هل يتعاطف المجلس العسكري مع نظام البشير
05-14-2019 12:06 AM
يظل نظام الرئيس المخلوع وحركته المسماة إسلامية هو الخطر الأول الذي ما زال يهدد الثورة والتغيير والعبور بالسودان إلى مربع جديد، وفي الحقيقة هما الإثنان مع بعض يشكلان تنظيماً إجرامياً مثله مثل أية عصابة خطرة، بدليل إنه لم يلتزم بقيم الأحزاب السياسية وأخلاقها وتخلى عن كل التزاماتها المعروفة لصالحه، وعليه الثورة لم تطح بتنظيم سياسي عادي وإنما بعصابة، ولذلك يظل تهديدها مستمراً، فهي ما زالت تملك الفرص التي يمكن أن تضرب من خلالها عملية التغيير خاصة مع الوضع السياسي غير الدستوري هذا وانشغال المجلس العسكرى بأخذ الجزء الأكبر من كيكة السلطة.
الاسوأ من ذلك التعاطف الواضح الذي يظهره المجلس العسكري للنظام البائد وكأن الثورة كانت حفل وداع لقائده المخلوع وليس ثورة دفع فيها الشعب ثمناً غالياً من أجل أن يسقط نظام العصابة ولا يعود أبداً.
ما زالت الأخبار ترد بكثافة عن أنشطة يقوم بها أفراد المؤتمر الوطني على مستوى المؤسسات والأحياء ويتسببون في زيادة الأزمات، وعلى المستوى الأعلى هناك محاولات جادة لضرب الثورة وتعطيل عملية التحول (شغل عصابات).
قبل فترة حذرت صحيفة التيار أكثر من مرة من أن أعضاء حزب المخلوع البشير بدأوا يتحركون من تحت الأرض ويقومون باجتماعات سرية، ويبدو أن المجلس العسكري قد منحهم الضوء الأخضر، أو تغاضى عنهم عمداً، فقد نقلت الصحيفة بالأمس أيضاً إنها رصدت حراكًا غير مسبوق في أحد مراكز اتخاذ القرار التي تتبع لحزب المؤتمر الوطني والتي تتخذ من موقع مميز بقلب الخرطوم مقرًا له، أي إنهم يجتمعون على عينك يا تاجر.
وأشارت الصحيفة إلى ما يثير الشكوك حول حقيقة قرارات الفريق أول عبد الفتاح البرهان حول حل قوات الدفاع الشعبي، و الشرطة الشعبية، ومنسقية الخدمة الوطنية وأيلولة أصولها إلى قوات الشعب، أي هناك احتمال بأنها لم تحل وما زالت تعمل وتتلقى الرواتب وكأن شيئاً لم يكن.
هذا طبعاً ليس كل شيء فالمجلس العسكري منذ أن سقط نظام البشير لم يقم بدوره كما ينبغي، ولولا ضغوط المواطنين لما تحفظ على بعض رموز النظام، ورغم إنه أعلن أسماء البعض ولكن الناس ما زالوا يشككون في حقيقة الأمر، كما أن كثيرين ما زلوا طلقاء وكثيرين هربوا، وما زالت وسائل التواصل تنقل هروب بعضهم وقطعاً الأمر ليس كذباً، حتى وإن كانت إشاعات فهي تحمل جزءاً كبيراً من الحقيقة.
الأهم من كل هذا ويثبت صحة أن المجلس العسكري متعاطف مع النظام البائد، هو أسلوب المناورات الذي اتخذه في التفاوض على تسليم السلطة رغم إن الأمر لا يحتاج تفاوضاً.
عموماً كل الأدلة والبراهين تؤكد أن المجلس العسكري يتعاطف مع النظام البائد رغم إنه ظل يؤكد دائماً إنه سيقوم بنقل السلطة لحكومة مدنية وإنه غير راغب في السلطة، فكما يقولون (نسمع كلامو نصدقو نشوف عمايلو نستغرب).
التيار
|
خدمات المحتوى
|
اسماء محمد جمعة
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|