المقالات
السياسة
هل يستبينوا النصح قبل ضحي الغد أم يتكرر السيناريو؟
هل يستبينوا النصح قبل ضحي الغد أم يتكرر السيناريو؟
05-16-2019 05:09 PM

للطيب صالح رحمة الله عليه مقال لا أفتر من ذكره كلما غشيت الوطن سحائب الظلام وعوت وكشرت عن أنيابها ذئاب الدمار والخراب .. قد يتبادر إلى الذهن انني أعني مقاله الشهير ”من أين جاء هؤلاء“ ولكن على أهمية ذلك المقال ورسوخه في الذاكرة إلا انني أشير إلى مقال آخر لا يقل أهمية ووقعا .. ربما تم نشر المقال المقصود قبل مقال ”من أين جاء هؤلاء في صحيفة الشرق الأوسط الدولية .. وأعني به ذلك المقال الذي عنونه بالسؤال هل يستبينوا النصح مستلهما فيه أبيات الشاعر الجاهلي دريد بن الصمة الذي استنكر تجاهل قومه لنصيحته مما أدى إلى هزيمتهم في مكان يدعى منعرج اللوى..

في ذلك المقال الذي عجزت عن العثور عليه في أرشيف الصحيفة يسدي الطيب صالح النصيحة إلى الانقاذ بتجنب مثل هذا الخطاب الذي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه .. وكلنا يعلم أن الإنقاذ في عنفوان ثورانها أعلنت أن ظهورها على المسرح سيكون إيذانا بنهاية القوى الكبرى المتمثلة في أمريكا والإتحاد السوفيتي وأنه ”قد دنا عذابهما“.. وقد عرف الطيب صالح وهو الخبير بالنظام العالمي ومكر السياسة الدولية ودهاليزها أن هؤلاء الحكام الجدد تنقصهم الدراية والرؤية الواضحة بتعقيدات الأوضاع الدولية .. إضافة إلى أنهم لم يعدوا ما استطاعوا من قوة تتفوق أو حتى تضارع أو تقارب قوة الخصم الذي وعدوه بالثبور والدمار .. وهكذا نصحهم بالتروي والبعد عن هذه العنتريات التي ”لا تقتل ذبابة“ ولكن هل سُمعت تلك النصائح؟ طبعا لا وكلنا نعرف ما حدث للبلاد والعباد نتيجة لتلك السياسات المتهورة غير المدروسة..

والآن وبعد ثلاثة عقود مرت تتكرر نفس المواجهة ولكن بعد أن صار الوضع الدولي أكثر تعقيدا حيث لا تسمح مجريات السياسة الدولية الآن بالكثير مما كانت تقبله في الماضي وذلك فيما يختص بأنظمة الحكم وحقوق الانسان .. لذلك سارعت المنظومة الدولية متمثلة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والافريقي إلى إعلان المواقف المؤيدة للحكم المدني في السودان وأن يسارع العسكريون في السودان إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية .. على هذا الأساس ليس من المصلحة في شيء استمرار الشد والجذب بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري فيما يصفه الإعلام الأمريكي بـ ”بوليتكال فوتبول“ وذلك عندما تطال المناقشات روح المماحكات وعمليات الأخذ والرد بين الاطراف من دون نتيجة أو إيجاد حل يرضي الأطراف المتحاورة .. ولحسن الحظ ما زالت الفرصة مواتية لاستبانة النصح قبل ضحى الغد..

د. الفاتح ابراهيم - واشنطن
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 493

خدمات المحتوى


د. الفاتح ابراهيم
د. الفاتح ابراهيم

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2025 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة