هل بدأ الانقلاب على الثورة؟.
05-17-2019 12:08 PM
جعفر عباس
هل يريد العسكر لحس الاتفاق؟
أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري تأجيل المفاوضات مع قوى إعلان الحرية والتغيير (نسميها اختصارا "قوت") ل72 ساعة، وكان واضحا ان زبدة الكلام نفي اتهام قوات الدعم السريع من اطلاق النار يومي الاثنين والأربعاء على ثوار في أطراف مقر الاعتصام، ومن حقنا أن نتساءل: من هم الذين يسدون منافذ مقر الاعتصام نهارا جهارا بعربات عسكرية مموهة ويرتدون أزياء عسكرية ويحملون أسلحة اتوماتيكية؟ وتحدث البرهان عن وجود عناصر مسلحة في منطقة البركس وجامعة الخرطوم وغيرهما!! طيب من هو المسؤول عن محاصرة واعتقال أو منازلة تلك العناصر؟ ويتكلم عسكر المجلس الانتقالي مرارا وتكرارا عن عدم السماح بالانفلات الأمني والفوضى؟ هل هناك فوضى أكثر من وجود جماعات مسلحة تطلق النار على المواطنين على عتبات قيادة الجيش دون ان يتصدى لها الجيش؟
اتهم كثيرون "الدعم السريع" بفتح النار على المعتصمين يومي الاثنين والأربعاء، واستند الاتهام الى ان من يحاصرون بعض مداخل ميدان الاعتصام ومن قاموا بضرب المواطنين بالعصي والسياط ثم الرصاص الحي يرتدون زي قوات الدعم السريع ويستخدمون عربات عليها لوحات وشعار الدعم السريع، وقد سمع كثيرون منا قائد تلك القوات الفريق اول حميدتي ينفي ضلوع جنوده في تلك العمليات ونقول له: صدقناك ولكن من هم أولئك الذين يرتدون زي قواتك ويستخدمون سيارات تحمل لوحات أرقام تخص تلك القوات؟ أم أن الرأي القائل بأنهم فعلا ينتمون لقواتك صحيح، ولكنهم من العناصر شديدة الولاء للمؤتمر وطني أضافها نظام البشير الى قواتك لاحقا، أراد بها البشير أن تكون عينه على الدعم السريع وأنها قررت عدم إطاعة أوامرك؟
ان إصدار التوجيهات للقناة التلفزيونية الرسمية بإعادة بث بيان البرهان كل عشرين دقيقة يرجح فرضية الانقلاب، كي يبلغ الحاضر الغائب بأن للعسكر موقفا جديدا من التوافق مع "قوت"، وتعليق المفاوضات ل72 ساعة توحي بأن العسكر يقولون ل"قوت": أنتم أمهلتمونا 72 ساعة يوم الاثنين الماضي وواحدة بواحدة، واعتقد ان المجلس يشهد صراعا وضغوطا باعتبار انه قدم تنازلات كثيرة للثوار، ويراد له ان يتخذ موقفا متشددا على الأقل في أمر نسب التمثيل في المجلس السيادي وربما صلاحيات المجلس، بل وربما لحس الاتفاق تحت أي ذريعة
ومن أعجب ما جاء في بيان البرهان القول بأن الثورة خرجت عن مسارها السلمي، فهو لم يقل ان بعض الثوار خرجوا عن السلمية، بل اتهم بذلك الثورة كلها، وهكذا يكون الضحية الذي تم استهدافه بالعنف المفرط هو المتهم، ولم تصدر عنه إدانة لمن فتح النار على المعتصمين طوال يومين ولم يتعهد بملاحقتهم او حتى بتقصي الأمر
من المؤكد ان قرار إقامة المتاريس العشوائية هنا وهناك بعيدا عن مقر الاعتصام لم يكن يخدم أي غرض، ومن المؤكد ان عناصر الثورة المضادة شاركت في متاريس كوبري المك نمر وغيره من المناطق، وقد سبق ل"قوت" أن أعلنت أنها غير مسؤولة عن أي نشاط خارج منطقة الاعتصام "المحددة" منذ منتصف ابريل، وبالأمس كان محمد ناجي الأصم وآخرين، وقبل صدور بيان البرهان يحثون الشباب في شارع النيل وغيره على تفكيك المتاريس لأنها تعوق حركة ومعايش الناس، أما زعم العسكر بأن الثوار ما زالوا يقطعون خط السكة حديد فلا يسنده سند، لأن الخط مفتوح منذ 26 إبريل ولكن لعمال السكة حديد نزاعات مع إدارة هيئتهم مما أوقف حركة القطارات في بعض المسارات
لا شك عندي في اننا نشهد انقلابا على الاتفاق بين "قوت" والعسكر، ولفت انتباهي في خطاب البرهان قال إن قرار قوت بتصعيد النضال السلمي هو ما تسبب في الأزمة، واعتقد انه لابد من التصعيد السلمي عالي النبرة بمواصلة التحشيد والتعبئة الجماهيرية مع تحديد تاريخ لإعلان العصيان المدني، فلهم الحديد والنار ولنا الإرادة الثورية.
ما قراءتك أنت للمشهد الراهن وما المخرج في تقديرك؟
|
خدمات المحتوى
|
جعفر عباس
مساحة اعلانية
الاكثر مشاهدةً/ش
الاكثر تفاعلاً
|