* إن إرادة الشعب أقوى من إرادتكم في المجلس العسكري، مهما حاولتم يا البرهان!
* الشعب هو سيد الموقف الآن في السودان و إرادته فوق كل إرادة.. و هو " مَارِدٌ إذ هَبّ من غفوته.. ينشد العلياء في ثورته.. ما اندفاع السيل في قوته"!
* و مع ذلك، نرى المماطلة تمشي في المجلس العسكري.. و التلكؤ يتحدث جهرا.. و البحث عن الأعذار لوضع المتاريس في دروب المفاوضات يظهر عند المنعطف.. و رادارات الشعب تكشف أيادي السعودية والإمارات الخفية تتحرك من خلف الكواليس..
* قبل ديسمبر ٢٠١٨، زعم بعض الأصدقاء، على صفحتي بالفيس بوك، أن قلب الشعب السوداني قد مات و شبع موتا.. فرددت عليهم بأن قلب الشعب السوداني لا يزال قويا ينبض بالحياة و إن بدا على غير حقيقته.. و أن ما يفتقر إليه هو القيادة الواعية بمكنونات ما في القلب و مدى قوته..
* و وجد الشعب ضالته في تجمع المهنيين السودانيين.. ثم في (قوى الحرية و التغيير) التي واصلت، مع تجمع المهنيين، قيادة الثورة إلى الخط النهائي باقتدار..
* لكن يجب الاعتراف بالدور (العظيم) للجيش في تحقيق سقوط النظام وفق مؤشرات (تسقط بس) التي كانت ترمز للرغبة الملحة لدى الشباب الثائر، و من ورائه الشعب بأثره، لإسقاط نظام البشير و دولته العميقة..
* و يتوجب الاعتراف بالدور (الأعظم) لصغار ضباط قوات الشعب المسلحة في إنحياز قيادات الجيش و الدعم السريع إلى الشعب، فموقف صغار الضباط هو الذي دفع الشعب لطلب الحماية أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بعد ما تناهى إلى مسمعه أن الأغلبية الغالبة من أولئك الضباط ثوار صامتون..
* في تصريح لقناة الحدث، اعترف اللواء الشامي بدور أولئك الضباط الصغار ( الكبار) في دفع قيادات الجيش للانحياز إلى الثورة عندما برزت بوادر شروخ في مؤسسة الجيش العريقة.. فخشي كبار الضباط عواقب تصادم رفقاء السلاح..
* و لا حرج في إسداء جزيل الشكر للجيش بضباطه الكبار و الصغار و صف ضباطه و جنوده لحفاظهم على (ثلث) أرواح الشعب السوداني الذي كان البشير يطالب بسحقها عنوة..
* و مع ذلك، لا غضاضة في تقريع المجلس العسكري على عدم مواصلة الانحياز للشعب حتى نهاية الأشواط المأمولة، و على تركه دولة المؤتمر الوطني العميقة تستمر في الهيمنة على تسيير دولاب الحياة في البلاد و كأن الشعب لم يثر لإقتلاعهم..
* و لما كانت إرادة الشعب الثورية لا تنكسر، فقد صمم على تحقيق أهداف ثورته بتفكيك الدولة العميقة بدءا من تنظيف المؤسسات العامة من بقايا الفلول، إرتكازا على شريعة الثورة و مرجعيتها: (تسقط بس!)..
* الثوار يعرفون الكيزان الذين أساؤوا الأدب و فسدوا و أمنوا العقاب، لا لشيئ إلاّ لأنهم كيزان تسنموا الوظائف العليا عبر بوابة (التمكين)، و تمادوا في كسر القوانين و اللوائح متباهين بانتمائهم للنظام الغاشم..
* إن فساد الكيزان مكشوف لدى المصرفيين في البنوك.. و يراه الشعب في المباني الشاهقة و الفارهات و الزيجات مثنى و ثلاث رباع.. و في المناسبات الاجتماعية الباذخة.. و في الحج إلى البيت الحرام كل عام.. و في علاجهم و عوائلهم بالخارج.. و قضاء العطلات للتبضع خارج البلاد.. و في كل ما يستفز الإنسان السوداني البسيط..
* و لا يحتاج الثوار، اليوم، أن يفتحوا بلاغات في النيابات و لا إلى شهود إثبات ضد جرائم كوادر الكيزان الذين تحكموا في شؤون البلاد و العباد.. فجرائمهم تتحدث بنفسها عنهم..
* و لأن فساد كوادر الكيزان على تلك الدرجة من الوضوح، فقد إندفع شرفاء العاملين، في مواقع العمل المختلفة، يطالبون بفصلهم من العمل على الفور.. و تم للشرفاء ما أرادوا في وزارة الكهرباء و في وقاية النباتات و في الشرطة.. و هناك مطالبات من المصرفيين و العاملين في شيكان للتأمين لفصل الفاسدين.. و هناك احتجاج من وكلاء النيابة الشرفاء على عدم تقديم الفاسدين للمحاكمة حتى الآن.. و ثمة إضراب للعاملين في الحكومات المحلية بدأ يتبلور.. و بقية المؤسسات و الشركات العامة تتأهب للسير على نفس الخط..
* إنها إرادة الثورة، و مرجعيتها (تسقط بس!)..
* و الشعب قادر على أن يسقط المجلس العسكري، يا البرهان، إذا استمررتم في مماطلاتكم و أصررتم على أن تكون كلمتكم هي العليا في الفترة الانتقالية!
المشاركات والآراء المنشورة في صحيفة الراكوبة سواء كانت بأسماء حقيقية أو مستعارة لا تـمـثـل بالضرورة الرأي الرسمي لإدارة الموقع بل تـمـثـل وجهة نظر كاتبيها.