المقالات
السياسة
الى أين نحن ذاهبون ...
الى أين نحن ذاهبون ...
05-18-2019 04:50 AM

الى اين نحن ذاهبون ...

الشعب الثائر على ارض الاعتصامات يرويها ويسردها بوضوح لمن تحالفوا الان، ضد تجمع اعلان الحرية والتغيير ، بإسناد قوي من بعض قادة المجلس العسكري ، وبداوا في إيقاظ وتحريك خلاياهم العقائدية النشطة ، وفي اخراج اسلحتهم المخبأة ، وعناصرهم المتأهبة في الظل لدسهم بخبث وخفاء ، بين المعتصمين بنية القتل المزدوج ، وإستهداف حامي الثورة والمحمي ، لغرض دق أسفين الشك والفرقة ، وزرع الفتنه بينهم ، ولإلصاق التهمة بمندسين وسط المعتصمين العزل، ليثبتوا للمجلس العسكري الذي على وشك التوقيع على الاتفاق، ان الثورة انحرفت عن سلميتها المزعومة ،وان الثوار مجرد قتلة ومخربين ،يعيقون سير الحياة ويقفلون بالسواتر ساحات وشواراع المدينة ، هكذا هم يخططون ، بتكتيك عالي ، يتزامن مع وصول بعض وفود الحركات الثورية ،التي تركت السلاح جانبا ،وانضمت للحراك الشعبي السلمي ..
نقول لهم ، قد كسبتم هذه الجولة ببراعة ومهارة ، بإراقتكم للدماء البريئة ، وطبقتم جزءا من ثقافتكم وافكاركم ...
لا لدنيا قد عملنا..
نحن للدين حماة..
فلترق منا الدماء..
او ترق كل الدماء ..
فإراقة الدماء البريئة هي ديدن انتصاراتكم..وسرعان ما اعقبتها التصريحات وبسرعة في آخر مؤتمر صحفي تم عقده فجرا وعلى عجالة ..قبل ثلاثة ايام.. للناطق بالمجلس العسكري الفريق الكباشي وقادة من الجيش خارج نطاق المجلس العسكري على رأسهم رئيس الاركان وبعض قيادات الجيش الذين تبادلو النظرات والكلمات ونسبوا تهم القتل في تصريحاتهم لمندسين وسط المعتصمين
"الحيطة القصيرة"..
ولدهشة الجميع... قبل ان يجف دمهم على الارض وقبل يشكلوا لجنة تحري وتحقيق في ملابسات قوائم القتل التي ضمت عسكريين ومدنيين ..
هكذا تعودنا منذ 30 عاما على سياسة 'لوي' يد الضعيف..وترك يد القوي تفتك.. لتقبر الحقيقة مع اكفان الموتى،. وعلى غياب روح العدل لتلصق التهم دون تقصي.. بابرياء يملأون الشوارع خرجوا يطالبون بابسط حقوقهم في الحرية والعدل والمساواة والعيش بسلام ..
وتستمر حالتنا المزرية كما لو كان حاكم الامس الدموي حاضرا وتسجل قوائم الضحايا ضد مجهول.. و يختفي القتلة عن الانظار ، يخرجون من بين الجموع المحاطين بالجنود وقوات الدعم السريع لقواعدهم سالمين منتصرين..
لم يلاحظهم احد ولن تلاحقهم يد العدالة.
ليسلموا نصرهم وراية الجهاد الاعلامي، لاخرين يبرعون في فن الحركة والخطابة والاجتماعات وكتابة التقارير والبيانات المراوغة التي خرجت من كل حدب وصوب ترفض الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري وتجمع اعلان الحرية والتغيير..
من أصله..
في رسالة غليظة واضحة موجهة لقادة المجلس العسكري علهم يتراجعون ..
ويخرج بعد تلك الاحداث الدامية رئيس المجلس العسكري السيد برهان و يرمي باللوم على الثوار وتجمع اعلان الحرية والتغيير ويتهمهم بالتصعيد في الشارع ضد المجلس العسكري.. بنية الاعتصام ..
ويؤجل التفاوض معهم 72 ساعة..
تاركا خلفه الكثير من الشكوك والمخاوف وعلامات الاستفهام التي دعته لأعلان هذا التاجيل بعد ان تم انجاز اكثر من 80% من الاتفاق ولم يتبقى الا القليل الذي كان بالمكان عبوره في اقل من 24 ساعة ..
وهاهو الوقت المحدد للتاجيل يقارب على الانتهاء..وقد جر خلفه كل المتاريس وفتح تلكم الشوارع التي كانت السبب في نكسة التفاوض..وفي تسرب المندسين..
فإلى اين نحن ذاهبون بهذا الوطن ياقادة المجلس العسكري..؟
حتما لن يعود الشعب لاغلال الامس التي ادمت يداه وقدماه وكممت افواه بنيه..
ولا برفقة تلكم الوجوه الكالحة بسواد إثم الظلم والقهر والفساد التي تدعي الطهر والعفة في ظاهرها ..
ولا لتلك التي سبحت بقداسة الدين في سمائه وبركه الآسنة ومنحته صك الغفران وغضت الطرف عن انحرافاته وسلوكه التي اودت ببلادنا الى موارد الهلاك..
الثورة هزت وبعنف شجرة الانقاذ الضاربة بجذورها في الارض فهذه حقيقة.
ومن الطبيعي ان يصرخ كل من اعتلاها واستظل بظلها عندما اهتزت وآلت للسقوط ..
فسقوطها يعني سقوط تلك العروش والامبراطوريات الاقتصادية التي بنيت بعيدا عن مصلحة الوطن وتابى ان تستسلم لارادة الشعوب..
سر اصرارنا في التمسك باهدافنا وسيادتنا وغلبتنا هو من اجل حماية مكتسبات الوطن والمواطن التي تحمل اهدافها واجندتها هذه الثورة الشعبية..
فليشارك في بناء الدولة كل ابناء الوطن الصالحون ولتشارك كل القوى الوطنية والحزبية التي ليست لها اجندات خاصة بها
فلن يرافقنا في بناء الوطن الا الوطنيين الغيورين على هذ الوطن..
فلا نريد تجريب من كانوا في مفاصل الدولة وفشلوا لعشرات السنين في اخراجنا من هذا الواقع المؤلم بشقيه السياسي والاقتصادي .
وهذا ليست دعوة اقصاء لاحد او لطائفة
او لحزب ولا تتعارض مع شعارات الثورة في الحرية والعدالة والسلام والمساواة..
فالحرية تحتاج لسلطة العدالة ان تحميها للننعم بالمساواة ...

برير القريش
[email protected]





تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 267

خدمات المحتوى


برير القريش
برير القريش

مساحة اعلانية




الرئيسة |المقالات |الأخبار |الصور |راسلنا | للأعلى


المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.
Copyright © 2024 alrakoba.net - All rights reserved

صحيفة الراكوبة