من وقعت عيونهم (الزائغة بالفطرة ) عليهن، و يرصون أساطيل السيارات الفارهة، و يتباهون بالأثاث الفاخر، و لم تتجاوز الحياة عندهم شهوتى البطن و الفرج. فصار الكوز المؤتمرجى نموذجا للصوصية و الرذيلة و الإجرام فى أقبح صورها.
تحالف مع هؤلاء بعض عاطلى المواهب و فاقدى الأهلية، من نكرات المجتمع و سواقطه، الذين يتلذذون بفتات موائد الفاسدين و الظلمة. تحالفوا مع هذا النظام الساقط و هو يمتص عرق الشعب و قوته و يمارس ضده القتل و الإذلال و القهر . تقاسموا معه كراسى السلطة، و إستباحة المال العام و المناصب و المكاسب. فكانوا جزءا منه لا ينفصم، و كانوا رهن إشارته فى الوقت الذى تقوم فيه أجهزته الأمنية و مليشياته بأبشع الإنتهاكات، قتل عمد، تعذيب، سحل، إقتحام البيوت و الداخليات و الجامعات، هجوم على المستشفيات والمساجد، و كل صنوف الفوضى و الإستفزاز و الإهانة. لم ينطقوا بكلمة حق واحدة دفاعا عن الشعب، بل كانوا يجمعون للطاغية و نظامه بعض المأجورين و المأمورين لكى يسوقوا له. وقفوا مع الذى توحد كل الشعب ضده لكى (تسقط بس ) ، و بلغت بهم الجرأة أن نادوا على صنمهم الخرب (تقعد بس) فى عداء صارخ لإرادة الشعب و ثورته المشهودة.
صعد الشعب السودانى الأعزل من نضالاته و إنتفاضته، بمشاركة كل تكويناته و طوائفه، و من كل مكان طيلة الأشهر الخمس الماضية، و قدم التضحيات الغالية، حتى دك عرش الطاغية و نظامه و المتحالفين معه الذين هم جزء منه لا ينفصم. صنعهم النظام الساقط لخدمة أدوار محددة تخصه، منها الإيحاء كذبا بأنه نظام متعدد، و أنه نظام ديمقراطى و غير ذلك. و بسقوط النظام الذي صنعهم سقطوا معه تلقائيا.
التصنيف الطبيعى لمن يقف ضد إرادة شعبه، و ينصر النظام الذى يظلم الشعب و يسرقه و يذله، هو أنه خائن و عدو للشعب و للوطن. و هو شريك أصيل فى كل جرائم النظام الساقط ضد الشعب. فأى شهيد سقط و أى جريح و أى معتقل، و أى إنتهاك لحرمات البيوت و داخليات الطالبات و المساجد و المستشفيات، كان بمشاركتهم من موقعهم فى السلطة، و مباركتهم للفعل بالصمت إن لم يكن بالتشجيع.
بدلا من تضمين هؤلاء ضمن الدولة العميقة التى من أولى مهام الثورة إقتلاعها، يبحث المجلس العسكرى بإصرار مريب، عن موطئ قدم لهم فى ترتيبات المرحلة الإنتقالية التي فرضتها الثورة. نفس الذين كانوا يهتفون للمخلوع تقعد بس، يراد لهم أن يكون لهم حق فى النظام الذى فرضه شعار تسقط بس. فلمصلحة من إحتضان هؤلاء الخونة الساقطينج؟!!
|
خدمات المحتوى
|
د. صديق تاور كافي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|