المقالات
السياسة
طلقاء يوم الفتح ..بين مكة والخرطوم
طلقاء يوم الفتح ..بين مكة والخرطوم
05-11-2019 08:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
طلقاء يوم الفتح..بين مكة والخرطوم
من المعلومات البديهية لدى كل مسلم . ما حدث بمكة يوم فتحها بواسطة الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. عندما عفا عن مشركي مكة بالجملة الشهيرة ( اذهبوا فانتم الطلقاء). على تلكم الواقعة ، بنى الكاتب العراقي أحمد خيري العمري في كتابه ا(لبوصلة القرآنية )، توصيفه لأزمة الإسلام ، والتي يقول فيها أن أهل الفتح من رواد المسلمين ، قد أزيحوا عن التاريخ الاسلامي بواسطة أبناء الطلقاء!! وأن اللحظة التاريخية التي تجمد عندها الواقع السياسي والفقهي الاسلامي ، هي لحظة معاوية بن أبي سفيان . ابن أكبر الطلقاء وفق توصيفه.ويجتر كل الحكام المسلمين تلكم اللحظة على مر تاريخ الدولة الاسلامية.
بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة ، وفرض المجلس العسكري لنفسه على المشهد بشرعية السلاح ، وتحويله لانحيازه للثورة إلى حيازة لها، لدرجة أن يحمل قلماً للتصحيح على القوى التي قادت ما قال انه انحاز لها ، استعار السيد عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو قوى إعلان الحرية والتغيير ووفدها المفاوض ، لفظة الطلقاء في وصف من كانوا يشاركون النظام مقاعد الحكم حتى قفز بعضهم من السفينة الغارقة يوم انفجر الشعب تلقائياً يوم 19 ديسمبر ، أو بعده بقليل. وظل الآخرون حتى يوم سقوط النظام ، في موقف العاجز لعوامل كثيرة تخص كل طائفة منهم ، حتى عن القفز من السفينة إياها.ذلك عندما راوغ المنبت العسكري ليضمهم إلى الفترة الانتقالية ليستقوي بهم في محاولة اختطافه للثورة ، في مواجهة قوى إعلان الحرية والتغيير.
لم يتوقف الناس عند التسمية الدقيقة . فكل شئ في طلقاء الخرطوم ، يشابه طلقاء مكة .حتى تلكم البجاحة في الوصف عندما رد ابن آكلة الأكباد على تعيير ابن أبي طالب به، بانه ابن مشركة وهو ابن مسلمة.ولعله كان يساوي بين أبي طالب وأباه بل يفاضله بإسلامه. متناسياً عن عمد ، شكل مساهمة كل في دعم النبي الأكرم والذود عنه.
نحن لا نواجه ثورة مضادة بالمعنى الحرفي . بل نواجه حالة من عدم الحياء كما قالت ناشطة صادقة. فقليل من الحياء ، كان كفيلاً بتواري هؤلاء خجلاً ولو لفترة قليلة. لكن لأن الحياء صفة ذاتية لا نبني عليها. يكون غريباً أن نحتاج إلى التفرقة بين من عمل طوال السنوات ضد النظام وكان موقناً أنه لا محالة ذاهب إلى مزابل التاريخ. وبين من أتى به منقلباً على النظام الدستوري وأكل في صراع السلطة . أو من صنعه النظام شقاً لصفوف أحزاب وحركات معارضة ، وبين من تتزوج قيادياً من حزب النظام عند سطوته ،وتتحالف مع آخر عند سقوطه!!
ما يخلص إليه هنا ، هو أن كل الطلقاء لو تجمعوا، لما أتوا بغير صراع الكراسي بينتهم ، مجازاً كما عملوا أو حقيقة كما تقاذفوا بها في قاعة الصداقة. ولا مجال لطلقاء اليوم ولا مقارنة . ببساطة ، لأن أبناء طلقاء اليوم قد اعتزلوهم وانضموا باكراً لقوى الثورة . ولا أعنى بالطبع الأبناء من أصلابهم وأن شاركوا. بل شباب الأحزاب التي بها شباب. أما أولئك الذين لا توجد قواعد لهم ، فمصيرهم الحساب من القوى الثورية . فلا مكان للطلقاء.





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 587

خدمات المحتوى


معمر حسن محمد نور
معمر حسن محمد نور

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة