إنهم أعداء الحياة..
05-14-2019 10:39 AM
محمد عبدالله برقاوي
لم يكن متوقعاً بالطبع أن يستسلم من كانوا يظنون وهماً أن السودان قد أصبح ضيعة لهم دون سواهم .. و من ثم يقروا بموجة التغيير التي كنست مقدمة غثاء سيلهم المتمثل في المشير السفاح عمرالبشير وهم الذين فشلوا في الدفاع عن نظامهم ولطالما تندروا بقوتهم المزعومة جماهيرياً و على مستوى كافة تشكيلات العصابات التي قالوا أنهم يدخرنوها لأيامهم السوداء ..وكم كانوا يستخفون بجبروت هذا الشعب الذي نضب معين صبره عليهم .. وما قدروا طيبتة التي ظنوها ضعفاً ..فزاد غرور جهالتهم بفطنته ولم يحسبوا حسابا لإيلام ضربة غضب الحليم حينما ينتفض على من يمدله حبال التحمل عله يرعوي.
وهكذا دائماً هودأب من يستفزهم جمال الحياة ويقابلون بسمة الدنيا بتقطيبة القبح وهم الذين تربوا في منظومات التحشيد الإرهابية فشحنتهم بروح النفخة العدائية لكل من يخالفهم الرأي أو ينتقد نهجهم المأزوم بالعقُد النفسية والإختلالات العقلية و قد تغذت شرايينهم المتصلبة من مجاريرفكر قياداتهم الأسنة و المسمومة ببغض النجاح في كل ضرب ما لم يكونوا مستحوذين عليه كله وليس شركاء بالتساوي فيه خدمة للوطن الذي لا يعترفون له بحدود ولايكنون تقديساً لترابه أو يوقرون إرادة شعبه.
فهجمات ليلة المتاريس البارحة التي ظنوها ستعيد عقارب الساعة الى ماقبل سقوط فرعون حكمهم وقد أفلت شمسه خلف جبال اللا عودة ..هي ضربة إرتدت الى نحورهم وكشفت عريهم وجزعهم من زوال عزهم المسروق من مقدرات هذا السودان الذي لفظهم وتقيأ كل نتانات قرفهم وقد تلبك في معدته وتالمت منه طويلاً.
لقد قوت ضربة خوفهم من شوكة الثوار ولم تكسرها كما كانوا يتوهمون ..بل زادت من حشود الشارع التي جاءت مستنفرةً سواعد الجسارة لحماية الثورة في ساحة الإعتصام وتخومها ورفعت من حوائط المتاريس ولم تهدها ..ووحدت من عزيمة طرفي التفاوض على إكمال المشوار وكم أزعجتهم تباشير مرحلة الإتفاق المتقدمة التي أحرزها الإصرارعلى أن تكون السلطة كلها للشعب ..وهو ما كان طعنة نجلاء في خاصرة إتكائهم على فرضية فشل الثوار والمجلس العسكري في عبور أوحال ومزالق الزمن الذي استطال برحلة التفاوض ..وكانوا هم من يعمل جاهداً على دلق معطيات عرقلته من صنابير حقدهم النازف من حسرة أمعائهم التي إعتادت على هضم السحت الحرام ولم تتذوق أبداً طعم الحلال .. فكانت هجمتهم التي إرتدت سيفاً صدئاً لتدمي أعناقهم ..فيما فتّحت أعين الثوار لتصبح أكثر يقظة على حراسة الثورة بالسهردون كلل و الحيطة السلمية التي تهزم لون الدم وهو ما تستيغه فقط أعين أعداء الحياة!

|
خدمات المحتوى
|
محمد عبد الله برقاوي
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|