قبل ثلاثين سنة..!!
05-16-2019 12:21 AM
(1)
قبل أقل من ثلاثين سنة وقبل أن ينال الشيخ عبدالحي يوسف الدكتوراة، كان قليل الكلام في السياسة وقليلا ماكان ينصح ويعظ الحاكم الفرد الذي طغى فى البلاد فأكثر فيها الفساد واستضعف أهلها وشرد البقية بين المنافي والملاجئ الاختيارية والإجبارية. اليوم وبعد ثلاثين سنة يرفع عقيرته بالصراخ والاحتجاج بأنه يدعو للمحافظة على الشريعة الإسلامية وأنه قادر على حشد الحشود وتحريك الناس ولله إني لأحسب الشيخ جزءا من غزية إن تغزُ غزية يغزُ. أما الرشد فلا علاقة له به.. وكم من المشاهدين كانوا مغشوشين في هذا الشيخ وأمثاله؟
(2)
قبل أقل من ثلاثين سنة نقلت الحركة الإسلامية (ملكية)السودان إلى الابن الضال والابن العاق والحزب الرائد الذي يكذب أهله حزب المؤتمر الوطني. واليوم وقبل أن يكمل الحزب الهالك والبائد عامه الثلاثين استرد الشعب السوداني الثائر وطنه المغتصب وحرر شهادة وفاة المؤتمر الوطني..ورويدا رويدا سيسترد الوطن والمواطن عافيته (واصبر معانا شوية خليك معانا شوية يمكن جرحنا يطيب وامكن زمانا يصافي)
(3)
قبل أقل من ثلاثين سنة كان حزب المؤتمر الوطني لا يملك (أبو النوم) وبعد ذلك قال القيادي التاريخي فى الحزب والمميز بنجمة وزير المالية السابق على محمود (أين هو اليوم؟ وأين أيضاَ الوزير بدر الدين محمود؟) قال إن لديهم شركات لا يعلم بها إلا الله!!. اليوم وبعد ثلاثين سنة على السيد علي محمود تسليم نفسه وتسليم السلطات كشف بكل أسماء الشركات التي كان يملكها الحزب ومن كان يقف وراءها ومن كان يديرها ويمولها؟
(4)
قبل ثلاثين سنة وعندما جاءت الثورة المشؤومة ثورة الفقر الدمار ثورة (الكدب والصهينة) ثورة (شيخ تلب وإخوانه وأصحابه وأصدقائه)¡ هل تعرف كم كانت نسبة الإصابة بالفشل الكلوي؟ وكم كانت نسبة الإصابة بالسرطانات؟ وكم كانت نسبة الإصابة بالحميات؟ قبل إضافة حمى الكنكشة؟ وكم نسبة الإصابة بشلل الأطفال؟ ووفيات الأمهات أثناء الولادة؟وكم نسبة العطالة؟ بل وكم كان يساوي الدولار؟ مانراه الآن من تفشي الأمراض والأوبئة ودمار أغلب مرافق الدولة وسيادة الدولار على العملة الوطنية هو ماجناه علينا الحزب الهالك والبائد حزب المؤتمر الوطني....
(5)
قبل ثلاثين سنة تنقص قليلا كان عبدالصبور يعبر الشارع شبه خالي من المارة عائداَ من ورديته الثانية ولمح فى طرف الشارع كيسا من الدمورية، تلفت يمينا ويسارا ليطمئن إلى خلو الشارع تماما من المارة وبسرعة البرق خطف الكيس وصار يمشي بطرف الشارع حتى وصل إلى غرفته التي يستأجرها من تلك السيدة (اللئيمة ) التي كثيراَ ما تضايقه فى الإيجار.. أفرغ ما في الكيس فوجده مبلغا كبيرا جدا. قام بوضعه (تحت اللحاف) ونام يحلم بالأيام السعيدة القادمة. قبل صلاة الفجر سمع مؤذن المسجد يقول فقد رجل البر والإحسان عبدالعال كيسا به مبلغ مائة ألف جنيه. من عثر عليه يأتي به إلى المسجد وله جائزة قيمة. أراد عبدالصبور أن يتوضأ ويذهب للصلاة مع الجماعة، لكنه فجأة غير رأيه ووضع المخدة على رأسه وأخلد للنوم. بعد ثلاثين سنة تنقص قليلا تغيرت أحوال عبدالصبور وأصبح عبدالصبور من رجال البر والإحسان ومن رجال الدين والدنيا والمال!! وذات ليلة خرج عبدالصبور يغبر رجليه فى سبيل لله ويتفكر في ملكوت الله فرأى فى طرف الشارع (مخلاية) مرمية فأسرع بالتقاطها وذهب بها إلى المسجد وطلب من المؤذن أن يعلن أن رجل البر والإحسان السيد عبدالصبور عثر على (مخلاية) بها بصل وطماطم ودكوة وحبة ليمون وبعض رغيفات!! وعلى صاحبها الحضور إلى مسجد الراشدين لاستلامها ولجنة المسجد تشكر الحاج عبدالصبور على حسن تدينه وعظيم أمانته!! وكم من الكيزان والجبهجية والمؤتمرجية.يشبهون السيد عبدالصبور؟
الجريدة
|
خدمات المحتوى
|
طه مدثر
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|