قبل أن يُحبَط الشارع..!!
05-12-2019 02:59 AM
جمود الساحة السياسية على مدى اليومين الماضيين ينذر بحالة انسداد بالنسبة للفاعلين في المشهد الحالي.
انفصل الميدان تماماً عن أي معلومات عما يجري خلف الكواليس، وعدم تدفق المعلومات في هذا الوقت مؤشر غير محمود، أياً كانت هذه المعلومات سالبة أو موجبة.
دخل اعتصام القيادة شهره الثاني بثبات شبابه وشاباته الذين لا يرجون إلا تسليم السلطة للمدنيين والانطلاق نحو بناء سودان يليق بحجم التضحيات التي قدمها اليافعون من أبنائه.
المجلس العسكري التزم الصمت وقوى الحرية والتغيير استعصمت بذات الصمت. وما رشح من معلومات بشأن اجتماع قوى الحرية والتغيير بدار الأمة وفشل التوصل إلى نقاط اتفاق يثير قلق الشارع أكثر مما مضى.
القلق ليس فقط لعدم الاتفاق فهذا يبدو طبيعياً، لكن القلق الأكبر من التأخير وهذا الاسترخاء في وقت لا يقبل إلا اليقظة بأعلى درجاتها.
أي تأخير أو خلافات بين مكونات قوى الحرية والتغيير يصب مباشرة في مصلحة أي عمل مضاد. الاسترخاء و”المهلة” التي تحكم إيقاع قوى الحرية والتغيير تمنح الطرف الآخر مزيداً من الفرص لترتيب نفسه والانقضاض على أي مكتسب تحقق أو على وشك أن يتحقق.
واضح أن المشكلة ليست فقط في تلكؤ المجلس العسكري في تسليم السلطة للمدنيين فقوى الحرية والتغيير باتت هي الأخرى تعاني التصدعات والانقسامات بل انتقلت بها إلى مرحلة ما بعد البشير.
والواضح أكثر أن هذه القوى لم تكن مستعدة بما يكفي لهذه المرحلة، فمثلما يحتاج المجلس العسكري أن يشعر بالضغط الحقيقي حتى يرضخ ويسلم السلطة، ينبغي أن تشعر قوى الحرية والتغيير بالضغط أكثر حتى ترتقي لمستوى الشارع.
هذا الشارع تقدّم بكثير على القوى السياسية، وهذا ما ينبغي أن تعيه القوى المتصدرة للمشهد. وحينما يتقدم الشارع على قيادته قد لا تكون النتائج كما هو مخطط لها.
الصراعات أو اختلاف وجهات النظر داخل مكونات الحرية والتغيير لا ترتقي لتسميتها خلافات بل هي فيما يبدو أنها تنافس بين هذه المكونات ومن يستحق أن يقود أو يرأس الآخر، بينما الواقع في الميدان تسوده روح عكس هذه تماماً.
على قوى الحرية والتغيير وإلى حين تشكيل جسم قيادي يقود التفاوض مع المجلس، أن تعي تماماً أن الشارع لا كبير له.
التيار
|
خدمات المحتوى
|
شمائل النور
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|